توزيعات أرباح بقيمة 86 مليار دولار تُهدّد بخفض اليوان أكثر

صورة الزعيم الصيني السابق ماو تسي تونغ على ورقة نقدية من فئة 100 يوان
صورة الزعيم الصيني السابق ماو تسي تونغ على ورقة نقدية من فئة 100 يوان المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بعد أن هبط بأكبر معدل له على الإطلاق في التداول الخارجي الشهر الماضي، يواجه اليوان الصيني الآن تهديد ضغوط البيع من الشركات في البلاد.

تستعد الشركات الصينية لزيادة مدفوعات الأرباح في الأشهر المقبلة. ومن المقرر أن توزع أكثر من 500 شركة مدرجة في هونغ كونغ حوالي 677 مليار دولار هونغ كونغ (86.2 مليار دولار) هذا العام، وفقاً لبيانات جمعتها بلومبرغ حتى يوم الخميس. يُنتظر أن تكون ذروة الصيف في يونيو وأغسطس أعلى بنسبة 16% من حيث حجم الدفع مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021.

مع تصاعد المخاوف بشأن تدفق رأس المال وتسبب إجراءات إغلاق كوفيد الصارمة في إحداث فوضى في الاقتصاد الصيني، يمكن أن تؤدي الموجة المحتملة لبيع اليوان من قبل الشركات بهدف دفع أرباح الأسهم بالعملة الأجنبية إلى مزيد من الضغط الهبوطي. هبط اليوان في الخارج أكثر من 4% في أبريل مع صعود الدولار، في أكبر انخفاض شهري له على الإطلاق.

بنوك عالمية تتوقع استمرار نزيف اليوان الصيني بسبب التباطؤ و"كورونا"

قبضة الصين الحديدية على اليوان لها جانب إيجابي أيضاً

تعليقاً على الموضوع، قال تومي زيه، الاقتصادي في شركة "أوفرسي-تشاينيز بانكينغ" (Oversea-Chinese Banking) في سنغافورة: "يمكن تضخيم مطالب تسوية العملات الأجنبية بالنظر إلى ضعف المعنويات الحالية تجاه اليوان". وأضاف أن الشركات الصينية ستكون أقل ميلاً لتنفيذ استراتيجية كانت شائعة سابقاً لبيع الدولار المرتفع مقابل اليوان، حيث تحولت التوقعات نحو المزيد من انخفاض قيمة اليوان.

تُعدّ البنوك المملوكة للدولة بقيادة "تشاينا كونستركشن بنك" (China Construction Bank) وعملاقة التكنولوجيا "تينسنت هولدينغز" (Tencent Holdings) من بين أكثر عشرة جهات سخية بتوزيع الأرباح، حيث تُشكّل 49% من مدفوعات الأسهم الصينية لشركات البر الرئيسي الصيني المقرر دفعها هذا العام. وقد زادت معظم هذه الشركات من توزيعات الأرباح عن العام الماضي، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.

الجدير بالذكر أن مثل هذه الإيماءات تساعد في الاحتفاظ بالمستثمرين نظراً لهشاشة الأسواق الصينية.

انخفض "مؤشر هانغ سنغ للشركات الصينية" (Hang Seng China Enterprises Index) بنسبة 14% هذا العام، بينما تسارعت التدفقات الخارجة عبر فئات الأصول المختلفة وسط قائمة متزايدة من المخاطر. وخفضت الصناديق العالمية حيازاتها من السندات الصينية بأكبر قدر على الإطلاق في مارس.

يُشار إلى أن أداء اليوان كان الأسوأ في آسيا مقابل الدولار في الأسبوعين الماضيين، حيث تُشير التوقعات إلى مزيد من الانخفاض مع "احتمال كسر اليوان لمستوى 7 يوانات للدولار في مرحلة ما"، حسبما كتب الاقتصاديون في "يو بي إس" (UBS) بمن فيهم تاو وانغ في مذكرة حديثة. وقد جرى تداوله عند حوالي 6.65 للدولار في الخارج يوم الخميس.

من المؤكد أنه قد يكون لدى الشركات ترتيبات مرنة للحصول على العملة الأجنبية التي تحتاجها، مما يعني أن التدفقات من مشتريات العملات الأجنبية ذات الصلة قد لا تكون بالضرورة متزامنة مع جداول توزيع الأرباح.

كما يمكن أن يكون دولار هونغ كونغ أحد المستفيدين من طلب الدفع. وفي الواقع، يتم تداوله بالقرب من أضعف مستوياته منذ عام 2019 مقابل الدولار الأمريكي غلى درجة يمكن أن تضمن تدخلاً من السلطة النقدية لهونغ كونغ.