مصانع آسيا تتحدى تباطؤ الصين.. وتراجع النشاط بمنطقة اليورو

إغلاقات كورونا تضعف النشاط الاقتصادي في الصين.
إغلاقات كورونا تضعف النشاط الاقتصادي في الصين. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

حققت المصانع في آسيا خلال الشهر الماضي أداءً أفضل في تجاوز تأثير عمليات الإغلاق في الصين وأثّر الصراع في أوكرانيا على سلاسل التوريد العالمية مقارنة مع أقرانها من المصانع الأوروبية.

ارتفع مؤشر مديري المشتريات في كوريا الجنوبية، أحد مراكز النشاط الصناعي في المنطقة، إلى 52.1 نقطة في أبريل الماضي، بحسب مؤسسة "ستاندرد آند بورز غلوبال"، مسترداً بعض النقاط التي خسرها في شهر مارس.

قبضة الصين الحديدية على اليوان لها جانب إيجابي أيضاً

وتقدّمت على المؤشر أيضاً دول الفلبين وميانمار وأستراليا، ولم تشذ عن مسار الصعود سوى تايوان. وفي المقابل، انخفض مؤشر مديري المشتريات في منطقة اليورو إلى أدنى مستوى في 15 شهراً.

أزمة سلاسل التوريد

قالت ماريام بالوتش، الاقتصادية لدى "ستاندرد آند بورز غلوبال": "من الضروري أن نرى كيف سيستمر زخم النمو وسط أزمة سلاسل التوريد القائمة والزيادة الحادة في التكاليف".

مازالت الصين تمثّل خطراً كبيراً إذ إن الزيادة الأخيرة في حالات الإصابة بفيروس كوفيد وما ترتب عليها من قرارات الإغلاق تهدد بخنق الإمدادات الصناعية وتقييد حركة التجارة.

في منطقة اليورو، تمت مراجعة أحد مؤشرات النشاط الصناعي ليرتفع قليلاً إلى 55.5 نقطة، ورغم ذلك تأكّد تباطؤ الأداء نتيجة تفاقم أزمة نقص مكونات الإنتاج بسبب تفشي الإصابة بالفيروس في الصين والحرب في أوكرانيا.

اقتصاد الصين يتباطأ بسرعة تحت وطأة الإغلاقات

وتأثر الطلب سلباً في منطقة العملة الموحدة أيضاً نتيجة زيادة الأسعار وسيطرة الغموض على آفاق النشاط الاقتصادي، مع تباطؤ معدل نمو الطلبيات الجديدة تباطؤاً شديداً.

قال كريس ويليامسون، اقتصادي لدى "ستاندرد آند بورز غلوبال" إن القطاع الصناعي في المنطقة "يبدو على مشارف فترة عصيبة تشهد انخفاضاً في الإنتاج وصعوداً في الأسعار".

استطاعت اقتصادات منطقة آسيا والباسيفيك، التي تضم بعض أكبر الدول المصدرة في العالم، أن تتماسك إلى حد كبير خلال شهر أبريل. أما تأثير ضعف نشاط الاقتصاد في الصين –أهم شريك تجاري لكثير من دول المنطقة– فقد تم تعويضه عبر تجدد الطلب في أسواق رئيسية أخرى مثل الولايات المتحدة.

تفاقم الأسعار

سجلت الفلبين أفضل أداء لها منذ نوفمبر 2017 مع ارتفاع أرقام الناتج والطلبيات الجديدة. ولم يتراجع الأداء إلا في تايوان –بما يعكس روابطها الاقتصادية العميقة مع الصين– مسجلة أدنى قراءة على المؤشر منذ يوليو 2020.

في هذه الأثناء، تفاقمت ضغوط الأسعار والمعروض في كوريا الجنوبية بسبب حرب روسيا على أوكرانيا وتوسع الصين في القيود على الحركة بسبب فيروس كوفيد.

كورونا يهبط بصادرات كوريا الجنوبية إلى الصين

تناثرت إصدارات مؤشر مديري المشتريات على عدة أيام بسبب العطلات الرسمية في مختلف دول المنطقة، ومن بينها عطلة عيد الفطر في أكبر اقتصاد بجنوب شرق آسيا، إندونيسيا.

ويُنتظر أن يصدر مؤشر مديري المشتريات في تايلندا يوم الثلاثاء، يليه مؤشر فيتنام وإندونيسيا يوم الأربعاء، ومؤشر ماليزيا يوم الخميس.

عواقب آخر صراعات الصين مع كوفيد ظهرت واضحة في أرقام النشاط الصناعي للبلاد، مع هبوط مؤشر لنشاط المصانع إلى أدنى مستوى منذ أكثر من عامين في أبريل، بحسب ما كشفت عنه بيانات صدرت خلال عطلة نهاية الأسبوع.

قالت أنابل فيديس، أستاذ مساعد علم الاقتصاد ومديرة "ستاندرد آند بورز غلوبال": "تراجع أداء القطاع الصناعي في تايوان في شهر أبريل بسبب الأثر السلبي على العرض والطلب من زيادة حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19 وقرارات الإغلاق في الصين".