أبرز لاعبي الرموز المشفرة بالمملكة المتحدة (الجزء 2)

ديمتري توكاريف، وسيندي يونغ، وجون جلين
ديمتري توكاريف، وسيندي يونغ، وجون جلين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

علاقة بريطانيا مع قطاع الرموز المشفرة كانت مضطربة في بعض الأوقات، مع شكاوى في أغلب الأحيان من رواد الأعمال بسبب ما يعتبرونه قيوداً مبالغاً في تشددها. وفي بعض الحالات وصل بهم الأمر إلى نقل شركاتهم الناشئة إلى خارج البلاد.

غير أن هذه الأوضاع قد تتغير الآن. فقد أعلنت الحكومة في شهر أبريل الماضي عن نيتها لجعل المملكة المتحدة "مركزاً للرموز المشفرة" يقف على نفس مستوى الملاذات المفضلة لهذا القطاع، من دبي إلى سويسرا. وما يميز بريطانيا أنها كانت فعلاً موطناً للعديد من الشركات الناشئة سريعة النمو، مثل شركة الوصاية لحفظ الرموز المشفرة شركة "كوبر" (Copper) و"ريبل" (Ripple)، وهي الشركة المصدرة لسادس أكبر عملة رقمية في العالم.

تحدثت "بلومبرغ كريبتو" (Bloomberg Crypto) مع بعض اللاعبين الرئيسيين في قطاع الرموز المشفرة بالمملكة المتحدة، من رواد الأعمال المهاجرين إلى مسؤول حكومي كبير. وفيما يلي 6 قصص، في الجزء الثاني من سلسلة من جزأين.

اقرأ أيضاً: أبرز لاعبي الرموز المشفرة بالمملكة المتحدة (الجزء 1)

جون غلين
جون غلين المصدر: بلومبرغ

جون غلين

السن: 48 سنة

الوظيفة: السكرتير الاقتصادي لوزارة الخزانة، وزير المدينة وعضو برلمان عن مدينة سالزبوري

المكان: لندن وسالزبوري

باعتباره قيصر الأصول الرقمية الفعلي في المملكة المتحدة والذي يصف نفسه بنائب وزير المالية ريشي سوناك، ينصت النائب البرلماني جون غلين بإحدى أذنيه إلى المناقشات والسجالات في البرلمان وبالأذن الأخرى إلى الضجيج الذي يدور في بيئة الرموز المشفرة.

بعدما أمضى آخر ثمانية عشر شهراً فيما يشبه تدريباً عالمياً على الاستماع، أصبح الآن رأس الحربة في استراتيجية الحكومة لقطاع الرموز المشفرة.

قال غلين: "لا يوجد سوى مسار واحد في هذا المجال..ولا يوجد آلية واحدة لحل كل ذلك، وهناك مناطق مختلفة تتنازع على السيادة والتفوق"، في إشارة إلى ملاحظاته من رحلات قام بها إلى مدن مثل سان فرنسيسكو، وواشنطن، ومدريد، وبرلين، في الأشهر الماضية.

في الشهر الماضي، فاجأ غلين رواد الأعمال بإعلانه عن رغبة حكومة المملكة المتحدة في أن تصبح "مركزاً عالمياً للرموز المشفرة"، كاشفاً عن خطط لإعطاء الجهات التنظيمية مزيداً من الصلاحيات للتعامل مع الأصول المشفرة وبحث جذب تكنولوجيا سلاسل الكتل (بلوكتشين) إلى أسواق المال.

وقال إن المبادرة انطلقت جزئياً نتيجة تشجيع من صديق من رواد الأعمال الذي كان يدفعه منذ شهور لأن يستمع إلى مزيد من النشرات المرئية حول قطاع التشفير. أضاف غلين: "يقول زملائي دائماً يجب أن نحرر نحرر نحرر، أما أنا فأقول إنه يجب علينا أن نتوصل إلى أسلوب للتنظيم المسؤول يتيح الفرصة أمام الابتكار، ولكن أيضاً يأخذ في اعتباره المخاطر التي يتعرض لها المستهلك. فعندما نستثمر أموالاً في منتجات مالية، فإننا نغامر ونواجه أخطاراً".

غلين هو من أمضى أطول فترة وزيراً للمدينة، بعد خدمته كمستشار في إدارات قطاع الأعمال والإسكان وقطاع المال منذ عام 2010. قبل أن يصبح عضواً في البرلمان، عمل لمدة 13 عاماً في شركة المحاسبة "أكسنتور" (Accenture) تولى خلالها مهام امتدت من التحليل إلى إدارة العلاقات مع "المنتدى الاقتصادي العالمي".

غير أن قطاع الرموز المشفرة يعد مجالاً جديداً إلى حد كبير. ورغم أنه لم يستثمر شخصياً في الأصول الرقمية، إلا أنه قال إنه مستعد للإشراف على الخطوة القادمة للخزانة و"إنني أرى كم الإثارة الموجودة حالياً، ولكن يجب علينا أن نبتكر في أسلوب تفكيرنا التنظيمي أيضاً".

لكس سوكولين

العمر: 38 عاماً

الوظيفة: كبير الاقتصاديين، الرئيس المشارك لشؤون التكنولوجيا المالية العالمية في شركة "كونسن-سيس" (ConsenSys)

المكان: لندن

كان لكس سوكولين يبلغ من العمر 10 أعوام عندما انتقلت عائلته من موسكو إلى نيويورك في عام 1994. وكان يرغب في أن يصبح مهندساً معمارياً، الأمر الذي تطور لاحقاً إلى مهنة تركز على بناء أدوات للتمويل غير المركزي وتصميمات اقتصادية مشفرة.

بعد تخرجه من كلية "أمهيرست" (Amherst College) عام 2006 –مسلحاً بتخصص مزدوج في الاقتصاد والقانون، والفقه القانوني والفكر الاجتماعي– التحق سوكولين للعمل محللاً بمصرف الاستثمار القوي آنذاك "ليمان برذرز". أفلس البنك وانهار أثناء الأزمة المالية العالمية في 2008، وعاد سوكولين إلى النشاط الأكاديمي بعد ذلك بفترة، وحصل على ماجستير في إدارة الأعمال ودكتوراه في القانون من "جامعة كولومبيا".

في هذا الوقت تقريباً، أطلق سوكولين أيضاً شركة استشارية للاستثمار الآلي، هي شركة "نست-إغ ويلث" (NestEgg Wealth) التي تم الاستحواذ عليها بعد بضع سنوات. في عام 2016، التحق كشريك بشركة الأبحاث المتخصصة في الأسهم "أوتونوماس" (Autonomous)، التي تتخذ من لندن مقرا لها، حيث ظل مترقباً للخطوة الكبيرة التالية.

وقال في مقابلة خاصة: "كنت أشعر كما لو أن حركة التكنولوجيا المالية في بداية العقد الثاني من الألفية لم تكن تدرك المغزى".

انتهى الأمر بسوكولين إلى تغطية شركات سلاسل الكتل خلال فترة الرخاء في عام 2017 أثناء الطرح الأولي للعملات، التي من خلالها قامت شركات ناشئة بإصدار رموز مشفرة من أجل جمع تمويلات. وقال: "إن شرارة الرموز المشفرة بدأت تعلو وتعلو وتعلو بالنسبة لي".

عندما استحوذت شركة "أليانس-برنستاين" (AllianceBernstein) على شركة "أوتونوماس" في عام 2019، انغمس سوكولين انغماساً كاملاً في مجال الرموز المشفرة كعمل دائم. وانضم إلى شركة "كونسن-سيس" التي أقامت البنية الأساسية لعملة "إثيريوم"، حيث شارك في قيادة شركة منتجات التكنولوجيا المالية. وتولى الفريق مهمة تطوير برمجيات تهدف إلى دمج أدوات التمويل غير المركزي في محفظة "ميتاماسك" (MetaMask)، وهي محفظة الرموز المشفرة التي تحظى بشعبية واسعة.

في السنة التالية، عُيِّن سوكولين رئيس الشركة لشؤون التسويق، وفي 2021 عُيِّن كبيراً للاقتصاديين الذي يشرف على كل شيء بداية من التصميم الاقتصادي للعملة إلى إنشاء مؤسسات مستقلة لامركزية، وهي عبارة عن شركات على الإنترنت يملكها أعضاؤها ويديرونها جماعياً.

قال سوكولين، الذي يعيش حالياً في لندن منذ سنوات قليلة، إن لدى المملكة المتحدة "وضع تنظيمي أكثر تماسكاً من الولايات المتحدة، ومع ذلك هناك فرص كبيرة للنمو". و"أتوقع أن أرى استمراراً للتقدم على مستوى التنظيم خلال العام القادم، مع حصول مزيد من الشركات على تراخيص ومع تعميق الوضوح. كما أتوقع أيضاً أن أرى استمرار انخراط المؤسسات في أسواق رأس المال، وإدارة الأصول، بالإضافة إلى التكنولوجيا المالية التي تربط قاعدة مستخدميها".

سندي يانغ
سندي يانغ المصدر: بلومبرغ

سندي يانغ

العمر: لم تفصح عنه

الوظيفة: العضو المنتدب لشؤون أوروبا في شركة "ريبل" (Ripple)

المكان: لندن

طُلِب من يانغ في العام الماضي أن تدير العمليات الأوروبية لشركة "ريبل" التي تستخدم الرمز الرقمي "إكس آر بي" (XRP) في منتجاتها. جاءت يانغ من شركة "ماستركارد"، حيث كانت تتولى مسؤولية تطوير شراكات مصرفية ومع التكنولوجيا المالية. وعملت يانغ، التي عاشت طفولتها في إسطنبول، في وظائف عليا لدى بنك "إتش إس بي سي" وشركة "أليكس بارتنرز" (AlixPartners). حصلت على ماجستير إدارة الأعمال من "كلية هارفارد للأعمال" وبكالوريوس في علم الاقتصاد من "جامعة براون".

في شركة "ريبل"، تسهم يانغ في الإشراف على توسع شبكة "ريبل-نت" (RippleNet)، وهي شبكة عالمية لامركزية بين شركات خدمة المدفوعات والبنوك وتضم حالياً شركات مثل "موديلر" (Modulr) و"أزيمو" (Azimo).

لا تفتقد شركة "ريبل" للخبرة الكافية في التعامل مع الأجهزة التنظيمية: وقد اشتبكت في معركة قضائية عنيفة مع "هيئة الأوراق المالية والبورصات" بالولايات المتحدة، التي رفعت دعوى عليها بسبب إصدارها ورقة مالية غير مسجلة.

في شهر نوفمبر، اقترح ستيوارت ألديروتي، المستشار العام لشركة "ريبل"، تحجيم دور "هيئة الأوراق المالية والبورصات" في الرقابة على العملات المشفرة.

عملة "إكس آر بي"، التي كانت ذات مرة ثالثة أكبر الرموز المشفرة قبل القضية التي رفعتها "هيئة الأوراق المالية والبورصات"، تأتي حالياً في الترتيب السادس من حيث القيمة السوقية.

قالت يانغ في مقابلة شخصية: "أعتقد أننا مازلنا في موقع أفضل كثيراً مقارنة مع الولايات المتحدة. فالمملكة المتحدة لديها فرصة جيدة جداً للحفاظ على ذلك الدور الريادي وأن تصبح مركزاً للرموز المشفرة".

ولكنها أيضاً رددت ملاحظة تحذيرية وأضافت أن الأجهزة التنظيمية في المملكة المتحدة تبث "رسائل متناقضة" تتعلق بطريقة تنظيم وحوكمة قطاع الرموز المشفرة سريع الانتشار و النمو. ومثال على ذلك، أشارت إلى السكرتير الاقتصادي للخزانة بالمملكة المتحدة جون غلين في تعليقاته الداعمة لهذا القطاع وتحذير حاكم بنك إنجلترا أندرو بيلي من استخدام الرموز الرقمية في أعمال نصب مجرمة؛ في نفس اليوم.

وقالت: "كنا نتلقى رسائل مختلطة مؤخراً. أعتقد أن ذلك أمر خطير حالياً لأن هذا النوع من الرسائل المختلطة قد يمنع الابتكار ويهدد موقع المملكة المتحدة في أن تصبح مركزاً رائداً للرموز المشفرة".

أوفيليا براون

العمر: 36 سنة

الوظيفة: مؤسسة شركة "بلوسوم كابيتال"( Blossom Capital)

المكان: لندن

أطلقت براون شركة رأس المال المغامر "بلوسوم كابيتال"، ومقرها في لندن، في عام 2018. واستثمرت في شركات ناشئة مثل شركة "مون-باي"(MoonPay)، التي توفر بنية أساسية لشراء و بيع الأصول الرقمية، ومنصة "تيزوس"(Tezos) للعملة المشفرة والحوسبة.

تشمل الاستثمارات الأخرى منصة "بيغمنت"(Pigment) للتوقعات الاقتصادية، وشركة "تاينز"(Tines) الناشئة للأمن السيبراني والأتمتة.

استثمرت "بلوسوم" أيضاً في شركات لا تعمل في مجال الرموز المشفرة مثل شركة المدفوعات عبر الإنترنت "تشيك-أوت دوت كوم"(Checkout.com)، التي أصبحت واحدة من أغلى الشركات الأوروبية الناشئة بسبب تقييمها عند 40 مليار دولار في إحدى جولات التمويل في يناير الماضي.

درست براون في "جامعة أوكسفورد" وحصلت على ماجستير إدارة الأعمال من مدرسة الأعمال الفرنسية "إنسيد"(Insead).

أصيبت براون بعدوى الرموز المشفرة في وقت مبكر، وتتذكر ذهابها إلى أول اجتماع لها مع هواة العملات المشفرة في لندن عام 2013، مضيفة أنها تهتم بهذه الصناعة منذ زمن طويل.

قالت براون في مقابلة شخصية: "اشتريت أول عملة بتكوين في سنة 2014 من خلال موقع على الإنترنت يسمى (localbitcoins.com)، الذي تضمن مقابلة فعلية مع أحد الأشخاص في فرع من فروع ستاربكس في مدينة مايفير". أنهت عملة بتكوين ذلك العام عند سعر 300 دولار، وبلغت ذروتها حوالي 69000 دولار في نوفمبر من العام الماضي.

في شهر يناير، أطلقت شركة "بلوسوم كابيتال" صندوقاً قيمته 316 مليون جنيه إسترليني (386 مليون دولار أمريكي) يستثمر ثلث رأس ماله في شركات تعمل في مجال الرموز المشفرة في أوروبا. لا تبدي براون أي انزعاج نتيجة أحدث الانهيارات في أسواق العملات المشفرة. وقالت إن شركة "بلوسوم كابيتال" تعتبر "مستثمراً متفائلاً و طويل الأجل، ونحن لا نهتم كثيراً بتقلب الأسعار خلال يوم التداول أو تقلباتها الأسبوعية. وإنما نركز أكثر على تطور الرموز المشفرة من أداة مالية صغيرة متخصصة إلى فئة من فئات الأصول واسعة الانتشار".

قالت براون أيضاً إن شركة "بلوسوم كابيتال" تمتلك رموزاً غير قابلة للاستبدال، وهي عبارة عن شهادات توثيقية زادت شعبيتها كثيراً في العام الماضي. وتمتلك رموزاً تشمل "كريبتو بنك" (Crypto Punk) و"بورد ايب"(Bored apes)، ومن خلال ذلك تحتفظ ببعض عملات "ايب-كوين" (ApeCoin).

ديميتري توكاريف
ديميتري توكاريف المصدر: بلومبرغ

ديميتري توكاريف

العمر: 32 سنة

الوظيفة: المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "كوبر" (Copper)

المكان: لندن

منذ تأسيس شركة أمناء الحفظ للرموز المشفرة "كوبر" في سنة 2018، ينغمس توكاريف المولود في سيبيريا في مهمة هدفها إقناع جمهرة مؤسسات الاستثمار بالمملكة المتحدة بأن الأصول الرقمية جديرة بأن تشملها محفظة استثمار متنوعة.

ساهمت موهبة توكاريف في الرياضيات في تشجيعه على دخول الجامعة الفيدرالية في سيبيريا وهو في عمر الخامسة عشر، حيث حصل على درجة علمية في هندسة البرمجيات. ولأنه كان راغباً في الحصول على التعليم الغربي، بحث في "غوغل" عن أكبر جامعات العالم ثم استقر في المملكة المتحدة. وهناك تعلم اللغة الإنجليزية بينما كان يعمل في مطعم "بيتزا هت" لمدة تسعة أشهر. ثم درس في النهاية إدارة المخاطر والهندسة المالية في "إمبيريال كوليدج" بلندن، وقام بتصميم برامج للتداول الأوتوماتيكية لصالح صناديق التحوط الصغيرة واكتشف كيفية تداول فروق الأسعار في عملة بتكوين عبر مختلف البورصات.

مثل معظم المسؤولين التنفيذيين في قطاع الرموز المشفرة، فإن تقييمه للأزمة المالية العالمية الحالية تقييم مرير،. وفي مقابلة شخصية، قال توكاريف: "لو بحثنا في تفاصيل معاملة إرسال 20 جنيهاً استرلينياً إلى صديق مع رسوم تعبيرية، سنرى أن الكيفية التي تعمل بها صناعة الخدمات المالية على مستوى التقنية صادمة للغاية. ولكن هذا لا يمثل بالتأكيد الكيفية التي ستبدو عليها بنية الخدمات المالية في غضون 15 إلى 20 عاماً".

أصبحت "كوبر" حالياً واحدة من أبرز شركات الرموز المشفرة في المملكة المتحدة، إذ يدعمها أمثال الملياردير مدير صندوق التحوط ألان هاوارد، وتضم قائمة عملائها بورصة "إف تي إكس" ومؤسسة "ستيت ستريت".

عند سؤاله عن النظام الرقابي والتنظيمي الذي كان في بعض الأحيان عدوانياً بصورة كاملة ضد العملات المشفرة، قال توكاريف إنه متفائل بأن الأمور تتغير في الوقت الحالي؛ رغم أنه أشار إلى أن هناك مسافة مازال ينبغي أن نقطعها.

أضاف توكاريف: "توجد فوارق سياسية معينة في هذه الرواية، حيث لا أعتقد أن هناك فهماً بدرجة 100% لما يحدث في قطاع الرموز المشفرة". وحذر من أن "حوائط صينية" تتشكل بين الأجهزة التنظيمية والسياسيين الذين يشرفون عليها، وأن هذا الجانب أو ذاك ليس لديه ثقة أو معرفة كاملة بكيفية التعامل مع هذا القطاع.

بالنسبة للوقت الراهن، يعتقد توكاريف بأن المملكة المتحدة ينبغي أن تبدأ في النظر لما وراء تلك الجوانب من الرموز المشفرة وتكنولوجيا "بلوكتشين" التي يسهل دمجها في قطاع الخدمات المالية القائم. وأوضح: "هناك ما هو أكثر من ذلك بكثير ينبغي توجيه الاهتمام إليه في مجال الرموز المشفرة، مثل التمويل اللامركزي، الذي يقع على بعد 50 ألف خطوة فعلاً أمامنا. أنت تستطيع أن تستمر في الملاحقة، ولكن على الأقل حدد النطاق الذي تستطيع أن تبتكر في حدوده".

ستاني كوليتشوف

العمر: 31 سنة

الوظيفة: مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "آفي" (Aave)

المكان: لندن

بعد تأسيس منصة إقراض الرموز المشفرة "آفي" في عام 2017، يعمل كوليتشوف على ترويج ما يشار إليه بشبكة الجيل الثالث للإنترنت "ويب3"، وهي نسخة من الإنترنت تقوم على "بلوكتشين" يسيطر عليها المستخدم النهائي بدلاً من شركات التكنولوجيا العملاقة مثل "فيسبوك".

بالإضافة إلى تطوير أدوات التمويل اللامركزي مثل "آفي"، قال كوليتشوف إنه يتعاون مع الجهات التنظيمية في المملكة المتحدة بشكل وثيق من أجل تشجيع تبني شبكة الجيل الثالث "ويب3".

تعلم كوليتشوف، المولود في فنلندا، كيفية ممارسة ألعاب الفيديو والبرمجة من أخيه الأكبر. وقد طور الأخوان معاً خوادم للألعاب، بل وطورا واحداً من هذه الخوادم في مكنسة كهربائية قديمة.

درس كوليتشوف القانون في جامعة هيلسنكي وكتب أطروحته حول استخدام التكنولوجيا في زيادة كفاءة الاتفاقيات التجارية – وبالتالي تطرق إلى استخدام ما يسمى بالعقود الذكية على "إيثريوم"، وهي شبكة "البلوك-تشين" الأكثر استخداما في تطبيقات التمويل اللامركزي.

وبينما كان يدرس القانون لاجتياز الامتحانات، بدأ في إنشاء النسخة الأولى لبروتوكول "آفي"، التي أطلق عليها آنذاك "إث-لند" (ETHLend)، تسمية مختصرة من "إثيريوم للإقراض" (Ethereum Lending).

نشر كوليتشوف عن المنصة على موقع "ريديت" (Reddit)، ثم بدأت الكلمة في الانتشار. وعندما جمعت منصة "إث-لند" 16.2 مليون دولار في طرح أولي بالعملة المشفرة في عام 2017، كان كوليتشوف يعيش في مساكن الطلاب.

"إث-لند" أعيد تسميتها إلى "آفي" في عام 2018 وهي الآن واحدة من أكثر منصات إقراض العملات المشفرة استخداما.

نسخة كوليتشوف من الإنترنت تتمحور حول الملكية. وفي حالة "آفي"، يمتلك البروتوكول المستخدمون الذين يحتفظون بالعملة المشفرة التي تحمل نفس الاسم ويسيطرون عليه. وقال إن اسم "آفي" (وهو يعني الشبح باللغة الفنلندية) والشعار الخاص بها مستلهم من فكرة إن شركات مثل "آفي" ينبغي أن تطور بروتوكولات، ثم تتلاشى في الخلفية مع قيام المستخدمين بإدارة البروتوكول.

وأضاف أنه متفائل بقطاع الرموز المشفرة في المملكة المتحدة، ويجري مناقشات متواصلة مع الأجهزة التنظيمية والبنك المركزي. تدرك الجهات التنظيمية مزايا تكنولوجيا "البلوك-تشين"، "غير أن نقل هذه المعلومات إلى الجمهور الأوسع هو التحدي القادم"، بحسب كوليتشوف.

لا يخشى كوليتشوف من إثارة الجدل في محاولة ترويج أفكاره: وفي أبريل الماضي، أوقفت "تويتر" حسابه لفترة قصيرة بعد ادعائه كذبا بترشيحه رئيسا تنفيذيا مؤقتا لعملاق التواصل الاجتماعي. وفي مقابلة قبيل وقف حسابه مباشرة، قال إن نشره حول توليه الوظيفة "مسألة تتعلق بحرية الرأي".