إيلون ماسك يطمئن الخائفين على "تسلا" بأنه لن يغادرها

إيلون ماسك
إيلون ماسك المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

الخبر الأهم الذي خرجت به جريدة "فايننشال تايمز" عن إيلون ماسك خلال قمتها "مستقبل السيارة" (Future of the Car) كان بلا جدال غير مرتبط بالسيارات. إذ قال الملياردير الذي يعتزم الاستحواذ على "تويتر" إنه سيلغي حظر المنصة الدائم على الرئيس السابق دونالد ترمب.

غير أن الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" أطلق أيضاً تصريحات كثيرة تستحق احتلال عناوين الصحف حول شركة السيارات الأعلى قيمة في العالم. فقد قال ماسك إنه سيظل في "تسلا" "طالما كان وجوده مفيداً"، مفنداً المخاوف من أن اقتحامه لمجال التواصل الاجتماعي سيؤدي إلى تراجع الاهتمام الذي يوليه أغنى رجل في العالم لشركة السيارات الكهربائية. وتدرك شركة "تسلا" بوضوح منذ فترة طويلة أنها تعتمد اعتماداً كبيراً على ماسك، الذي يتولى منصب رئيسها التنفيذي منذ عام 2008.

كان حوار ماسك مع جريدة "فايننشال تايمز" الذي استمر نحو 40 دقيقة حواراً مفتوحاً وقد تناول كثيراً من الموضوعات الأخرى، من عمليات "تسلا" في الصين إلى التنقيب عن المعادن. وما يلي بعض النقاط البارزة القليلة:

التوسع في آسيا

وفق تقدير ماسك، ربما تستحوذ الصين على 25% أو 30% من نشاط شركة "تسلا" في المدى الطويل. وقد استبعد فكرة أن الاستحواذ على "تويتر" قد يتسبب في تعقيدات سياسية بالنسبة إلى "تسلا" في البلاد، كما أشار جيف بيزوس، منافسه في مجال سياحة الفضاء، منذ أسبوعين.

قال ماسك إن "تسلا" ستتوسع في مصنعها الحالي بمدينة "شنغهاي" ولكنها لا تعتزم افتتاح مصنع إضافي في الصين في وقت قريب، حيث تنغمس الشركة تماماً في إنشاء مصنع بالقرب من برلين وفي أوستين بولاية تكساس.

أغلق مصنع "تسلا" في شنغهاي أبوابه في معظم أيام الشهر الماضي نتيجة قرارات الإغلاق المرتبطة بفيروس كوفيد، لكن الرئيس التنفيذي للشركة أبدى تفاؤله بأن أسوأ مرحلة من الاضطرابات هناك قد انتهت.

مصنع "تسلا" في شنغهاي. الصين
مصنع "تسلا" في شنغهاي. الصين المصدر: بلومبرغ

أضاف ماسك: "أجريت مباحثات مع الحكومة الصينية منذ أيام ومن الواضح أن قرارات الإغلاق يتم رفعها بسرعة"، وعندما سئل عما إذا كانت "تسلا" ستبني مصنعاً في إندونيسيا، قال إن الحدث الحالي لا يعد مناسبة ملائمة بالنسبة له حتى يعلن عن مثل هذه الأمور.

شركات قابضة

ناقش ماسك أيضاً تكوينه لثلاثي الشركات القابضة في إطار صفقته للاستحواذ على "تويتر". واستبعد فكرة أن يضم شركتي "تسلا" و "سبيس إكس" بالإضافة إلى مشاريعه الأخرى تحت مظلة واحدة، مؤكداً أنه لا يجد "مزايا كبيرة" في توحيدها. وأن رسالة "تسلا" هي تسريع عملية الانتقال إلى الطاقة المستدامة. أما "سبيس إكس" فهي تسعى إلى توسيع مجال الحياة خارج نطاق الأرض وتوفير التغطية بالإنترنت في مناطق من العالم تعاني من نقص الخدمة مع "ستارلينك". وهذه الأهداف تختلف كثيراً عن بعضها.

سيارات "تسلا" في "لاس فيغاس كونفنشن سنتر لوب"، وهو نظام للإنفاق قامت ببنائه شركة "بورينغ".
سيارات "تسلا" في "لاس فيغاس كونفنشن سنتر لوب"، وهو نظام للإنفاق قامت ببنائه شركة "بورينغ". المصدر: غيتي إيمجز

الاستقلال والتعدين

كان ماسك أقل تفاؤلاً من المعتاد بشأن الطريق إلى القيادة الذاتية الكاملة، الذي تبين أنه أطول كثيراً مما توقع كثيرون في هذه الصناعة. وقد قدم وعوداً مبالغاً فيها أكثر من أي شخص آخر، ما أثار قلق الهيئات التنظيمية. وقال: "إن القيادة الذاتية واحدة من الأمور التي تشهد كثيراً فجراً كاذباً. يكون التقدم خطياً في البداية ثم يبدو لوغاريتمياً ثم يضعف ويفتر نوعاً ما". و"بوضوح، ربما أكون مخطئاً، غير أنني أعتقد أننا نقترب فعلاً من إنجاز خطوة القيادة الذاتية بمعدل أمان أفضل من القيادة التي تعتمد على العنصر البشري، وفي أفضل الأحوال أعتقد أننا سنبلغ هذا الهدف خلال العام الحالي".

ما يثير الاهتمام أن ماسك قال أيضاً إن شركة "تسلا" منفتحة على شراء شركة تعمل في مجال التعدين.

شركات صناعة السيارات الكبرى في العالم تتسابق إلى تأمين إمداداتها من المعادن التي تحتاجها لصناعة البطاريات للسيارات الكهربائية. و"تسلا" كانت دائماً تتبنى استراتيجية التكامل الرأسي –أي أن تمتلك منشآت تغطي المراحل المختلفة من عملية الإنتا – وقد عقدت صفقات عديدة مؤخراً على مواد خام من بينها النيكل. وقال ماسك: "إن الأمر لا يتعلق بأننا نرغب في شراء شركات للتعدين، ولكن إذا كانت هذه هي الطريقة الوحيدة للإسراع في عملية التحول فسنفعل ذلك".