اشتعال التضخم يهبط بتكاليف الدراسة في أعرق جامعات أمريكا

تكاليف الدراسة في الجامعات الأمريكية أصبحت أرخص بسبب التضخم
تكاليف الدراسة في الجامعات الأمريكية أصبحت أرخص بسبب التضخم المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يمكن للآباء الذين يدفعون التكلفة الكاملة لدروس الجامعات المرموقة في "رابطة اللبلاب" هذا الصيف أن يشعروا بالارتياح لحقيقة أنَّ فواتيرهم، على سبيل التغيير، لن تكون متقدّمة على التضخم. ويطلق اسم "رابطة اللبلاب" على تجمع يضم ثماني جامعات تعتبر من أشهر جامعات الولايات المتحدة الأمريكية وأعرقها.

من المتوقَّع أن تنخفض تكلفة الالتحاق بجامعات النخبة في العام الدراسي المقبل بمعدل 5% تقريباً، عند نسبتها إلى معدل التضخم، وذلك وفقاً لتحليل "بلومبرغ" لبيانات الرسوم الدراسية، مما يعد أكبر انخفاض خلال اثني عشر عاماً على الأقل.

لقد تجاوزت تكاليف الجامعات مراراً التضخم لعقود من الزمن، مما جعلها نقطة اشتعال مستمرة؛ إلا أنَّ الأسعار المعلنة في جامعات "رابطة اللبلاب"، وكذلك جامعة "ستانفورد"، ومعهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا، ترتفع بمعدل 3.3% للعام الدراسي 2022-2023. وعلى النقيض من ذلك؛ بلغ معدل التضخم 8.5%.

اقرأ أيضاً: هل يتحوّل قبول الطلاب في هارفارد إلى الاعتماد على الحظ؟

من بين تلك الجامعات، تُخطط جامعة "ييل" لأكبر زيادة في الرسوم الدراسية بنسبة 4.3%. وعند احتساب التضخم؛ فإنَّ ​​هذا يعني انخفاضاً بنسبة 4.2%. ولا تشمل الأرقام المصاريف الأخرى مثل الإقامة والطعام.

لا يستطيع الآباء السداد بسعر الدولار المعدّل حسب التضخم، لذا؛ فإنَّ تكاليف تغطية فاتورة كبيرة بأموال تشتري منتجات أقل في قطاعات اقتصادية أخرى ستظل أمراً واقعاً. وارتفعت الرسوم الدراسية في جامعة "هارفارد" بنسبة 56% منذ العام 2009-2010، وسيكلّف العام الدراسي القادم الطلاب الجامعيين حوالي 53,000 دولار.

يسدد القليل من الآباء الثمن كاملاً في هذه الجامعات التي تُعدّ من أكثر الجامعات سخاءً في تقديم المساعدات المالية. إذ تُشير "هارفارد" إلى أنَّ حوالي 55% من الطلاب يتلقون منحاً دراسية قائمة على الاحتياجات، في حين لا يسدد 20% شيئاً مقابل الحضور.

اقرأ أيضاً: لا أحد يسأل الرؤساء التنفيذيين البارزين عن أسماء الجامعات التي ارتادوها

بالإضافة إلى ذلك، توقّع مسح أجرته "بلومبرغ" أن ينخفض ​​التضخم إلى 5.7% في الربع الرابع من هذا العام، وهو انخفاض كبير عن المعدل الحالي، إلا أنَّه ما يزال أعلى بكثير من مستويات ما قبل الجائحة. وإذا ثبت أنَّ التضخم سيستمر، فقد تتعرّض الجامعات لضغط من أعضاء هيئة التدريس والموظفين لزيادة الأجور، حتى تتماشى رواتبهم مع ارتفاع التكاليف. ومن شأن ذلك أن يحد من جوهر ما تنفق الكليات أموالها عليه، وفقاً لفيليب ليفين، الخبير الاقتصادي في كلية ويلسلي.

قال ليفين، الذي يُركّز كتابه الأخير بعنوان: "مشكلة التلاؤم" (A Problem of Fit)، على مدى تعقيد تسعير التعليم بالجامعات: "إذا لاحظنا على مدار العام القادم أنَّ ضغط الأجور يتزايد؛ فسيؤدي ذلك إلى زيادة تكاليف الجامعة، ومن ثم سيتعيّن عليها البدء في زيادة الرسوم الدراسية بمعدل أسرع". يعني ذلك أنَّه من المحتمل ألا يشعر الآباء بالراحة بسهولة.

اقرأ أيضاً: لاغارد: أوروبا وأمريكا تواجهان "وحشاً مختلفاً" في ظل التضخم الحالي

اعتبر مارك كانترويتز، خبير المساعدات المالية ومؤلف كتاب "كيفية الدعوة لمزيد من المساعدات المالية للجامعات" (How to Appeal for More College Financial Aid) أنَّ: "هذا وضع غير معتاد، وقد لا يستمر".