الأزمة الغذائية ومخاطر الجفاف تهدد باشتداد حركة التمرد الإسلامي في الصومال

مخيمات للنازحين داخلياً في بيدوا، الصومال
مخيمات للنازحين داخلياً في بيدوا، الصومال المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قامت حركة الشباب الإسلامية المسلحة بخطوات لمساعدة المجتمعات الصومالية المحلية على التعامل مع أسوأ موجة جفاف تضرب البلاد منذ عقود، في خطوة قد تسهم في رصّ صفوف الحركة، مما يفاقم خطر اشتداد حركة التمرد العنيف في البلاد وخارجها.

وأعلن المتحدث باسم الحركة الشيخ علي ظهير أنَّه تم تأليف لجنة خاصة من سبعة أعضاء بارزين في الحركة، وقد كُلّفوا بالاستجابة إلى أزمة الجفاف. وزارت اللجنة المجتمعات المحلية في العديد من المناطق المتضررة من الجفاف لتوزيع زيت الطهي والأرز والسكر وغيرها من المساعدات، بحسب الصور التي نشرتها وسائل الإعلام المتحالفة مع حركة الشباب.

اقرأ أيضاً: وكالات إغاثة: الملايين في غرب أفريقيا يواجهون أزمة غذاء غير مسبوقة

وقال ظهير: "ندعو المسلمين في جميع أنحاء العالم للعمل مع اللجنة، وأن يكونوا جزءاً من جهود المساعدة للسكان المتضررين من الجفاف".

تحاول حركة الشباب التي تريد فرض رؤيتها للشريعة الإسلامية الإطاحةَ بالحكومة الصومالية منذ عام 2006، فيما تقوّض مساعيها قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي. وفي الأسبوع الماضي، أعلنت الحركة مسؤوليتها عن شن هجوم بقذائف الهاون بالقرب من موقع مراسم أداء اليمين للنواب الصوماليين.

تعليقاً على ذلك؛ قالت نازانين موشيري، محللة التغير المناخي والأمن في مجموعة الأزمات الدولية، إنَّ تأثير الجفاف على الأمن الغذائي والنزوح الداخلي يتفاقم في ظلّ الارتفاع العالمي بأسعار السلع، ونقص السلع المستوردة بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، وقد تُسهّل الأزمة على حركة الشباب تجنيد أعضاء جدد.

وقالت: "المجتمعات الهشة أكثر عرضة لتسليم شبابها مقابل الوصول إلى مصادر المياه والمساعدات إذا كانوا يائسين".

اقرأ أيضاً: الحرب الروسية على أوكرانيا تفاقم أزمة الغذاء في غرب أفريقيا

وكانت الأمم المتحدة قد حذّرت من أنَّ تسعة ملايين شخص معرضون لخطر الانزلاق إلى المجاعة نتيجة الجفاف الذي أثر على معظم أنحاء القرن الأفريقي. ويواجه حوالي 6 ملايين صومالي، أو ما يقرب من 40% من السكان، مستويات شديدة من انعدام الأمن الغذائي، وهو ضعف العدد المسجل في بداية العام.

وكان محصول الصومال الزراعي لشهر يناير انخفض إلى ثالث أدنى مستوى له خلال ربع قرن، بحسب السجلات الحكومية. من جانبها، تظهر بيانات الأمم المتحدة أنَّ الأسر فقدت حوالي 30% من ماشيتها بسبب الجوع أو المرض منذ منتصف عام 2021. كما ارتفعت أسعار المياه والمواد الغذائية الأساسية في فبراير بأكثر من 140% فوق متوسط خمس سنوات، ومن المتوقَّع أن ترتفع الأسعار أكثر بسبب الحرب في أوكرانيا.

كان الصومال يستورد أكثر من 90% من حاجته من القمح من روسيا وأوكرانيا قبل الحرب، إلا أنَّ هذه الامدادات توقفت حالياً. كما أنَّ الصومال يعتمد بشكل بالغ على استيراد الأرز والزيوت النباتية والسكر والوقود.

قال محمد فال، المدير الإقليمي لليونيسف لشرق وجنوب أفريقيا، في مقابلة: "إنَّ التداعيات بعيدة المدى للأزمة الأوكرانية تؤثر بشدة على المنطقة بسبب الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية والوقود، وتعذُّر الحصول على بعض السلع الأساسية". وحذّر من أنَّ "الأسابيع والأشهر القادمة قد تكون أسوأ مما سبق أن رأيناه".