الصين تخفّض التعريفة الجمركية على واردات الفحم إلى صفر لزيادة الإمدادات

موقع لتخزين الفحم في تايكانغ بمقاطعة جيانغسو في الصين، 23 أكتوبر، عام 2021
موقع لتخزين الفحم في تايكانغ بمقاطعة جيانغسو في الصين، 23 أكتوبر، عام 2021 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أكدت وزارة المالية الصينية في بيان لها، أن الصين ستخفّض التعريفات الجمركية على واردات الفحم إلى صفر، خلال الفترة بين مايو ونهاية مارس المقبل، وذلك بهدف تعزيز تأمين إمدادات الطاقة في البلاد.

وقالت الوزارة، في بيان صادر في 26 أبريل ونُشر على موقعها الإلكتروني في 28 أبريل، إن الرسوم الجمركية الحالية تتراوح بين 3 و6% بحسب نوع الفحم. وكانت واردات الصين من الفحم انخفضت بنسبة 24% في الفترة حتى نهاية مارس الماضي، بالتزامن مع ارتفاع الأسعار العالمية له.

تضييق السوق

وتعتبر الصين أكبر مستورد للفحم في العالم، وسيكون لأي خطوة تدعم تعزيز مشترياتها منه تأثير يزيد من الضغط على أسعار الفحم التي ارتفعت هذا الشهر مع تحرك الاتحاد الأوروبي واليابان لحظر واردات الفحم من روسيا، وهو ما يفاقم بدوره من تضييق السوق.

وفي عام 2014، كانت الدولة قد فرضت تعريفات جمركية على استيراد الفحم تصل إلى 5% أو 6% لأنواع مختلفة من الفحم المستعمل في محطات الكهرباء، و3% على الفحم الصلب (الأنثراسيت)، وفحم الكوك الذي يدخل في صناعة الصلب.

وكتب مجموعة من محللي بنك "مورغان ستانلي"، بمن فيهم سارة تشان، في مذكرة بحثية: "نتوقع أن يكون الفحم الروسي المستفيد الأكبر من هذا القرار". وأضافوا أن هذه الخطوة يمكن أن تكون استجابة "للاضطرابات اللوجستية المحلية للفحم" في "تشنهوانغداو" الواقعة في مقاطعة "خبي" بشمال الصين، حيث أخضعت المدينة الساحلية الرئيسية للفحم أحد مناطقها لإغلاقات، بعد تفشي الإصابات بفيروس كورونا مؤخراً.

الصين تغلق مدينة لإنتاج الفحم وعناصر نادرة بسبب "كورونا"

وكانت إندونيسيا وهي أكبر مورد فحم إلى الصين، تتمتع بالفعل برسوم جمركية صفرية على الواردات بفضل صفقة سابقة. بينما حظيت أستراليا بالامتياز ذاته أيضاً، لكن الصين أوقفت الواردات منها في عام 2020 على وقع خلاف جيوسياسي.

وخلال العام الماضي، أصبحت روسيا ثاني أكبر مُصدّر لواردات الفحم إلى الصين بعد إندونيسيا. وبدأ المشترون الصينيون الشهر الماضي في دفع ثمن بعض الفحم الروسي باليوان لتجنب المؤسسات المالية الدولية، وسط العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة على روسيا.

دعم حكومي

من جهتهم، كان قادة الصين مهووسين بزيادة إمدادات الفحم، منذ أن تسبب نقصه بحدوث اضطرابات واسعة النطاق بالكهرباء خلال الخريف الماضي. واعتمدت بكين بشكل كبير على شركات التنقيب المحلية، حيث طلبت منها زيادة الطاقة الإنتاجية بمقدار 300 مليون طن هذا العام، بعد وصولها إلى مستويات إنتاج قياسية العام الماضي.

الصين توافق على منح ترخيص لمنجم فحم عملاق يعمل لمدة 97 عاماً

لكن الواردات تباطأت مع ارتفاع أسعار الشحنات المنقولة بحراً، حتى مع وضع الصين قيوداً على أسعار الوقود محلياً. وتعتمد المقاطعات الساحلية الجنوبية في الصين بشكل خاص على الواردات، بسبب بعدها عن مراكز التعدين الشمالية في البلاد.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال مسؤول تنفيذي في الرابطة الصينية لنقل وتوزيع الفحم، إن هذه المناطق معرضة مرة أخرى لخطر أزمات نقص الوقود اللازم للصناعة، واحتياجات التبريد.

وأضافت تشان في المذكرة أن تقليص التعرفة الجمركية "لن يؤدي على الأرجح إلى زيادة كبيرة في حجم واردات الصين من الفحم، بالنظر إلى تخفيضات أسعار الفحم المفروضة في السوق المحلية".