نفط روسيا يواصل التدفق فيما تتنازع أوروبا حول العقوبات

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تستمر صادرات روسيا من النفط الخام المنقولة بحراً في التدفق، بينما تتشاجر الدول الأوروبية حول العقوبات المزمع فرضها، وتستهدف حظر المشتريات وعرقلة شحن موسكو لبراميلها إلى أماكن أخرى من العالم.

شهدت شحنات الدولة من النفط الخام تغيراً طفيفاً في الأيام السبعة الممتدة حتى السادس من مايو الجاري، مقارنة بالأسبوع السابق، رغم تراجع الأحجام المرسلة إلى آسيا من الموانئ الغربية في روسيا.

فيتول: تجارة النفط الروسي ستصبح أصعب بدءاً من منتصف مايو

وفقاً للأرقام التي جمعتها "بلومبرغ" من بيانات تتبع السفن وتقارير وكلاء الموانئ، جرى تحميل 34 ناقلة بسعة حوالي 24.9 مليون برميل من موانئ التصدير الروسية. ووفقاً لهذا، فقد وصل متوسط تدفقات النفط الخام المنقولة بحراً إلى 3.56 مليون برميل يومياً، منخفضاً قرابة 2% مقارنة بمتوسط التدفقات الذي تم مراجعته الخاص بالأسبوع المنتهي في 29 أبريل الماضي، والبالغ 3.62 مليون برميل يومياً.

رغم ثبوت عدد الشحنات إلا أن عائدات موسكو من رسوم التصدير تراجعت قبل احتفالات عيد النصر الروسي، مع تخييم تأثيرات الحرب التي شنها الرئيس فلاديمير بوتين على أوكرانيا.

يقترب الاتحاد الأوروبي من فرض عقوبات على النفط الروسي، رغم أنه ما يزال يحتاج إلى التغلب على معارضة هنغاريا. وبالمعدلات الحالية لرسوم تصدير النفط الخام، تكون شحنات الأسبوع المنتهي في 6 مايو حققت أرباحاً للكرملين تناهز 176 مليون دولار، وهذا الرقم أقل بـ34 مليون من الأسبوع السابق، وأدنى مستوى أسبوعي في 6 أسابيع.

تصدر روسيا النفط الخام من 4 مناطق رئيسية، وهي: بحر البلطيق في شمال غرب أوروبا، والبحر الأسود، والقطب الشمالي، والمحطات المنتشرة على ساحل المحيط الهادئ في البلاد.

يمكن أن تتأرجح أرقام الشحنات الأسبوعية بناءً على وقت مغادرة الناقلات، التي تتأثر بشدة أيضاً بالأحوال الجوية الموجودة في الموانئ، كما كان الحال في الأسابيع العديدة الماضية.

انخفضت تدفقات خام الأورال وخام سيبيريا الخفيف من المحطات في بحر البلطيق والبحر الأسود في الأسبوع المنتهي في 6 مايو بمقدار 460 ألف برميل يومياً، أو ما يعادل 17%، مع وجود تدفقات أقل من ميناء نوفوروسيسك على البحر الأسود ومينائي بريمورسك وأوست لوغا المطلتين على بحر البلطيق.

في هذه الأثناء، عوضت الشحنات من المحطات الشرقية الثلاث في ساحل الدولة المطل على المحيط الهادئ معظم التراجع الذي تكبدته في الأسبوع السابق، مرتفعة بمقدار 310 ألف برميل يومياً، أو ما يعادل 43%.

والشحنات من مورمانسك، التي تتولى النفط الخام الذي يجري إنتاجه على طول ساحل القطب الشمالي الروسي، صعدت أيضاً بمعدل 86 ألف برميل يومياً، أو بنسبة 35%.

عرقلة العقوبات

استمرت هنغاريا في عرقلة اقتراح الاتحاد الأوروبي المزمع حظره لواردات النفط الروسي، رغم حصولها على مهلة أطول لتنفيذ التبديل. ويسعى اقتراح الاتحاد الأوروبي إلى إنهاء مشتريات النفط الخام على مدى الستة أشهر المقبلة، والوقود المكرر بحلول أوائل يناير. وأعطت الكتلة لهنغاريا وسلوفاكيا مهلة حتى نهاية 2024 للامتثال للعقوبات، وجمهورية التشيك حتى يونيو من العام نفسه إذ تعتمد تلك الدول بشدة على النفط الخام الروسي، لكن ذلك لم يكن كافياً لإرضاء هنغاريا. وما تزال المحادثات جارية.

أيضاً تعثر الاقتراح الخاص بفرض حظر على تقديم الشركات والأفراد الأوربيين للسفن والخدمات -مثل التأمين- والضرورية لنقل النفط إلى دول أخرى. وترغب اليونان وقبرص في تأجيل الجزء الخاص بالسفن في هذا المقترح حتى تفرض دول مجموعة السبع إجراءات مماثلة.

الاتحاد الأوروبي يستهدف النفط الروسي عالمياً بعقوبات على خدمات الشحن والتأمين

أوروبا بصدد توجيه الضربة القاضية لنفط روسيا

أدى فرض الشركات الأوروبية لعقوبات ذاتية على النفط الخام الروسي إلى تحويل بوصلة التدفقات نحو آسيا، ورغم أن تلك العقوبات كان لها تأثيراً محدوداً على العدد الإجمالي لشحنات النفط الخام؛ إلا أن التأثير الأكبر على أرباح صادرات النفط الخام الروسية جاء بسبب تراجع حصيلة رسوم التصدير التي تُفرض على كل برميل يُشحن خارج البلاد، ودخلت حيز التنفيذ في الأول من مايو.

تحددت رسوم التصدير على النفط الخام في مايو بواقع 49.60 دولار للطن الواحد، أو ما يعادل 6.81 دولار لكل برميل. ويشكل هذا انخفاضاً من 61.20 دولار للطن، أو ما يعادل 8.30 دولار للبرميل في أبريل.

لم يتغير عدد الشحنات المُحملة من الموانئ الروسية بالأسبوع المنتهي في 6 مايو مقارنة بالأسبوع السابق، حيث غادرت 34 ناقلة في كلاهما على حد سواء. وغادرت سفن أقل من الموانئ في بحر البلطيق والبحر الأسود، في حين ارتفعت عدد الشحنات من مورمانسك بالقطب الشمالي، وكوزمينو في المحيط الهادئ.

يبدو أن شحنات خام سوكول من ميناء دي كاستري المطل على المحيط الهادئ توشك على التوقف. حيث تم تفويت الشحنتين الأخيرتين المقرر إرسالهما حسب برنامج أبريل، ولم يكن هناك سوى شحنة واحدة في الأيام الستة الأولى من مايو الجاري. وترسو الآن السفينة التي تحمل تلك الشحنة بالكامل قبالة ميناء كوزمينو الروسي، فيما ترسو 3 ناقلات أخرى مملوكة لروسيا اعتادت نقل خام سوكول بانتظام وهي فارغة قبالة محطة التحميل في دي كاستري.

استمر تأخر تحميل الشحنات من مياء نوفوروسيسك في البحر الأسود عن الجدول الزمني المقرر بنهاية هذا الأسبوع. لكن من المتوقع التخلص من تراكم الشحنات قريباً بفضل المواعيد المتاحة في برنامج التحميل، إذ توجد شحنتان فقط من المقرر تحميلهما حسب الجدول المقرر في أول أسبوع من مايو.

تظهر الرسوم البيانية وجهات شحنات النفط الخام في كل واحدة من مناطق التصدير الأربع. ويعتمد تحديد الوجهات على المكان الذي تشير السفن بأنها متجهة إليه في وقت كتابة هذا التقرير، وقد يتغير بعضها مع تقدم الرحلات.

انخفض حجم شحنات النفط الخام المنقولة على متن السفن التي يتم تحميلها من المحطات المطلة بحر البلطيق في كل من موانئ بريمورسك وأوست لوغا إلى أدنى مستوياته في 3 أسابيع خلال الأسبوع الأول من مايو. كما انخفضت أحجام النفط الخام المُحملة على الناقلات، التي تشير إلى اتجاهها لأماكن في آسيا والبحر الأبيض المتوسط، على الرغم من أن العديد من السفن التي لم تعلن عن وجهات نهائية مؤكدة من المرجح أن ينتهي بها المطاف في واحدة أو أخرى من هذه المناطق.

جميع الشحنات المقرر تحميلها من مينائي بريمورسك وأوست لوغا خلال الأسبوع المنتهي في 6 مايو أبحرت في غضون يوم واحد فقط من تواريخ التحميل المخططة لها.

أكملت 6 ناقلات تحميلها في ميناء نوفوروسيسك المطل على البحر الأسود خلال الأسبوع المنتهي في 6 مايو، منخفضة بمقدار ناقلة واحدة مقارنة بالأسبوع السابق. كما تراجعت الشحنات المتجهة إلى آسيا، مع اتجاه ناقلتين من البحر الأسود إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط.

حُملت 3 سفن من منشآت التخزين العائمة في مورمانسك، وفُرغت واحدة منها في فيلهلمسهافن بألمانيا، والأخرى تتجه حالياً إلى روتردام، أما الثالثة ففي طريقها إلى مصفاة شركة "لوك أويل" (Lukoil) في صقلية.

ارتفعت شحنات النفط الخام من محطات النفط الشرقية الروسية الثلاثة خلال الأسبوع المنتهي في 6 مايو، لكن هناك مشكلات متزايدة في شحن النفط الخام من المشاريع المقامة حول جزيرة سخالين.

تُشحن التدفقات المنتجة من هذه المشاريع على متن ناقلات مكوكية تابعة لشركة الناقلات المملكة لروسيا "سوفكومفلوت" (Sovcomflot)، لكن يبدو أن الشركة تأثرت بالعقوبات المفروضة عليها، حيث قامت أول ناقلة نفط غير روسية بتحميل شحنة من مزيج خام سخالين في بداية شهر مايو، والثانية في طريقها إلى المحطة، في حين ترسو سفينتان تابعتان لـ"سوفكومفلوت" -كانتا تنقلان مزيج سخالين في هذا الوقت عادة- وهما فارغتين بالقرب من المحطة.

ويتكرر الأمر ذاته في ميناء دي كاستري، التي تتعامل مع خام سوكول من مشروع "سخالين 1". ورست 3 ناقلات من "سوفكومفلوت" قبالة محطة النفط لما يصل إلى 22 يوماً، مع تحميل شحنة واحدة فقط في الأسبوع الأول من مايو. وترسو السفينة التي تحمل تلك الشحنة ترسو الآن بالكامل قبالة ميناء ناخودكا الروسي.

اتجهت 5 سفن إلى آسيا من الموانئ الغربية في روسيا خلال الأسبوع المنتهي في 6 مايو، فيما لم تُشر 4 أخرى إلى وجهاتها النهائية المحددة.

لم تكن هناك أي عمليات نقل ملحوظة للخام الروسي من سفينة إلى أخرى خلال الأسبوع المنتهي في 6 مايو. ووصلت ناقلة النفط "فيرغوس" ذات فئة "أفراماكس" قبالة مدينة سبتة بشمال أفريقيا في 3 مايو وهي تحمل شحنة من خام الأورال. وما تزال هذه الناقلة موجودة في المنطقة، كما انضمت إليها الناقلة "أديغيا" ذات فئة "سويزماكس" التابعة لشركة "سوفكومفلوت" في 6 مايو. وأصبحت المنطقة موقعاً رائجاً لعمليات نقل الشحنات المماثلة.

وصلت شحنة أولى من خام الأورال الروسي إلى الفجيرة، ومن المرتقب وصول شحنة ثانية في 13 أبريل. كما تتجه شحنة من خام إسبو من ميناء كوزمينو إلى الفجيرة، ويتوقع وصولها في 25 مايو، حسبما تشير وجهة السفينة.

ترسو الناقلة "نيسوس ديلوس" من فئة "أفراماكس" قبالة ميناء كولومبو السريلانكي منذ 25 أبريل، لكن لا يبدو أنها أفرغت أي جزء من حمولة نفطها الخام.

ملاحظات

يُعد هذا التقرير جزءاً من سلسلة أسبوعية منتظمة لتتبع شحنات النفط الخام من محطات التصدير الروسية وعائدات رسوم التصدير التي جنتها الحكومة الروسية منها.

تستخدم "بلومبرغ" بيانات تتبع السفن التجارية لمراقبة حركة السفن. ويمكن للسفن تجنب الكشف عنها من خلال وقف تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال الموجودة على متنها، كما فعل أسطول الناقلات الإيراني على نطاق واسع. لكن لا يوجد دليل حتى الآن على أن ناقلات النفط الخام التي ترسو في الموانئ الروسية تفعل ذلك.

تتحدد الوجهات وفقاً لما تشير له بيانات السفينة، كما يجري رصد هذه السفن حتى تفرغ الحمولة. وقد تتغير الوجهات أثناء الرحلة، حتى في ظل الظروف العادية، وقد لا تكون نقطة التفريغ النهائية للبضائع معروفة حتى تصل السفينة إلى ميناء بعينه.

تُحدد أحجام البضائع وفقاً لبيانات برامج التحميل إذا كانت متاحة، وعلى مزيج من سعة السفينة وعمقها في المياه، عندما لا يكون هناك معلومات أخرى متاحة.