اختبار التنفس يُسهل تشخيص كورونا في التجمعات

دقّته منخفضة نسبياً لكنها كافية لعزل معظم المصابين في التجمعات الكبيرة ومنع التفشي الواسع

تجمع في مهرجان غنائي
تجمع في مهرجان غنائي المصدر: بلومبرغ
Lisa Jarvis
Lisa Jarvis

Lisa Jarvis, the former executive editor of Chemical & Engineering News, writes about biotech, drug discovery and the pharmaceutical industry for Bloomberg Opinion.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قد يواجه اختبار كوفيد-19 عبر التنفس، الذي أنتجته شركة الأبحاث "إنسبكت أي أر سيستمز" (InspectIR Systems) في تكساس، محدودية في استخدامه في البداية،

لكنَّه يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز حزمة الأدوات المتاحة لمنع تفشي كوفيد، وأي فيروسات مستقبلية في الأحداث الرياضية والترفيهية الكبيرة، وأماكن التجمعات الأخرى.

تعمل هذه التقنية، وهي الأولى التي حصلت على ترخيص الاستخدام الطارئ من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، بشكل بسيط، حيث يزفر المريض في أنبوب من الورق المقوّى يتصل بجهاز بحجم حقيبة سفر يُحلل العينة في أقل من ثلاث دقائق.

شنغهاي تسجل وفيات يومية قياسية في موجة فيروس كورونا الأخيرة

يمكن لجهاز "إنسبكت أي أر"، الذي تمتلك الشركة مخزوناً محدوداً منه، تحليل حوالي 160عينة فقط في اليوم. ينبغي حتى الآن أن يشرف تقنيون حاصلون على تدريب خاص على تنفيذه، وهذا يفسر سبب محدودية استخدامه في البداية.

لكن يوسع ترخيص إدارة الغذاء والدواء لهذا الجهاز نطاق البنية التحتية للاختبار ويعززها أيضاً. كما قد يعزز اختبار التنفس الرخيص والسريع وسهل الاستخدام والمؤهل لفحص مئات الأشخاص يومياً الجهودَ المبذولة لقمع تفشي الوباء.

ساعات أو أيام

يُتَحرى كوفيد بطرق مختلفة، إحداها تقوم على اختبار مياه الصرف الصحي، وهي طريقة تقدّم إشارة مبكرة حول ارتفاع حالات الإصابة في منطقة ما. هناك أيضاً اختبارات تفاعل البوليمير المتسلسل (PCR)، والتي تكتشف بدقة المادة الجينية للفيروس في مسحة الأنف. تعد هذه الطرق المعيار الذهبي على نطاق واسع، لكنَّها تستغرق ساعات، وتصل أحياناً إلى أيام لإيضاح النتيجة.

تعتبر الاختبارات المنزلية، التي تبحث عادةً عن أجزاء من البروتين الفيروسي (المستضدات)، دقيقة وسريعة بقدر معقول، فهي تسمح نظرياً بإجراء اختبارات واسعة النطاق، لكنَّها قد تكون باهظة الثمن، كما أنَّ 15 دقيقة وقت طويل لانتظار نتائج "سريعة"، خاصة إنْ احتاج أشخاص كثيرون للفحص دفعة واحدة. لقد انتظرت في الصيف الماضي أكثر من ساعة للسماح لي بحضور عرض كوميدي يتطلّب اختباراً سريعاً للدخول، برغم أنَّ الحضور اقتصر على نحو 100 شخص فقط.

"أوبر" و"ليفت" تلغيان شرط ارتداء الكمامة للركاب والسائقين في أمريكا

ثمّة عنصر مفقود؛ وهو وجود اختبار رخيص وسريع ودقيق بما يكفي لعزل معظم الحالات الإيجابية وسط الحشود الكبيرة، وبالتالي؛ تكون اختبارات التنفس مفيدة في هذه الحال.

تتبادل الغازات الموجودة في أعماق رئتينا بين الهواء المُستنشق والهواء الخارج، وهو مزيج من أكثر من 200 مركب، لكنَّ اختبار "إنسبكت أي أر" يبحث عن خمسة مركبات محدّدة توجد في حال الإصابة.

منخفضة لكنها كافية

أظهر اختبار التنفس إصابة 91.2% بالفيروس، من بين 2,409 أشخاص خضعوا للدراسة ممن لديهم أعراض المرض أو من دون أعراض على الإطلاق، إلى جانب 99.3% من العينات السلبية، بحسب بيانات إدارة الغذاء والدواء. كما ظلّت هذه النتائج ثابتة مع متحوّل "أوميكرون".

قد تبدو دقة 91.2% في اكتشاف العينات الإيجابية منخفضة إلى حد ما، لكنَّها مرتفعة بما يكفي بالنسبة لاختبار يستهدف فحص الحشود بسرعة. تكمن الفكرة بالتقاط ما يكفي من العدوى لمنع التفشي واسع النطاق.

ينبغي أن يستمر الأشخاص الذين ثبُتت إصابتهم بإجراء اختبارات المستضدات السريعة لتأكيد إصابتهم بالعدوى.

الصين تنتفض مجدداً لمواجهة تصاعد تفشي "كورونا"

لا تنجو اختبارات التنفس من الانتقاد؛ إذ يتساءل بعض العلماء عمّا إذا كان بالإمكان العثور على بصمة فريدة حقاً لفيروس أو مرض واحد فيما يحمله النفس. قد يكون تشغيل الأجهزة سهلاً ورخيصاً على نطاق واسع، لكنَّ تكاليف تركيبها قد تكون باهظة.

ستتحسن هذه التقنية بشكل مطّرد؛ إذ يقترب كثير من الباحثين الأمريكيين من إطلاق أجهزتهم الخاصة، وسط دعم مبادرة تعجيل التشخيص التابعة لمعاهد الصحة الوطنية الأمريكية.

أتاح الوباء فرصة فريدة لإحداث ثورة في تشخيص الأمراض الأخرى بخلاف كوفيد، فقد عزز تطوير تقنية اختبار التنفس البنية التحتية للاختبارات لجعلنا أكثر استعداداً لمواجهة أي انتشار للأمراض.