نجوم الأسهم الآسيوية قد تجد دعماً رغم التشديد العالمي

مسافرون يغادرون رحلة شركة "إير آسيا" (AirAsia) في مطار كوالالمبور الدولي في سيبانغ، سيلانجور، ماليزيا
مسافرون يغادرون رحلة شركة "إير آسيا" (AirAsia) في مطار كوالالمبور الدولي في سيبانغ، سيلانجور، ماليزيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تُضاف تحركات الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة، والتضخم المرتفع غير المشهود منذ عقود، وإغلاقات كوفيد في الصين إلى رهانات المستثمرين، على أنَّ أسواق الأسهم في جنوب شرق آسيا قد تكون واحدة من أفضل الأماكن لتوظيف أموالهم في الوقت الحالي.

يروّج المشترون لإعادة الانفتاح الاقتصادي وجاذبية المنطقة كتحوط ضد ارتفاع أسعار السلع الأساسية، مما سيساعد مؤشر "مورغان ستانلي لدول منطقة آسيا والمحيط الهادئ" (MSCI Asean) على الخروج من اتجاهه الهبوطي النسبي الذي امتد ثلاث سنوات مقابل نظيره العالمي. أظهرت البيانات التي جمعتها "بلومبرغ" أنَّ الصناديق الأجنبية كانت تسجل صافي مشتريات لأسهم جنوب شرق آسيا كل شهر من هذا العام، وبلغ إجمالي التدفقات إلى السوق 10 مليارات دولار حتى الآن.

قال ألكسندر تريفيس، رئيس متخصصي الاستثمار في أسهم آسيا والمحيط الهادئ في "جيه بي مورغان أسيت مانجمنت": "هناك بالتأكيد صحوة في الاهتمام بمنطقة دول آسيا والمحيط الهادئ. بشكل دوري؛ تخرج تلك المنطقة من فترة كوفيد صعبة للغاية، ولذا؛ فهي تستفيد من ذلك، كما ستستفيد أسواق مثل إندونيسيا، والتي تعد أيضاً من مصدّري السلع الأساسية".

ازدهار السياحة

نظراً لأنَّها غير مقيّدة بالضوابط الحدودية بين الصين واليابان؛ تحصل اقتصادات جنوب شرق آسيا على الدعم من خلال إحياء السياحة، وهي صناعة ساهمت بنسبة 12% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2019، وفقاً لمجلس السفر والسياحة العالمي.

يزداد عدد حجوزات التذاكر، إذ تقدّم تايلندا وماليزيا وإندونيسيا دخولاً بلا حجر صحي للمسافرين الحاصلين على اللقاح، في حين عادت سنغافورة تقريباً إلى نمط الحياة قبل الوباء.

قال ديفيد تشاو، استراتيجي السوق العالمية في شركة "إنفيسكو" (Invesco) في هونغ كونغ: "أعيد فتح جميع دول جنوب شرق آسيا مع قيود سفر قليلة جداً، لذا أعتقد أنَّه يجب أن تكون هناك زيادة في النشاط السياحي والاستهلاكي خاصة مع اقترابنا من موسم السفر الصيفي. تبدو الأصول الخطرة في جنوب شرق آسيا أكثر جاذبية من أسهم شمال آسيا".

وفي الوقت نفسه، تعمل المنطقة كوسيلة تحوط من التضخم، فقد أدت الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية العالمية. تعد ماليزيا مُصدراً صافياً للنفط، في حين تشحن إندونيسيا الفحم وزيت النخيل والغاز الطبيعي إلى جانب سلع أخرى، مما يساعد على دفع المكاسب في الأسهم ذات الصلة.

يعد مؤشر جاكرتا المركب أفضل مؤشر رئيسي بالأداء في آسيا هذا العام، فقد ارتفع بنسبة 10% تقريباً، ويحوم قرب مستوى قياسي. أما مقياس جنوب شرق آسيا الأوسع؛ فيبدو في طريقه للتفوق في الأداء على مؤشر "مورغان ستانلي لجميع الدول" للربع الثاني على التوالي.

عين على الاحتياطي الفيدرالي

جاء هذا الأداء المتفوق برغم بدء بنك الاحتياطي الفيدرالي حملة قوية لرفع أسعار الفائدة، وهو الأمر الذي أثّر على أصول المنطقة في الماضي. في الوقت الحالي، كان المستثمرون يمنحون البنوك المركزية المحلية ميزة الشك في قدرتهم على إدارة التحول إلى سياسة نقدية أكثر تشدداً حتى مع استمرار انتشار التضخم.

من المرجح أن يتسرب تأثير أي تشديد في السياسة على الأقل إلى أرباح الشركات المالية، والتي تشكّل حوالي 40% من مؤشر جنوب شرق آسيا.

قال الاستراتيجيون في "دويتشه بنك إنترناشيونال برايفت بنك" (Deutsche Bank International Private Bank)، ومن بينهم ستيفاني هولتز جين في مذكرة في أواخر أبريل، إنَّ لدى سنغافورة وإندونيسيا أكبر تعرض في المنطقة للقطاع المالي، وأضافوا: "وجهة نظرنا بنّاءة بشكل خاص في هاتين السوقين للأشهر المقبلة".

ملاذ جيوسياسي

تبرز أسهم جنوب شرق آسيا أيضاً كملاذ من نوع ما، في ظل تضرر الأسهم الأمريكية باهظة الثمن من ارتفاع الأسعار، وتعرّض الأسهم الأوروبية لضغوط تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا، وترجيح الأسهم الصينية لتباطؤ النمو بسبب استراتيجية صفر كوفيد التي لا تتزعزع في بكين.

قال سيد شوراريا، مدير محفظة الأسهم العالمية في "إس سي آسيا" (SC Asia)، إنَّ تناوب المستثمرين الدوليين خارج مخصصات الصين "أفاد بشكل غير مباشر أسواقاً مختارة في جنوب شرق آسيا. وأتوقَّع أن يستمر هذا، طالما استمرت مخاوف الصين".

آسيا والمحيط الهادئ