شولتس يضع قيوداً على سياسة دعم ألمانيا لأوكرانيا لإنقاذ شعبيته

سجّل أولاف شولتس خطاباً للأمة في يوم النصر بمقر المستشارية الفيدرالية يوم 8 مايو 2022
سجّل أولاف شولتس خطاباً للأمة في يوم النصر بمقر المستشارية الفيدرالية يوم 8 مايو 2022 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

وضع المستشار أولاف شولتس قيوداً على جهود ألمانيا لمساعدة أوكرانيا، محاولاً طمأنة البلاد وسط سيطرة مخاوف من خطر اندلاع الحرب.

قال شولتس، يوم الأحد، في خطاب متلفز نادر إلى الأمة: "سوف يستمر أكبر اقتصاد أوروبي في مواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإرسال أسلحة ثقيلة إلى كييف، لكن ألمانيا في المقابل لن تضحي بأمنها".

وأضاف في تصريحات معدة قبل إذاعتها: "ندافع عن القانون والحرية، وندعم أوكرانيا في مواجهة المعتدي، وعدم القيام بذلك يعني الاستسلام للعنف المطلق وتمكين المعتدي".

يسعى شولتس إلى إعادة إحياء شعبيته بعد تعرضه لانتقادات من الداخل والخارج، بسبب التباطؤ في إمداد أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة، ووقف استيراد الطاقة الروسية. وتزود حكومة شولتس جيش كييف في الوقت الحالي بمدافع هاوتزر سريعة النيران، كما تدعم حظر "الاتحاد الأوروبي" لاستيراد النفط والفحم.

يتعرض شولتس لضغوط حتى يبرر سياسته للشعب الألماني عقب تحذيرات في الأسابيع الأخيرة من احتمال اندلاع حرب نووية نتيجة تزويد أوكرانيا بالدبابات والأسلحة المتقدمة.

حدد الاشتراكي الديمقراطي البالغ من العمر 63 عاماً أربعة خطوط حمراء ضمن سياسة ألمانيا تجاه أوكرانيا، وهي:

  • تنسيق السياسة والعقوبات مع الحلفاء عبر الأطلسي والأوروبيين.
  • لا يضر الدعم العسكري لأوكرانيا بالقدرات الدفاعية لألمانيا.
  • لا تتسبب أي عقوبات أو إجراءات أخرى ضد الكرملين بضرر ألمانيا أكثر من روسيا.
  • عدم اتخاذ إجراء من شأنه مشاركة عسكرية من الناتو.

اتخذ شولتس، الذي تولى مسؤولية الاقتصاد الألماني في أوروبا في ديسمبر الماضي، خطوة جريئة أنهى بها عقوداً من نقص التمويل العسكري ورفض البلاد إرسال أسلحة إلى مناطق الصراع، لكنه فشل في تبرير موقفه بالتزامن مع تزايد الفظائع الروسية، وسعيه لتجاوز سياسة حزبه السابقة المتقاربة مع موسكو.

اقرأ أيضاً: كل خيارات ألمانيا "سيئة" في مواجهة استراتيجية بوتين للغاز

أظهر استطلاع للرأي الأسبوع الماضي تأثير تقلب أداء شولتس على شعبيته، إذ تقدم أعضاء "حزب الخضر" الألماني الثلاثة في الحكومة ليصبحوا الأكثر شعبية لأول مرة، فيما تراجع المستشار إلى المركز السابع.

انخفضت شعبية الحزب الاشتراكي الديمقراطي إلى ما دون الكتلة المحافظة في وقت حرج، بالتزامن مع إجراء انتخابات ولاية شليسفيغ هولشتاين الشمالية يوم الأحد. وقبل أسبوع من الموعد المقرر لإجراء انتخابات ولاية شمال الراين وستفاليا، أكثر الولايات الألمانية من حيث عدد السكان، ما يجعلها اختباراً مهماً لأحزاب التحالف.

رغم تغيير المسار باتجاه مساعدة أوكرانيا، فإنّ الجهود قد تعثرت، إذ واجهت خطط مقاول دفاع ألماني لنقل 50 دبابة من طراز "غيبارد" المضادة للطائرات مشكلات بسبب نقص الذخيرة المتاحة.

يواصل شولتس مساعيه بشأن أوكرانيا مع استضافته الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الاثنين، لإجراء محادثات في برلين على العشاء، إذ يتوقع مناقشة الرئيسين العقوبات المفروضة على روسيا، بالإضافة إلى توثيق التعاون في مجالي الطاقة والدفاع بين الدول الأعضاء في "الاتحاد الأوروبي"، رداً على الغزو الروسي لأوكرانيا.

اقرأ أيضاً: ألمانيا مستعدة لدعم حظر أوروبي للنفط الروسي إن كان تدريجياً

من المقرر أن يُلقي ماكرون، الذي أُعيد انتخابه قبل أسبوعين، كلمة حول مستقبل أوروبا في ستراسبورغ قبل السفر إلى برلين للقاء شولتس.

يعكس الاجتماع التضامن الأوروبي بالتزامن مع احتفال موسكو بعيد النصر، وترقُّب الحلفاء بقلق مبادرة جديدة قد يطلقها بوتين، إذ أصبح ذلك اليوم استعراضاً سنوياً للقوة العسكرية الروسية. وقال شولتس: "هناك شيء واحد واضح، وهو أنه لا ينبغي أن يكون هناك سلام تمليه روسيا، فلن يقبل الأوكرانيون ذلك ولن نقبله نحن أيضاً".