إيلون ماسك يستحوذ على "تويتر".. ما التالي؟

إيلون ماسك
إيلون ماسك المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

"كم سعرها؟" كان السؤال الذي غرّده الرجل الأغنى بالعالم رئيس "تسلا" إيلون ماسك في 2017، رداً على تغريدة أخرى اقترحت استحواذه على منصة "تويتر" المفضّلة لديه. اليوم، بعد خمس سنوات؛ أصبح الاستحواذ واقعاً بعد موافقة مجلس إدارة "تويتر" على بيع الشركة إلى ماسك مقابل 44 مليار دولار، تاركاً المتابعين يتساءلون: "ما التالي؟".

على صعيد الشركة، أوضح ماسك أنَّ غرضه الأساسي من الاستحواذ هو دعم حرية التعبير للجميع حتّى لمنتقديه. وقال في تغريدته الأخيره، إنَّه يريد إطلاق العنان لإمكانيات المنصة، وإضافة ميّزات جديدة عليها، منها جعل خوارزمية المنصة متاحة للجميع لزيادة الثقة، الأمر الذي كانت تُنتقد عليه منصات التواصل الاجتماعي سابقاً، ومن ضمنها "فيسبوك" التي ترفض الإفصاح عن طريقة عمل خوارزمياتها. لم يكتفِ الملياردير ماسك بهذا، بل إنَّه اقترح أن يحوّل المقر الرئيسي للشركة في سان فرانسيسكو إلى مركز إيواء للمشرّدين.

ماسك أكّد أنَّه لا يهتم بتحقيق أرباح على الإطلاق، مما أثار تساؤلاتٍ عن مستقبل الموظّفين الذين تشكّل أرباح الشركة أساساً لرواتبهم، خاصة لمبرمجيها الأساسيين الذين يصعب إيجادهم.

سيتعيّن على ماسك أن يوجد هيكلية جديدة لإغرائهم في البقاء مع عدم جدوى نظام منح الأسهم بعد الآن. لكن من سيبقى موظفاً في الشركة مع إزالة ماسك لمراقبة المحتوى في المنصة تاركاً العديد من المناصب فيها مهدّدة؟

اقرأ أيضاً: دفاع عن البراعة الإدارية لإيلون ماسك

من سيكون الرئيس التنفيذي الجديد مع الاحتمال الضعيف بأن يعمل ماسك في المستقبل مع المدير الحالي "باراغ أغروال"؟ والسؤال الآخر يتعلق بمن سيكون في مجلس إدارة الشركة، بعد أن حاول المجلس الذي يقوده الرئيس التنفيذي المشارك "بريت تايلور" أن يمنع ماسك من الاستحواذ على "تويتر" باستخدامه استراتيجية تجعل الشركة غير جاذبة لمن يحاول الاستحواذ عليها. إلا أنَّ الفرصة سانحة الآن بالنسبة إلى ماسك لاستبدال معارضيه في مجلس الإدارة. فهل سيسمح ماسك لفريق مستقل بتشغيل الشركة؟ أم هل سيكون مالكاً متحكّماً بالشركة؟

الداعمون والمنسحبون

تلقى رئيس "تسلا" دعماً من الشريك المؤسس للمنصة ومديرها التنفيذي السابق، جاك دورسي، الذي غرّد بأنَّ ماسك سيكون الحل الوحيد الذي يثق به لإصلاح مشاكل شركة التواصل الاجتماعي.

أما على صعيد حرية التعبير؛ لم يكن موقف دورسي مماثلاً لموقف بعض مستخدمي "تويتر" الذين بدأوا بالبحث عن منصات بديلة منها: "كاونتر سوشيال"، (CounterSocial)، و"تروث سوشيال" (Truth Social) المملوكة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، معارضين بذلك رؤية ماسك للمنصة لحرية تعبيرٍ دون أي قيود. في حين دعم مستخدمون آخرون قراره بلغة "الميمز" التي يُعتبر الملياردير ملكها على المنصة.

سؤال آخر طرحه كثيرون بعد أن تم حظر الرئيس الأمريكي السابق من المنصة العام الماضي بسبب انتهاكه لقوانينها. ترمب من جهته قال لشبكة "سي ان بي سي" الإثنين، إنَّه لن يعود للمنصة حتى وإن أُزيل الحظر عنه، وسيكون موجوداً على منصته الخاصة "تروث سوشيال" خلال أسابيع.

من جهة أخرى، ما إنْ أُعلن عن الصفقة؛ حتى دعت السيناتورة الأمريكية إليزابيث وارين إلى قوانين أكثر صرامة على عمالقة التكنولوجيا واصفة الصفقة بالخطيرة؛ إذ ترى أنَّها تسمح لبليونير واحد بأن يقرر كيف سيتواصل الملايين مع بعضهم، مما يمركز القوة بيد القليلين الذين سيقررون من سيتكلّم؟ ومن سيصمت؟، وهذا يضعف التنافسية.

ما مصير مستثمري "تسلا"؟

انخفض سهم "تسلا" 2.3% منذ إعلان ماسك عن عرض الاستحواذ في 14 أبريل، وسط مخاوف المستثمرين من أن يشكّل هذا الاستحواذ إلهاءً كبيراً لماسك عن "تسلا".

من جهته، تساءل جيف بيزوس، الرجل التالي لماسك على عرش الثراء العالمي، عن ما ستعنيه الصفقة لمصنع "تسلا" في شنغهاي، وهو المصنع الأكبر للشركة خارج أمريكا، قائلاً إنَّها قد تزيد الأمور تعقيداً في الصين بالنسبة لشركة صناعة السيارات الكهربائية، بما أنَّ الصين تحظر الولوج إلى منصة "تويتر"، وجميع منصات التواصل الاجتماعي الأمريكية الأخرى، إذ ترى أنَّها أداوت تأثير على الرأي العام.