مرجحو الهبوط: مؤشر "ستاندرد آند بورز" لن يصل القاع قبل خسارة 700 نقطة أخرى

واصلت السوق الهبوط حتى ديسمبر في 6 من أصل 10 مرات شهدت فيها خسائر ضخمة في الأشهر الأربعة الأولى من العام

 قاعة التداول في بورصة نيويورك في 29 أبريل 2022، نيويورك، الولايات المتحدة
قاعة التداول في بورصة نيويورك في 29 أبريل 2022، نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

في حقيقة من حقائق الأسواق المتعثرة، يبرز شخص دائماً ليقول إن الأمور ستصبح أكثر سوءاً. ووفقاً لعدد من استراتيجيي الأسهم البارزين، فإن السوق على وشك أن تصبح أكثر سوءاً بكثير.

بعد مواصلته الانخفاض منذ مطلع العام الحالي إلى 13%، يتعرض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" لخطر الغوص في عمق أكبر خلال الأشهر المقبلة، وفقاً لفريق البحث الفني والكلي في "ستراتيغاس ريسيرتش بارتنرز" (Strategas Research Partners). تتوقع المجموعة التي يقودها، كريس فيروني، انحدار المؤشر إلى ما بين 3500 نقطة و3700 نقطة وهو نطاق يشمل المتوسط المتحرك للمؤشر لمدة 200 أسبوع ونقطة المنتصف لكامل الصعود من قاع الوباء المسجل في 2020.

عبّر مايك ويلسون، من "مورغان ستانلي"، عن مثل هذا التشاؤم، وقال إن المؤشر مهدد بالتراجع إلى مستوى 3460 نقطة إذا بدأ النمو المقدر للأرباح في التحول إلى المنطقة السلبية نتيجة مخاوف الركود.

ما هو السبيل لكسر حلقة الركود العظيم؟

إن لم تتراجع الأسهم فعلى "الفيدرالي" إجبارها

بدافع الفزع كما هو واضح، بدأ المستثمرون سحب أموالهم من صناديق الأسهم في أبريل. وعلى الرغم من أن التدفقات الخارجة تمثّل نقطة في بحر ما أضافوه خلال العامين الماضيين، يظهر التاريخ أنه بمجرد أن يكتسب البيع زخماً، من الصعب عودته إلى الوراء.

في المرات العشر السابقة التي شهدت فيها الأسهم خسائر ضخمة في الأشهر الأربعة الأولى من العام، شهدت 6 حالات مواصلة السوق الهبوط حتى ديسمبر، وفي حالتين فقط تجاوزت المكاسب 10%، حسبما تظهر بيانات "ستراتيغاس".

وكتب فيروني في مذكرة: "يمثل عام 2020 الاستثناء البارز، لكن التراجع الحاد خلال أبريل يعني بشكل عام أن بقية العام تظل متعسرة.. فواصلوا المضي قدماً بحذر".

اجتاحت التقلبات المتزايدة الأسواق منذ يناير عندما أوضح بنك الاحتياطي الفيدرالي نواياه لمحاربة التضخم بقوة. وأدى الرفع الأول للفائدة الأول في ثلاث سنوات من قبل البنك المركزي إلى ذعر في سوق سندات الخزانة وقلل من جاذبية كبرى الشركات في سوق الأسهم. أما الحرب في أوكرانيا وتجدد عمليات الإغلاق الناجمة عن كوفيد في الصين، والتحديات المواجهة الأخرى فقد زادت من خطر حدوث الركود، ما قاد بالتالي إلى زيادة الاضطرابات.

بعد قضاء الربع الأول في الشراء في وقت التراجع، بدأ مرجحو صعود السوق بالاستسلام بعد شهر أبريل المضطرب. وطول الشهر حتى يوم 27 منه، شهدت الصناديق التي تركز على الأسهم تدفقات خارجة بقيمة 30 مليار دولار، وفقاً للبيانات التي جمعتها "إميرجينغ بورتفوليو فند ريسيرتش غلوبال" (EPFR Global).

ومع ذلك، بقدر ما بدا الشهر الماضي سيئاً (انخفاض "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 9% كان أسوأ أداء للمؤشر في شهر أبريل منذ 1970) تظهر الرسوم البيانية علامات قليلة على أن المؤشر بلغ القاع، بحسب رأي لجينا مارتن آدامز من "بلومبرغ انتليجينس".

لم يصل مؤشر القوة النسبية لمدة 14 يوماً لـ"ستاندرد آند بورز 500" بعد إلى 30 نقطة، وهي عتبة تشير إلى أن الأسهم قد تراجعت كثيراً جداً وسريعاً جداً. في نفس الوقت، فإن نسبة شركات المؤشر التي تتداول فوق متوسطاتها المتحركة لمدة 50 يوماً تحوم حول 30%، أي أعلى كثيراً من المستويات المسجلة في فترات تراجع السوق في 2020 و2018.

قالت جينا عبر تلفزيون "بلومبرغ": "لا يوجد ما يكفي من الدلائل على الاستسلام التام في السوق والذي يشكل عادة قاع السوق"، مضيفة أن أسهم الشركات الكبيرة لا تزال تسحب المؤشر لأسفل بقوة، و"سيكون من الصعب جداً على المؤشر اكتساب أي زخم صعود". ويتفق معها فيروني من "ستراتيغاس" حيث يرى أن ستة من أصل تسعة مؤشرات على وصول السوق للقاع يراقبها لم تشر إشارة واضحة بعد، وعلى سبيل المثال لم يخترق مؤشر بورصة شيكاغو للتقلبات (VIX) مستوى 40 نقطة خلال موجة البيع.

مخاطر الركود في الأسواق العالمية تتعاظم

ويقول ويلسون من "مورغان ستانلي" إن تداولات الأسهم "رهيبة" منذ التراجع. ورغم تقديرات المحللين القوية لأرباح شركات مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، يقول ويلسون إن الهبوط الأحدث في الأسهم يعكس مخاوف المستثمرين من أن نمو الأرباح ربما بلغ ذروته في الربع الأول وسط التضخم ومخاطر الركود التي تلوح في الأفق. ويتوقع أن يهبط "ستاندرد آند بورز 500" على الأقل إلى 3800 نقطة أو 3460، أي تقريباً دون إغلاق يوم الاثنين بمقدار 700 نقطة. وكتب ويلسون في مذكرة: "تتقدم سوق الأسهم دائماً الأنباء.. وفي البداية، بيعت الأسهم عالية مضاعف الربحية في نوفمبر وديسمبر بعد أن تحسست أنباء تحول الاحتياطي الفيدرالي لموقف متشدد في يناير، والآن تتصور أن الربع الأول قد يكون آخر ربع من الأرباح الجيدة، حيث تضغط التكاليف الأعلى ومخاطر الركود المتزايدة على النمو المستقبلي".

تتبع مؤشرات الركود

كتب ويلسون في مذكرة: "مؤشرات الأسهم طويلة الأجل الخاصة بنا لم تصل لذروة البيع بعد أو للمستوى الكافي لأن نصل لقرار "الشراء".. كذلك نعتقد أن المديرين بدأوا في إعادة تسعير الأسهم باستخدام المضاعفات المشهودة في فترات الركود، وإذا كانت هذه هي الحالة، فنحن ما زلنا نشهد تقييمات مبالغ فيها".

رغم أن كل حالة ركود مختلفة، فإن استخدام قاع 2020 كدليل يوضح أن مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" يمكن أن ينخفض بنسبة 22% أخرى، في حال تساوي كل شيء آخر. وحينها لامست نسبة السعر إلى الربحية للمؤشر 13.4 مرة، مقارنة بالمضاعف الحالي 17.2 مرة.

يشير تحليل منفصل أجراه نيكولاس كولاس، المؤسس المشترك لشركة "داتا تريك ريسيرتش" (DataTrek Research)، إلى أنه إذا افترضت السوق احتمالية بنسبة 50% أن يحدث ركود "من النوع الشائع"، فيمكن اعتبار مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" "رخيصاً" فقط إذا انخفض بنسبة 20% أخرى عن المستويات الحالية.

وكتب كولاس في مذكرة: "لا نزال نعتقد أن الأسهم الأمريكية أو العالمية لم تصل إلى قاعها بعد ونواصل التوصية بالحذر.. والشيء الجيد الوحيد الخاص بالسوق الهابطة أنها عندما تنتهي تقدم عائدات ممتازة، لكن حتى تصبح هذه المرحلة أكثر وضوحاً، فإن المخاطر لا تزال كلمة تتردد".

الأميركيتان