بريطانيا باتت مُتخمة بغاز أكثر مما يمكنها تخزينه

رست ناقلة الغاز الطبيعي المسال "غازلوغ غيبرالتار" في محطة استيراد "غراين" ، التي تديرها "ناشيونال غريد"، على جزيرة آيل أوف غرين بالقرب من روتشستر، المملكة المتحدة
رست ناقلة الغاز الطبيعي المسال "غازلوغ غيبرالتار" في محطة استيراد "غراين" ، التي تديرها "ناشيونال غريد"، على جزيرة آيل أوف غرين بالقرب من روتشستر، المملكة المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تغرق بريطانيا في واردات الغاز الطبيعي؛ ومع انتهاء موسم التدفئة ونقص مرافق التخزين، ليس لديها سوى منافذ قليلة لتصريفه.

من المقرر أن يتلقى شمال غرب أوروبا واردات غاز طبيعي مسال قياسية هذا الربع، مع وصول الجزء الأكبر إلى المحطات الثلاث في المملكة المتحدة. وتُصدّر بريطانيا عموماً الغاز الفائض إلى القارة خلال فصل الصيف، إلا أن خطوط الأنابيب التي تربطها مع الاتحاد الأوروبي لا يمكنها التعامل مع هذا القدر.

في هذا الصدد، تُظهر البيانات التي جمعتها بلومبرغ أن خصم العقود الآجلة الطبيعية لأقرب شهر استحقاق في المملكة المتحدة على العقد الهولندي - المعيار الأوروبي - هو الآن الأوسع منذ 2011 على الأقل.

تعليقاً على الموضوع، قال تريفور سيكورسكي، رئيس أبحاث الغاز الطبيعي والكربون في شركة "إنرجي أسبيكتس" (Energy Aspects): "يرجع الخصم بشكل رئيسي إلى الحجم الكبير للغاز الطبيعي المسال والقيود المفروضة على القدرة على تصدير هذا الفائض إلى القارة".

الدنمارك ترفع إنتاجها من الغاز لمساعدة أوروبا على التخلص من إمدادات روسيا

على مدى أشهر، ارتفعت أسعار الغاز في جميع أنحاء المملكة المتحدة وأوروبا بسبب انخفاض المخزونات. كما تفاقمت أزمة الطاقة في شهر فبراير عندما غزت روسيا - أكبر مزود للغاز في أوروبا - أوكرانيا، لترفع من مخاطر تعطل الإمدادات ودفع الأسعار إلى مستويات قياسية.

يُشار إلى أن المملكة المتحدة لا تعتمد بشكل مباشر على واردات الغاز الروسي؛ حيث تتلقى الدولة أيضاً الغاز من الحقول البحرية المحلية وعبر خطوط الأنابيب من النرويج والاتحاد الأوروبي، مما يجعلها أقل عرضة للاضطرابات المحتملة من الدول الأخرى في المنطقة.

ونتيجة لارتفاع الأسعار، تحولت شحنات الغاز الطبيعي المسال بعيداً عن آسيا، متجهة بدلاً من ذلك إلى أوروبا. كما أن قائمة الموردين متنوعة، بدءاً من الولايات المتحدة وقطر وصولاً إلى الجزائر وبيرو.

إلا أن بريطانيا تتخلف عن البر الرئيسي لأوروبا عندما يتعلق الأمر بمرافق تخزين الوقود القادم قبل الشتاء المقبل. حيث تم إغلاق أكبر موقع للتخزين في عام 2017. وفي الوقت نفسه، تواصل شحنات الغاز الطبيعي المسال التدفق إلى المملكة المتحدة التي تتمتع بقدرة أفضل من معظم دول الاتحاد الأوروبي على إرساء الناقلات وتحويل الوقود المسال إلى غاز.

وعندما تمتلئ المرافق في القارة، يجب أن يذهب الغاز الطبيعي المسال إلى أسواق مثل المملكة المتحدة وإسبانيا، اللتين تتمتعان بأكبر قدر من إعادة التغويز، وفقاً لسيكورسكي الذي قال: "عندما تفعل ذلك وتصل إلى حدود الصادرات، تنخفض الأسعار".