بنوك "وول ستريت" تجوب الأسواق الأمريكية بحثاً عن مقترضين جُدد

البنوك الأمريكية تترقب نتائج أرباح الشركات الكبرى
البنوك الأمريكية تترقب نتائج أرباح الشركات الكبرى المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تحوَّل تركيز البنوك الأمريكية الكبرى نحو المقترضين الكبار ذوي الدرجة الاستثمارية، الذين سيعلنون عن أرباحهم الأسبوع المقبل، ما يأتي عقب هجمة اقتراض بلغت قيمتها 55 مليار دولار.

وفقاً للتقديرات الأولية الصادرة عن تجمعات مختصة بدراسة سوق الديون عالية الجودة، فإنّ التوقعات تشير إلى بلوغ حجم المعروض 25 مليار دولار، فيما تعلن الشركات ذات التأثير الكبير، بداية من قطاع التكنولوجيا والقطاع الصناعي إلى قطاع الرعاية الصحية وقطاع السلع الاستهلاكية، عن أرباحها، وتستعدّ لتصبح شركات مقترضة محتملة.

لكن قد تكون جهات الإصدار مضطرة إلى تحسين الصفقات لجذب المشترين الذين يخشون المسارات الأكثر تشدداً في السياسة النقدية لكل من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي.

سحب المستثمرون 3.59 مليار دولار من صناديق تستثمر في ديون الشركات الأمريكية من فئة الدرجة الاستثمارية خلال الأسبوع المنتهي في 20 أبريل، وهو ثالث أكبر تدفق للخارج بالنسبة إلى الديون عالية الجودة حتى الآن خلال السنة الجارية. تزامناً مع ذلك صعد مقياس رئيسي لمخاطر ائتمان الشركات يوم الجمعة إلى مستوى هو الأعلى له منذ شهر يونيو لسنة 2020.

اقرأ أيضاً: متداولو الائتمان يفتقرون إلى رؤية واضحة ضمن نظام "الفيدرالي" الجديد

قد يدرس مصرفا "غولدمان ساكس" و"سيتي غروب" كذلك، وهما من البنوك الكبرى المتبقية في "وول ستريت" التي لم تَبِع بعدُ ديوناً لها عقب الإعلان عن أرباح الربع الأول، استغلال سوق الديون عالية الجودة. وعادة ما تكون البنوك سريعة في انتهاز العوائد الرخيصة عندما ترتبط المسألة بالتمويل، وغالباً ما تلحق بها الشركات الأخرى.

قال المحلل أرنولد كاكودا في "بلومبرغ إنتليجنس": "في حين أن بعضاً من المقرضين قد يطمحون في هبوط آمن وسط الزيادات المتعددة في أسعار الفائدة من قِبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، فإنّ الإصدار النشط للبنوك قبل زيادة سعر الفائدة بنحو 50-75 نقطة أساس قد يمثل إشارة على مراقبة ما نقوم به، لا ما نتحدث به".

وفقاً لرأيه، فعلى الأرجح سيصدر مصرف "غولدمان ساكس" ديوناً أكثر من مصرف "سيتي غروب"، مع الأخذ في الاعتبار أن الأخير ربما أكمل فعلاً مبيعات ديون تبلغ 14 مليار دولار حتى الآن خلال السنة الجارية، مقابل خطة سابقة استهدفت عمليات إصدار تتراوح قيمتها بين 15 مليار دولار و20 مليار دولار لسنة 2022 بالكامل.

من بين المقترضين الكبار الذين سيفصحون عن النتائج ربع السنوية خلال الأسبوع القادم شركات "ألفابت" و"أمازون" و"أبل" و"كاتربيلر" و"جنرال موتورز"، بالإضافة إلى شركة "كوكاكولا" وشركة "إكسون موبيل".

اقرأ أيضاً: اضطراب في سوق الائتمان ترقباً لرفع "الفيدرالي" سعر الفائدة الأربعاء

السندات عالية المخاطر

تقع سوق ديون الشركات الأمريكية، الواقعة ضمن فئة عالية المخاطر، تحت ضغوط هي الأخرى، إذ جرى تسعير 900 مليون دولار فقط من الديون خلال الأسبوع الحالي، ما يرفع سجلّ إصدار الشهر الجاري إلى ما يفوق 6 مليارات دولار بقليل، حسب بيانات جمعتها "بلومبرغ". ويُعَدّ هذا هو المعدل الأبطأ لشهر أبريل منذ سنة 2008.

سحب المستثمرون الأموال من الصناديق ذات العوائد المرتفعة للأسبوع الثاني على التوالي، فيما تتجه السندات عالية المخاطر لتحقيق أطول سلسلة خسائر متصلة في ما يزيد على شهرين.

كتب براد روغوف، رئيس وحدة أبحاث الدخل الثابت في مصرف "باركليز"، في رسالة يوم الجمعة، أن صعود أسعار الفائدة سيحدّ من مبيعات السندات مرتفعة العوائد في العام الحالي، لتترواح بين 240 مليار دولار و260 مليار دولار، متراجعة بنسبة 62% تقريباً عن التقدير السابق.

في وقت سابق، قلّص مصرف "سيتي غروب" توقعاته بما يفوق مقدار الثلث ليصل إلى 250 مليار دولار، وخفض "غولدمان ساكس" التوقعات الخاصة به لحجم المعروض بمقدار 100 مليار دولار. ويتيح تقليص حجم المعروض تحقيق عائدات أفضل لحاملي السندات مستحقة السداد.

اقرأ أيضاً: أسواق الائتمان الأمريكية تضج بإشارات التحذير ولا أحد يهتم

سجّلت سوق القروض ذات الرافعة المالية في الولايات المتحدة 10 عمليات طرح حديثة خلال الأسبوع الجاري، إذ ظلّت الأجواء العامة تتجه نحو الإقبال على المخاطرة.

كان هناك طلب قوي واضح من خلال الصناديق التي تستثمر في فئة الأصول وتجذب الأموال النقدية، للأسبوع الخامس على التوالي. ويتزاحم المستثمرون على صفقات الطرح المشتركة.

يتفهم بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في الوقت الحالي مدى تأخره عن الركب، مع وجود احتمال لزيادة سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس خلال الاجتماع المقرر في شهر مايو المقبل، حسب خبراء للاقتصاد في "بلومبرغ".

ورغم ما يتردد بكثرة بشأن الركود في الآونة الأخيرة، فإنّ الأسس الاقتصادية لا تزال قوية، مع أنه من المرجح أن بيانات الناتج المحلي الإجمالي الخاصة بالربع الأول، المنتظر صدورها يوم الخميس، لن تعبّر عن ذلك، وفقاً لما كتبه خبراء الاقتصاد بقيادة آنا وونغ في رسالة يوم الجمعة.