بوريس جونسون: لا أستطيع حماية البريطانيين من أزمة غلاء المعيشة

بوريس جونسون، رئيس وزراء المملكة المتحدة
بوريس جونسون، رئيس وزراء المملكة المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أطلق رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أجراس الإنذار- بما في ذلك بين بعض أعضاء حزبه المحافظين الحاكم- من خلال الإصرار على أن الحكومة لديها خيارات محدودة لمواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة في المملكة المتحدة.

في إطار جدول أعماله البرلماني يوم الثلاثاء، تعهد جونسون بمساعدة البريطانيين الذين يواجهون انخفاضاً قياسياً في مستويات المعيشة "بكل ما نستطيع". لكن بخلاف توسيع نظام تحديد سقف لأسعار الطاقة إلى ما بعد عام 2023، لم يقدم جونسون سوى القليل من الإجراءات الجديدة لتخفيف العبء الذي يثقل كاهل الأسر.

بالنظر إلى التصريحات الأخيرة التي تركز على الدعم المقدم حتى الآن، بما في ذلك خصم ضريبي بمقدار 150 جنيهاً إسترلينياً (185 دولاراً) بدلاً من تقديم المزيد من المساعدة، تبدو رسالته واضحة: الحكومة ليس لديها خطة فورية لتقديم المساعدات.

التضخم ينهش ميزانيات الأسر في بريطانيا

الطبقة الوسطى في بريطانيا تواجه أسوأ أزمة معيشية منذ عقود

قال جونسون: "مقابل كل جنيه من أموال دافعي الضرائب ننفقه على خفض قيمة الفواتير حالياً، لا نستثمره في خفض الفواتير والأسعار على المدى الطويل". وخلال تصريحات للصحفيين في وقت لاحق، استبعد المتحدث باسمه إقرار ميزانية طارئة، وقال: "قدرتنا على ضخ الأموال محدودة".

مخاطر

يُرجّح أن يؤتي هذا الأسلوب ثماره مع جناح حزب المحافظين الأكثر قلقاً بشأن الإنفاق الحكومي وكيف أدت جائحة فيروس كورونا إلى إلحاق الضرر بالمالية العامة. ومع ذلك، فإن هذا الأسلوب ينطوي أيضاً على مخاطر، خاصة بعد الانتخابات المحلية التي خسر فيها المحافظون مئات المقاعد الأسبوع الماضي.

ساق العديد من الناخبين تكلفة المعيشة، وكذلك خيبة الأمل من جونسون والفضائح المحيطة به بما في ذلك حضور "حفلات أسبوعية" في خرق للقواعد الصحية في فترة الحجر الصحي، كأسباب لعدم التصويت لصالح حزب المحافظين.

أجريت الانتخابات المحلية في نفس اليوم الذي حذر فيه بنك إنجلترا المركزي من أن التضخم في طريقه للارتفاع فوق 10% وهو أعلى مستوى في 40 عاماً خلال أكتوبر.

جاءت هزيمة المحافظين أيضاً بعد أسابيع فقط من تعرض الميزانية المصغرة التي قدمها وزير الخزانة ريشي سوناك في مارس لانتقادات على نطاق واسع لعدم القيام بما يكفي لمساعدة العائلات الأكثر تضرراً.

منذ ذلك الحين، حث جونسون الوزراء على الذهاب إلى أبعد من ذلك لمساعدة البريطانيين المتعثرين؛ رغم أنه لم يعرض تمويلاً جديداً.

في وقت لاحق بالبرلمان وعد بقول المزيد عن أزمة غلاء المعيشة في الأيام المقبلة: "سنستمر في استخدام كل براعتنا وتعاطفنا لأطول فترة ممكنة". وقال إن حكومته ستعالج المشكلة من خلال توفير وظائف عالية الأجور تتطلب مهارات عالية لدفع النمو الاقتصادي، بدلا ً مما أسماه "الإنفاق غير المسؤول الذي يعالج فقط أعراض ارتفاع الأسعار، في حين يخلق مشكلة أكبر من أي وقت مضى في المستقبل".

صندوق النقد الدولي: مخاطر التضخم في بريطانيا هي الأسوأ على الإطلاق

صدر رد فعل عنيف متوقع من السياسيين المعارضين ونقابات العمال والجمعيات الخيرية لمكافحة الفقر. وقال زعيم حزب العمال كير ستارمر: "حيثما كان ينبغي أن يكون هناك دعم، كانت زيادة الضرائب بعد زيادة الضرائب على العمال".

"هراء"

يُرجّح أن يكون رد فعل بعض المحافظين أكثر إثارة للقلق بالنسبة لجونسون. وقال جيك بيري عضو البرلمان عن حزب المحافظين إن المجتمعات في شمال إنجلترا -التي تعد ساحة معركة انتخابية رئيسية مع حزب العمال- تريد أن ترى ضخ الاستثمارات في الوقت الحالي، بدلاً من "هراء" السياسيين. أفاد بيري لـ" تايمز راديو" يوم الثلاثاء: "نحتاج إلى التأكد من أن هناك تحسناً واضحاً على الأرض، وهناك مشكلة كبيرة تتعلق بمواجهة أزمة تكلفة المعيشة"، في إشارة إلى سياسة الحكومة الرئيسية لدعم المناطق المحرومة في البلاد.. علينا أن نتقدم وننجز".

تلاشى التهديد الذي يواجه جونسون إلى حد كبير، حيث تحول التركيز في حزب المحافظين من محاولات الإطاحة به إلى الأزمة في أوكرانيا خلال الأسابيع الأخيرة. وفي يوم الثلاثاء، كانت الحالة المزاجية بين المحافظين إيجابية بشكل عام، بعد أن أدرج رئيس الوزراء سياسات حزب المحافظين الشعبية -مثل منح المناطق المحلية المزيد من السلطة لاتخاذ قرار بشأن بناء المنازل- في محاولته لإعادة تشغيل الحكومة.