محللون: هذه أولويات ماركوس في الفلبين

فرديناند "بونج بونج" ماركوس جونيور
فرديناند "بونج بونج" ماركوس جونيور المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

لدى مراقبي الفلبين، بما في ذلك الاقتصاديون والمصرفيون، مجموعة من الأولويات لفيرديناند ماركوس جونيور، الذي من المقرر أن يتولى منصب الرئيس في ظل معدل تضخم كبير يُهدد بتقويض تعافي الاقتصاد من الجائحة.

في هذا السياق، قد تؤدي ضغوط الأسعار المتزايدة إلى إضعاف الطلب، وهو محرك رئيسي للاقتصاد. ويقول صانعو السياسة إن الناتج المحلي الإجمالي يحتاج إلى النمو بنسبة 6% على الأقل خلال السنوات الخمس إلى الست المقبلة لمساعدته على تقليص الديون التي أخذها على عاتقه لمحاربة كوفيد-19.

في هذه الأثناء، يُعدّ البنك المركزي الفلبيني من بين البنوك المركزية القليلة في آسيا التي تمسكت بموقفها بخصوص أسعار الفائدة لدعم الانتعاش الاقتصادي، بدلاً من التركيز على مخاطر التضخم.

ماذا تعرف عن رئيس الفلبين القادم "بونغ بونغ" ماركوس؟

بدءاً من السياسات الاقتصادية المستمرة للزعيم المنتهية ولايته رودريغو دوتيرتي، وخاصة برنامجه الخاص بالبنية التحتية "البناء، والبناء، والبناء"، وصولاً إلى مكافحة التضخم، إليكم ما ما يتعين على ماركوس جونيور، المعروف باسم بونغ بونغ، القيام به بعد توليه منصبه، بحسب مراقبي الشأن الفلبيني:

سونيا زو، خبيرة اقتصادية في "موديز أناليتكس" (Moody’s Analytics)

ترى سونيا زو إن "الرئيس القادم سيحتاج إلى التعامل مع التضخم باعتباره أولوية اقتصادية قصوى". وقالت في مذكرة بتاريخ 6 مايو إنه في حال تجاوز نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول 6% على أساس سنوي، فإن احتمالات رفع سعر الفائدة في يونيو سترتفع إلى 60%. جاء ذلك ضمن تعليقها على الحاجة إلى كبح جماح التضخم الذي تجاوز هدف البنك المركزي بنسبة 2%-4% وسط صدمات العرض لأسعار الغذاء والطاقة.

ويك فيلوسو، رئيس بنك الفلبين الوطني (Philippine National Bank)

يرغب المستثمرون في سماع خطة ماركوس لخلق المزيد من الوظائف ومساعدة المستهلكين والقطاعات الأكثر تضرراً من الجائحة، وفقاً لفيلوسو.

وخلال لقاء مع تلفزيون بلومبرغ، قال فيلوسو إن السوق تودّ أيضاً معرفة كيف تنوي الحكومة إدارة الدين العام الذي زاد بمقدار ثلاثة أضعاف. "لا يمكنك علاج هذا بالضرائب فقط"، بل سيتعيّن بيع عدد من الأصول لأن الأمر سيستغرق "وقتاً طويلاً" لسد هذه الفجوة إذا كان الاعتماد على الضرائب وحدها.

نالين تشوتشوتيثام، خبيرة اقتصادية في "سيتي غروب" (Citigroup)

تقول تشوتشوتيثام إن تشكيل مجلس الوزراء هو فرصة لماركوس لمعالجة بعض مخاوف القطاع الخاص بشأن الحوكمة.

كتبت تشوتشوتيثام في تقرير للعملاء اليوم الثلاثاء: "يمكن للضغوط التضخمية المرتفعة من أسعار الطاقة والسلع الأساسية أن تضر بزخم الانتعاش الاقتصادي الإيجابي حتى الآن، ويجب أن تُدار بشكل جيد مع استمرار إجراءات جانب العرض". كما "يمكن لضمان الثقة بين المجتمع الدولي والشركات الأجنبية أن يساعد في دعم تدفقات رأس المال واستقرار العملة".

أليكس هولمز وغاريث ليذر، "كابيتال إيكونوميكس" (Capital Economics)

كتب أليكس هولمز وغاريث ليذر في تقرير للعملاء يوم الإثنين: "قدم ماركوس القليل من تفاصيل السياسة حول مسار الحملة. إلا أن الشيء الوحيد الذي يحرص على القيام به هو استئناف برنامج البنية التحتية "البناء، البناء، البناء" للرئيس دوتيرتي". وقالا إن القائد الجديد يأمل في "توسيع وتحسين" البرنامج.

في حين أن الإنفاق الإضافي على البنية التحتية من شأنه أن يزيد الدين الحكومي، رأى الخبيران الاقتصاديان أن هناك مجالاً للحكومة للتعامل مع الديون المرتفعة التي تبلغ 58% من الناتج المحلي الإجمالي؛ إلا أنها "ما تزال أقل بكثير مما كانت عليه في معظم العقد الأول من القرن الحادي والعشرين".

قد يحرص ماركوس أيضاً على السعي لعلاقات أوثق مع الصين للاستفادة من القروض ذات الفائدة المنخفضة، لكن المساعدة قد تكون أقل توفراً نظراً لأن بكين قد كبحت الاستثمار الخارجي والإقراض في السنوات الأخيرة، وفق الاقتصاديين.

تمارا ماست هندرسون، خبيرة اقتصادية في "بلومبرغ إيكونوميكس" (Bloomberg Economics)

"تتمثل المهمة الأولى لماركوس في تأمين الاستثمار الأجنبي القوي اللازم للحفاظ على نمو قوي ووضع ديون الدولة المتضخمة على مسار مستدام. وللقيام بذلك، يجب على ماركوس إقناع المستثمرين بأنه لن يكرر سوء إدارة والده- وهو أمر صعب"، وفق هندروسن التي ترى أن على ماركوس أيضاً استعادة القيود المالية والبقاء بعيداً عن طريق البنك المركزي بينما يعمل على كبح توقعات التضخم.

مايكل ريكافورت، خبير اقتصادي في "ريزال كوميرشال بانكينغ" (Rizal Commercial Banking)

يرى ريكافورت أن "عوامل النجاح الرئيسية" للرئيس القادم والتي من شأنها أن تساعد في الحفاظ على الانتعاش الاقتصادي وجذب المزيد من الاستثمار، تتمثل في وضع فريق اقتصادي موثوق ومختص، وتعزيز المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة، وتعزيز المؤسسات وسيادة القانون بالإضافة إلى استمرار الإصلاحات المالية. فالمستثمرون في "موقف الانتظار والترقب، من باب الحيطة، أثناء انتظار التفاصيل في الأيام أو الأسابيع المقبلة".

محللون في "أي إن جي بنك" (ING Bank)

كتب محللون في البنك في تقرير للعملاء يوم الثلاثاء: "تعهّد ماركوس بدعم المواد الغذائية والوقود، مما سيُؤثر سلباً على أهداف الاستدامة المالية للبلاد". وقالوا إنه من المرجح أن يتعرض البيزو لضغوط بيع اليوم مع خروج الصناديق الأجنبية. لكن لا يُعرف الكثير عن برنامجه الانتخابي.