أوروبا المتعطشة للطاقة تستقبل النفط الأمريكي من ناقلة ضخمة

لأول مرة منذ أكثر من 6 سنوات، سلمت ناقلة ضخمة النفط الخام الأمريكي إلى إسبانيا، في ظل تزايد اعتماد أوروبا على طاقة الولايات المتحدة لتعويض اضطرابات الإمدادات الروسية، في أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا.

أظهرت بيانات التتبع أن السفينة "سولانا" سلمت جزءاً من حمولتها البالغة مليوني برميل نفط خام إلى ميناء بلباو الإسباني منتصف أبريل الجاري، قبل تفريغ نفط إضافي في فيلهلمسهافن بألمانيا وروتردام. واستلمت "سولانا" شحنة النفط الأمريكية من سفن أصغر أثناء وجودها في خليج المكسيك بالولايات المتحدة قبل مغادرتها إلى أوروبا.

تاريخياً، يتم نقل الغالبية العظمى من شحنات النفط الخام الأمريكي إلى أوروبا على متن سفن أصغر حجماً يمكنها حمل ما بين 600 ألف ومليون برميل، بدلاً من نقلها باستخدام الناقلات العملاقة التي تبلغ حمولتها مليوني برميل، وتحظى بشعبية أكبر على الطرق الطويلة، كما هو الحال بين الولايات المتحدة وآسيا.

لكن مع تزايد تجنب المشترين الأوروبيين للنفط الروسي في أعقاب غزو البلاد لأوكرانيا، أثبتت الإمدادات الأمريكية أنها ضرورية لسد الفجوة.

الناقلات العملاقة

قال ديفيد ويتش، كبير الاقتصاديين في شركة التحليلات "فورتيكسا" (Vortexa)، إن الناقلات العملاقة ستُستخدم بشكل متزايد "لإرسال الخام الأمريكي إلى أوروبا، إذ يسعى المشترون في القارة إلى تعظيم استفادتهم من بدائل النفط الروسي".

وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ"، شحنت 4 ناقلات عملاقة النفط بين الولايات المتحدة وأوروبا بالفعل هذا العام، ارتفاعاً من واحدة فقط خلال نفس الفترة من العام الماضي. وتعتبر "سولانا" أول ناقلة عملاقة للخام الأمريكي تصل إلى إسبانيا منذ أن أنهت واشنطن حظرها على صادرات النفط في ديسمبر 2015.

تتزايد شعبية الناقلات العملاقة ببطء بين المشترين الأوروبيين، لا سيما في روتردام، وهي مركز رئيسي لتكرير النفط وتخزينه في أوروبا. وبدأت ألمانيا في التحول إلى وجهة رئيسية أيضاً، بعد تلقي العديد من الشحنات الكبيرة في 2020 و2021. وتوقعت "فورتكسا" أن تستقبل ألمانيا ثاني ناقلة نفط عملاقة من الولايات المتحدة خلال 2022 بحلول مايو المقبل.