توقعات متفائلة لعمالقة قطاع الطاقة في الصين رغم "كوفيد" والحرب في أوكرانيا

عامل توصيل يقود دراجته في طريق شبه فارغ بسبب الإغلاق في مدينة شينغهاي، الصين. تسببت الإغلاقات في المدن الصينية للسيطرة على تفشي الوباء، بانخفاض كبير في الطلب على الوقود
عامل توصيل يقود دراجته في طريق شبه فارغ بسبب الإغلاق في مدينة شينغهاي، الصين. تسببت الإغلاقات في المدن الصينية للسيطرة على تفشي الوباء، بانخفاض كبير في الطلب على الوقود المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ضربة تلو الأخرى تتلقاها أكبر دولة مستهلكة للطاقة في العالم، من داخل ومن خارج حدودها. فقد أسفرت أسوأ موجة انتشار لوباء "كوفيد-19" في الصين منذ اندلاع جائحة كورونا، إلى تقليص الطلب على الوقود، حيث يجري إغلاق المدن للحد من تفشي الفيروس. في الوقت ذاته، ارتفعت أسعار النفط والغاز والفحم على مستوى العالم، بعد أن غزا الحليف الجيوسياسي أوكرانيا، وبات هدفاً لفرض العقوبات الغربية.

اقرأ أيضاً: بنوك "وول ستريت" تخفض توقعاتها لأرباح شركات الصين

أُجبرت أكبر شركات الطاقة في الصين، والعديد منها مملوك للدولة، على التعامل مع انعكاسات هاتين الأزمتين. ناقش مسؤولون تنفيذيون من شركات عديدة خلال الأسبوع الحالي التحديات، خلال مؤتمرات عبر الهاتف للإعلان عن نتائج الأعمال خلال الربع الأول من العام. نستعرض في ما يلي نموذجاً مما قالوه:

اقرأ المزيد: الصين تخفّض التعريفة الجمركية على واردات الفحم إلى صفر لزيادة الإمدادات

"سينوبك"

قالت "سينوبك"، أكبر شركة لتكرير النفط في الصين، إن الطلب على الوقود تراجع بعدما أمرت المدن سكانها بالبقاء في منازلهم. لكنها واثقة من أن هذه التدابير تحقق النجاح المرجو، وأن قيود الإغلاق ستُرفع في الوقت المناسب، للسماح للطلب بالعودة إلى حالته الطبيعية مع حلول نهاية الربع الثاني.

قال مسؤولو الشركة إنه وفقاً لتجربة "سينوبك" عقب تفشي المرض في سنة 2020، ووباء "سارس" في سنة 2003، سيكون الاستهلاك المكبوت قوياً. تُبقي شركة "سينبوك" على مستويات مخزون عالية من الوقود، للاستفادة مما يطلق عليه السفر "الانتقامي" لدى حدوثه.

"سينوك"

كانت "سينوك"، وهي أكبر شركات التنقيب البحري الصيني، حذرة عندما تعلق الأمر بالتقارير التي تفيد بأن جزءاً من تحالف شركات يطمع في أصول النفط والغاز الروسية التي تحاول الشركات الغربية الكبرى التخلص منها.

قالت الشركة إنها لا تمتلك أي خطط في الوقت الحالي للقيام باستثمارات من هذا النوع، وأكدت أن الموافقات على أي صفقات، ستتوقف على قرار الحكومة، نظراً لطبيعتها الحساسة.

كذلك، نأت شركة "سي نوك" بنفسها عن تقارير أفادت بأنها تنظر في التخلص من الأصول الموجودة في أمريكا الشمالية وأوروبا، وقالت إن أي قرارات تصدرها بشأن محفظة أصولها، تقوم على عوامل تشغيلية، لا على عوامل جيوسياسية.

"إي إن إن إنرجي"

قالت شركة "إي إن إن إنرجي"، وهي إحدى أكبر مرافق الغاز الطبيعي في الصين، إن نمو الاستهلاك انخفض بسبب القيود المفروضة على السفر، مع انخفاض حاد بشكل خاص في الشكل المسال للوقود المستخدم في تشغيل الشاحنات.

رغم ذلك، تقول الشركة إن عملاءها من الشركات الصناعية، أثبتوا أنهم أكثر مرونة، خصوصاً في المجمعات المعزولة أو من المرافق الكبرى، بما يكفي لترسيخ نظام "الحلقة المغلقة" لتشغيل المصانع، والذي يمنع اختلاط العمال بعامة السكان.

"جينكو سولار"

قالت "جينكو سولار"، ثالث أكبر شركة منتجة للألواح الشمسية على مستوى العالم، إن جهود أوروبا المبذولة للحد من الاعتماد على واردات الوقود الأحفوري الروسي، ستدعم الطلب على الطاقة الشمسية في أقرب وقت خلال السنة الجارية. وأشارت الشركة إلى أن القدرة الإنتاجية العالمية المضافة حديثاً، قد تزداد لتصل إلى 250 غيغاواط، مقارنة بـ184 غيغاواط التي سجلتها "بلومبرغ إن إي أف" حلال العام الماضي.

قال الرئيس التنفيذي للشركة، شاندي لي: "أظهرت الحرب الروسية الأوكرانية وجود حاجة إلى الطاقة الشمسية، في ظل توقعات بارتفاع الطلب خلال هذا العام، وزيادة متنامية مع مرور الزمن".

"هواننغ باور"

تؤدي عمليات الإغلاق إلى الحد من الطلب على الطاقة وتعطل تشييد مشروعات جديدة في مجال طاقة الرياح والطاقة الشمسية، بحسب مسؤولي شركة "هواننغ باور"، والذين قالوا إن أعمال التشييد في قطاع الطاقة المتجددة ستشهد على الأرجح زيادة في وتيرتها مع أواخر الربع الثاني من العام الجاري، حيث تبدأ عملية تخفيف تدابير مكافحة وباء "كوفيد".

"شينهوا إنرجي"

قالت "شينهوا إنرجي"، أكبر شركة للتنقيب عن الفحم في الصين، إن القيود المرتبطة بالجائحة تحد من الطلب، بينما كان لتفشي الوباء تأثير محدود على عمليات الإنتاج، الأمر الذي قلل من ضغوط الإمدادات في أكبر سوق حول العالم.

قال رئيس الشركة التنفيذي، إل في شيرينغ: "يتبدل موقف العرض والطلب في سوق الفحم من حالة نقص إلى حالة مستقرة بصفة عامة، وفضفاضة بشكل طفيف".

من الممكن أن تسهم الظروف الأكثر مرونة في الصين، التي تستهلك نصف إنتاج الفحم على مستوى العالم وهي أكبر مستورد له، في إنقاذ السوق العالمية التي شهدت صعود الأسعار إلى مستويات قياسية عقب غزو روسيا لأوكرانيا.