ماكرون رئيساً لفرنسا لولاية ثانية بعد التغلب على لوبان

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلتقي الناخبين خلال حملة انتخابية في منطقة سين سان دوني في باريس
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلتقي الناخبين خلال حملة انتخابية في منطقة سين سان دوني في باريس المصدر: بلومبرغ
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تغلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان بفارق مريح في الانتخابات التي أُجريت، اليوم الأحد، ليفوز بفترة رئاسية ثانية ويضع نهاية لما كان سيصبح زلزالاً سياسياً، وفقاً لوكالة "رويترز".

أظهرت تقديرات لمراكز استطلاعات الرأي الخمسة الرئيسية في فرنسا، أن ماكرون حصل على أكثر من 57% من الأصوات في جولة الإعادة، التي أُجريت اليوم، مقارنة بـ42% للوبان، ليصبح السياسي الوسطي البالغ من العمر 44 عاماً أول فائز بولاية رئاسية ثانية منذ عهد الرئيس الأسبق جاك شيراك قبل عقدين من الزمن.

استند ماكرون إلى برنامج انتخابي مؤيد للأعمال التجارية، والاتحاد الأوروبي، ما يعزز الكتلة الأوروبية في خضم أسوأ أزمة أمنية منذ عقود.

اقرأ أيضاً: الانتخابات الرئاسية في فرنسا تنطلق اليوم.. وماكرون يواجه منافسة شرسة

في تكرار لسباق 2017 بين المرشحين، واجه الناخبون الفرنسيون الاختيار بين رؤيتين مختلفتين تماماً. ومع الحملة الانتخابية التي شكلتها الحرب في أوكرانيا، انتصر تعهد ماكرون بجعل فرنسا حجر الزاوية لاتحاد أوروبي أقوى وأكثر تكاملاً، على النزعة القومية والحمائية التي دافعت عنها لوبان.

تُعدّ النتائج الحالية، بمثابة أخبار جيدة للمستثمرين الذين توقعوا أن فوز لوبان سيحدث صدمة للأسواق على غرار ما حدث عند تصويت المملكة المتحدة لمغادرة الاتحاد الأوروبي أو انتخاب دونالد ترمب في الولايات المتحدة.

يأتي فوز ماكرون في ظل تباطؤ اقتصاد فرنسا بوتيرة أكبر مما كان متوقعاً سابقاً، مع معاناة الصناعة من ارتفاع تكاليف الطاقة وتفاقم قيود الإمدادات نتيجة للغزو الروسي لأوكرانيا، وفقاً لتقرير شهري للبنك المركزي الفرنسي.

اقرأ أيضاً: تباطؤ الاقتصاد الفرنسي بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية

واستند البنك الفرنسي إلى دراسة استقصائية لما يقارب من 8000 شركة، متوقعاً نمواً اقتصادياً مقداره 0.25% فقط في الربع الأول، أي أقل من نصف المعدل الذي كان قد توقعه في شهر مارس. ويمثّل هذا أيضاً انخفاضاً حاداً عن التوقعات البالغة 0.7% في الأشهر الأخيرة من عام 2021، عندما كان أداء فرنسا الأفضل في أوروبا أثناء التعافي من الوباء.

من جانبها قالت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، إنها ستواصل الكفاح السياسي ضد الرئيس ماكرون في الفترة التي تسبق الانتخابات البرلمانية في يونيو المقبل، بينما أقرت بهزيمتها في الانتخابات الرئاسية، حسبما نقلت "رويترز".

اقرأ أيضاً: إنفوغراف.. أكبر مخاوف الناخبين الفرنسيين

وأضافت لمناصريها بعد خسارتها، قائلة: "أظهر الفرنسيون مساء اليوم رغبة في ثقل موازن قوي ضد إيمانويل ماكرون، ورغبة في معارضة ستواصل الدفاع عنهم وحمايتهم". واعتبرت لوبان أن ما حصدته من أصوات في الانتخابات الرئاسية يشكل "انتصاراً مدوياً".

فيما رحّب قادة أوروبيون بفوز ماكرون، وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، إن إعادة انتخاب ماكرون "خبر رائع لكل أوروبا"، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، بينما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إنها "مُرتاحة" إلى "مواصلة التعاون الممتاز" مع فرنسا بعد إعادة انتخاب ماكرون.