الحرب تُجبر أوروبا على الاستمرار بصفقات الغاز طويلة الأجل

أنابيب الغاز في مركز التخزين والتوزيع Enagas في ميناء برشلونة، إسبانيا
أنابيب الغاز في مركز التخزين والتوزيع Enagas في ميناء برشلونة، إسبانيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تجد أوروبا أنه من شبه المستحيل إنهاء عقود توريد الغاز الطبيعي التي دامت عقوداً والتي عارضتها لسنوات.

حيث تدفع الحرب في أوكرانيا شركات الطاقة الأوروبية إلى توقيع اتفاقيات طويلة الأجل لتأمين بدائل للغاز الروسي. كما تحتاج القارة إلى مثل هذه الاتفاقيات لسد فجوة خسارة الإمدادات من روسيا، أكبر مزود للوقود.

وهذا يُعدّ تحولاً بالنسبة للمشترين الأوروبيين، الذين ناضلوا منذ فترة طويلة للتحرر من العقود التي تمتد لعقود متعددة والتي غالباً ما تكون مرتبطة بسعر النفط، وتُفضّلها روسيا. وفي حين تضمن مثل هذه الصفقات أمن الإمدادات، إلا أنها تحد من قدرة المشترين على الاستفادة من الأسعار المنخفضة على المدى القصير، أو السوق الفورية.

الاتحاد الأوروبي يسعى لخطب ود أفريقيا لاستبدال الغاز الروسي

غاز طبيعي

لكن بينما تبحث أوروبا عن مصادر أخرى للغاز الروسي، فإنها تجد أن الموردين البديلين يريدون التزامات طويلة الأجل أيضاً. حيث يتضح هذا بشكل خاص في سوق الغاز الطبيعي المسال، والذي من المتوقع أن يكون أحد الركائز الأساسية في جهود أوروبا لخفض الاعتماد على الغاز الروسي.

في هذا الصدد، وافقت شركة المرافق العامة الفرنسية "إنجي" يوم الاثنين على شراء الغاز الطبيعي المسال من محطة تصدير شركة "نيكست ديكيد" المقترحة في تكساس لمدة 15 عاماً. وفي الوقت نفسه، تُنشئ ألمانيا بسرعة محطات استيراد الغاز الطبيعي المسال، والتي قد تضطر إلى التخلص من معارضتها للعقود طويلة الأجل من أجل تأمين إمدادات ثابتة.

"إنجي" الأوروبية تشتري الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة بمعايير بيئية

وما يزال مطورو مصانع الغاز الطبيعي المسال بحاجة إلى حد كبير لصفقات طويلة الأجل مع العملاء لتمويل مصانع إنتاج بمليارات الدولارات. حيث قالت شي نان، نائبة رئيس شركة "ريستاد إنرجي" لأسواق الغاز والطاقة، في مؤتمر "فليم"، وهو التجمع السنوي لصناعة الغاز في أمستردام، أنه يتم إرسال شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى الأسواق التي تقدم أعلى علاوة، وفي حال أرادت المرافق الأوروبية ضمان كميات بغض النظر عن أي شيء، فسيتعين عليها التفكير في صفقات طويلة الأجل.

تفرض أسعار الغاز الأوروبية علاوة على الأسواق الآسيوية منذ بداية العام، وهو نمط قد يستمر لمدة عام على الأقل.

أندرو ووكر، نائب الرئيس في شركة "تشينير إنرجي" يقول: "لم تعد أوروبا الملاذ الأخير، بل هي السوق الأكثر احتياجاً، وما تزال أوروبا سوقاً متوازنة، إلا أن التوازن قد تحول إلى حيث يسحب بقوة".

كما قال أعضاء الجلسة في مؤتمر "فليم" إنه مع سعي أوروبا إلى التنويع، فإن إشارات الأسعار اليوم تعني أن معظم الكميات الحالية والجديدة التي ستظهر ستستهدف أوروبا، على الأقل على المدى القصير. ومع ذلك، فإن إمدادات محدودة فقط هي التي ستظهر خلال السنوات القليلة المقبلة قبل أن تتم جدولة المزيد من الكميات في النصف الثاني من العقد.

وقالت سفيتلانا إيكونيكوفا، عالمة الأبحاث في مركز اقتصاديات الطاقة بجامعة تكساس في أوستن، في المؤتمر: "تظل العقود طويلة الأجل أداة لتحقيق بعض الاستقرار وبعض الأمن في السوق".