شقوق في الجبهة الموحدة.. انقسام أوروبي حول آلية سداد قيمة الغاز الروسي

أوروبا منقسمة بسبب شروط بوتين لسداد قيمة الغاز
أوروبا منقسمة بسبب شروط بوتين لسداد قيمة الغاز المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تشهد استجابة أوروبا للمطالب الروسية بوجوب دفع ثمن الغاز بالروبل حالة من الفوضى، حيث تسعى الشركات إلى حلول بديلة للحفاظ على تدفق الإمدادات الحيوية، بينما تتجادل الحكومات حول مدى صرامة الموقف الذي يجب اتخاذه ضد موسكو.

حذّرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أمس الأربعاء، الشركات من الانصياع لمطالب روسيا، قائلة إن القيام بذلك يُعدّ انتهاكاً للعقوبات، لكن الشركات تتخذ خطوات للامتثال جزئياً على الأقل لمطالب روسيا، ويبدو أن التوجيهات الخاصة بالكتلة، والتي صدرت الأسبوع الماضي تمنحها الغطاء للقيام بذلك.

أكدت حكومة هنغاريا، اليوم الخميس، أنها تدفع باليورو إلى "غازبروم بنك" الروسي، وهو ما يسمح بعد ذلك بتحويل المدفوعات من اليورو إلى روبل. فيما يُعدّ أوضح مؤشر حتى الآن على إمكانية التوصل إلى حل وسط.

بدأت الانقسامات في الظهور في بروكسل. وكانت بولندا - التي رفضت تبني الشروط الجديدة تعرضت لانقطاع الغاز فجأة يوم الأربعاء - تقود حملة من أجل أن يوضح الاتحاد الأوروبي إرشاداته، حتى لا تتمكن الشركات من استغلال الثغرات. في اليوم ذاته، بدا أن وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابك، ترك الباب مفتوحاً أمام تسوية، على الرغم من أنه قال كيفية الرد الروسي غير واضحة حتى الآن.

اقرأ أيضاً: الغاز الروسي قد يُحظر على أوروبا بسبب إصرار بوتين على الدفع بالروبل

أفادت شركة المرافق الألمانية "يونيبر" (Uniper)، العميل الضخم للغاز الروسي، علناً أنها تعتقد أن بإمكانها مواصلة عمليات الشراء دون انتهاك العقوبات. وفي إيطاليا - وهي مشتر رئيسي آخر - تُجهز "إيني" (Eni) خطوات تسمح لها بالامتثال للمتطلبات الجديدة، وفقاً لأشخاص مطلعين على الموقف.

ذكرت "بلومبرغ"، الأربعاء، أن أربعة مشترين أوروبيين دفعوا بالفعل بالروبل، وفتحوا 10 حسابات في "غازبروم بنك"، ما يُعدّ شرطاً أساسياً للوفاء بالقواعد الجديدة. بدوره، وأكد وزير الدولة الهنغاري، غيرغيلي غولياس أن بلاده كانت ضمن الحسابات العشرة.

تراجعت أسعار الغاز، اليوم الخميس، حيث أعاد التجار تقييم مخاطر قيام بوتين بقطع الغاز عن دول أوروبية أخرى في المستقبل.

مع حلول مواعيد السداد النهائية، يتعين على الشركات والحكومات أن تقرر ما إذا كانت ستقبل المطالب الروسية - المعززة لحرب موسكو في أوكرانيا - أو المخاطرة باحتمال ترشيد حد استهلاك الغاز في الداخل.

خلف الأبواب المغلقة، يوم الأربعاء، كانت عدة دول بالاتحاد الأوروبي تضغط من أجل إصدار توجيه أوضح من الكتلة، قائلة إن التوجيه الحالي غامض للغاية، وفقاً لأشخاص مطلعين على المناقشات.

اقرأ أيضاً: "بوتين" لأوروبا: لا بديل لكم عن الغاز الروسي

تريد بعض البلدان أن توضح للمفوضية أن المشترين ليس لديهم أي حلول بديلة للرضوخ لمطالب الكرملين. من جهتها، قالت بولندا إن التفسير الانتقائي للمرسوم الروسي كان أداة لروسيا لكسر تضامن الاتحاد الأوروبي.

أوضح الاتحاد الأوروبي، يوم الخميس، أن فتح حسابات بالروبل ينتهك العقوبات، لكن السؤال مطروحٌ بشأن ما إذا كانت هناك تسوية ممكنة من شأنها أن تكون مقبولة لدى موسكو.

رفضت بولندا قبول أي تغييرات في شروط السداد، وأوقفت "غازبروم" تدفقات الغاز يوم الأربعاء رداً على ذلك. منذ ما قبل الحرب في أوكرانيا، انقسمت الكتلة بين دول مثل بولندا تتخذ نهجاً أكثر تشدداً تجاه روسيا، وتلك الأكثر حرصاً على حماية إمدادات الطاقة.