جوليان لي لـ" الشرق": النفط الروسي يُباع بحسومات كبيرة.. لكن تكلفة شحنه تتزايد

المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تسعى روسيا لتوسيع أسواق استيراد منتجاتها من النفط والغاز بعيداً عن أوروبا، إذ تتوجه إلى الدول الآسيوية الأبعد جغرافياً عنها، ما يضع النفط الروسي في مواجهة تحديات تفرضها عمليات النقل الأطول ذات التكلفة المرتفعة.

يأتي ذلك بالتزامن مع تزايد المساعي التي تهدف إلى الحد من الاستيراد الغربي للنفط والغاز الروسيين.

جوليان لي، استراتيجي النفط في "بلومبرغ"، قال في مقابلة مع "الشرق": "رأينا بالفعل النفط الروسي يُنقل عبر بحر البلطيق والبحر الأسود وحتى عبر القطب الشمالي، ليصل إلى دول في آسيا وتحديداً إلى الهند والصين، لكني أعتقد أن بوتين سيواجه مشكلات في تحويل كل النفط الروسي إلى أسواق أخرى في حال توقفت أوروبا عن استيراد النفط الروسي، ونحن نتحدث عن مليونين إلى 3 ملايين برميل على الأقل يومياً"، مضيفاً أن نقل هذه الكميات الكبيرة إلى مسافات أبعد جغرافياً سيترتب عليه تحديات كبيرة.

مناقشات أمريكية-أوروبية لتقييد تدفقات النفط الروسي

وكانت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تحدثت عن سعيها لخفض وارداتها من الغاز الروسي بمقدار الثلثين بحلول نهاية العام، كذلك يعمل الاتحاد حالياً على فرض الحزمة السادسة من العقوبات، ويدرس إجراءات محتملة لضرب صناعة النفط الروسية، مثل فرض قيود على بعض السلع النفطية، وفرض ضرائب على الواردات.

ارتفاع التكاليف

كانت تقارير أشارت إلى عرض حسومات على النفط الروسي للتشجيع على شرائه. عن ذلك قال لي: "نرى حالياً حسومات كبيرة تُقدم إلى المشترين من آسيا، وهناك تقارير تشير إلى خصومات تصل إلى حد ثلاثين دولاراً في البرميل. لكن مع ذلك تكاليف الشحن تبقى أعلى بكثير".

وأضاف لي إنه على سبيل المثال بينما يحتاج نقل النفط الروسي عبر بحر البلطيق إلى روتردام في هولندا من ثلاثة أيام إلى أسبوع، سيحتاج نقل الشحنة ذاتها إلى الهند إلى شهر على الأقل، أي أربعة أضعاف المدة. وفي حال أرادت روسيا البيع باستمرار بهذه الطريقة فستكون بحاجة إلى أربعة أضعاف عدد ناقلات النفط لقطع هذه المسافة البعيدة.

وتابع لي: "نرى أيضاً الشحنات تُنقل إلى البحر الأبيض المتوسط، لنقلها إلى ناقلات النفط الأكبر حجماً، التي تحوي حمولة ثلاثة سفن في حمولة واحدة، وهي كميات تنقل إلى الصين".

ماذا نتوقع مستقبلاً؟

وحسب جوليان لي فإن أبرز النقاط المتوقعة في أسواق النفط في ظل التوترات الجيوسياسة القائمة هي:

  • لا نتوقع تحركاً من جهات رقابية لتحديد مواقع بيع النفط وكيفية حدوث ذلك، إذ إن سوق النفط شديدة التنوع وتحوي كثيراً من المشاركين.
  • مصافي التكرير، خصوصاً في أوروبا الشرقية، ستواجه مشكلات، إذ إنها مُنشأة أصلاً للتعامل مع التركيبة الكيميائية للنفط الخام الروسي تحديداً.
  • سنشهد تحولاً في أنماط التجارة، وهو أمر سيُبقي أسعار النفط مرتفعة.

ومن المتوقع أن يجد بعض الخام القادم من الشرق الأوسط منافسة من النفط الروسي الذي يباع بأسعار مُخفضّة، وهو ما قد يخلق توترات، خصوصاً أن دولاً آسيوية مثل الهند والصين كانت على مدى سنوات تقرّب علاقاتها من الدول النفطية، حسب لي الذي أضاف: "أعتقد أن على هذه الدول أن تدرس إلى أي مدى ستتوجه إلى روسيا بعيداً عن شركائها في الشرق الأوسط".