منتجو النفط الروسي يلجأون لاستخدام ناقلات لم يكن العالم يريدها

صهاريج تخزين النفط مضاءة ليلاً في مصفاة "آر إن توباسينسكي"، التي تديرها شركة "روسنفت"، في توابسي، روسيا.
صهاريج تخزين النفط مضاءة ليلاً في مصفاة "آر إن توباسينسكي"، التي تديرها شركة "روسنفت"، في توابسي، روسيا. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بدأ منتجو النفط الروسي في حجز عدد متزايد من الناقلات المملوكة لشركة الناقلات الحكومية، مما عزز الطلب على أسطول لم يحظ بقبول دولي بعد غزو أوكرانيا.

حجزت شركتا "روسنفت" (Rosneft) و"غازبروم نفت" (Gazprom Neft)، وهما شركتان منتجتان للنفط تديرهما الدولة، عدداً كبيراً من الناقلات المملوكة لشركة "سوفكومفلوت" (Sovcomflot) خلال الأسابيع القليلة الماضية لجمع الخام وتسليمه من جميع أنحاء روسيا إلى المشترين في آسيا.

يُشار إلى أن شركة "سوفكومفلوت" التي تديرها الدولة، تمتلك أكبر أسطول في العالم من ناقلات النفط متوسطة الحجم، إلا أن قسماً كبيراً منها أصبح عاطلاً عن العمل منذ الحرب بعد أن توقفت بعض شركات التأمين الدولية عن تغطية السفن.

أسطول ناقلات النفط الحكومية الروسية في طريقه إلى التوقف

وفي حال نجحت روسيا في استخدام المزيد من السفن للتسليم، فسوف تساعد موسكو في إيصال النفط الخام إلى المشترين. ويُعدّ استئجار السفن مباشرة خروجاً عن القاعدة بالنسبة للمنتجين الروس؛ حيث يُكلف تشغيل ناقلة نفط واحدة عدة آلاف من الدولارات يومياً، حتى قبل أن يتم أخذ سداد الديون بعين الاعتبار.

من جانبها، رفضت "سوفكومفلوت" التعليق.

روسنفت وغازبروم نفت

تُرسل شركة "روسنفت"، أكبر منتج للنفط في البلاد، درجة الأورال الرائدة في البلاد على متن سفن "سوفكومفلوت" إلى وجهات تشمل الساحل الغربي للهند، حيث تُعدُّ شركة "نايارا إنرجي" (Nayara Energy) و"ريلاينس اندستريز" (Reliance Industries) من بين الشركات التي تدير مصافي النفط، كما قال أشخاص على دراية بالموضوع.

وبالمثل، حجزت "غازبروم نفت" أيضاً العديد من ناقلات النفط المملوكة لشركة "سوفكومفلوت" لتحميل خام المحيط الهادئ لشرق سيبيريا، أو "إسبو"، في مايو، وفقاً لسماسرة السفن.

مالكو ناقلات النفط يتجنبون الخام الروسي بسبب أزمة أوكرانيا

في حال استمر هذا الاتجاه، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة الطلب على أسطول "سوفكومفلوت" الذي أصبح أقل نشاطاً بعد غزو أوكرانيا. وستعكس تحركات مماثلة اتخذتها إيران في مواجهة العقوبات، حيث نشرت سفناً تديرها الدولة لتسليم البضائع.

كما يمكن أن يصبح أسطول شركة "سوفكومفلوت" أكثر انشغالاً بعد أن باعت الشركة 14 ناقلة لسداد الديون. ولم يتضح بعد أي من السفن تم بيعها أو ما الذي يخطط المشتري لفعله بها.

ومن بين 66 ناقلة نفط تابعة لـ"سوفكومفلوت" كانت تعمل سابقاً في نقل البضائع إلى أسواق مختلفة، كان نصفها إما راسياً أو ينجرف أو يتنقل ببطء في أماكن مختلفة حول العالم مع عدم وجود شحنات على متنها.

إبحار معتم لناقلات روسية يثير مخاوف حول خرق العقوبات

ولا تغطي بيانات التتبع، التي تم تجميعها قبل بيع السفن، ناقلات "سوفكومفلوت" التي تتنقل ذهاباً وإياباً بين الموانئ الروسية، أو أسطول الشركة من الناقلات غير النفطية.

ناقلة نفط في عرض البحر.. تعتبر "سوفكومفلوت" الروسية أكبر مالكة للسفن في العالم، وهي تشغّل نحو 110 ناقلات.
ناقلة نفط في عرض البحر.. تعتبر "سوفكومفلوت" الروسية أكبر مالكة للسفن في العالم، وهي تشغّل نحو 110 ناقلات. المصدر: بلومبرغ

تغير كبير

وفقاً لأشخاص مطلعين على الشحنات، كانت بعض الشحنات المتجهة إلى الهند على الأقل والتي قدمتها شركة "روسنفت" مخصصة في السابق لعملاء آخرين. وقد تم تحويل الشحنات إلى الدولة الواقعة في جنوب آسيا بعد أن بدأ مشترون آخرون في تجنب الواردات الروسية بسبب الحرب.

وسلّمت تسع سفن من طراز "سوفكومفلوت" النفط الخام إلى الهند من غرب روسيا منذ غزو أوكرانيا، أو هي حالياً بصدد تسليمه؛ مع العلم أنه لم يكن هناك أي منها في العام الماضي.

يبلغ طريق الهند والعودة، وهو رحلة لا تقل عن 9,000 ميل في كل اتجاه، حوالي ثلاثة أضعاف ونصف الرحلة الأكثر شيوعاً التي قامت بها السفن سابقاً.

صادرات النفط الروسية تضطر للإبحار في رحلات أطول لإيجاد مشترين

ورفض بعض المشترين قبول ناقلات "سوفكومفلوت" بعد إضافة الشركة إلى قائمة المملكة المتحدة للكيانات الخاضعة للعقوبات وما يزال الأسطول بحاجة إلى المزيد من الشحنات. حيث دفعت خطوة المملكة المتحدة شركات التأمين الدولية إلى الابتعاد عن التعامل مع الشركة المالكة للسفن، وأسهم ذلك في نهاية المطاف في انخفاض تدفقات خام سوكول، الذي يعتمد بشكل كبير على أسطول "سوفكومفلوت".

ترسو العديد من سفن الشركة التي كانت خاملة بالقرب من محطات التصدير الروسية، ومن المحتمل أنها تنتظر شحنتها التالية.

سخالين آيلاند

حالياً، تتجه ناقلة "سوفكومفلوت" التي تُدعى "سخالين آيلاند"، وعلى متنها خام "إسبو"، من ميناء كوزمينو الشرقي إلى لونغكو في الصين بعد استلام شحنتها في 14 مايو تقريباً، وفقاً لبيانات تتبع السفن التي جمعتها وكالة بلومبرغ.

يُذكر أن هناك ما لا يقل عن ثلاث سفن أخرى تابعة لشركة "سوفكومفلوت" محجوزة لشحن البضائع من قبل الموردين، معظمهم من شركة "غازبروم نفت"، ومجموعة أخرى تعرف باسم "الموردين الصغار" الذين استأجروا أيضاً سفناً، وفقاً لسماسرة السفن. وقد تتغير قائمة الناقلات مع اقتراب موعد التحميل لأنه لم يتم الانتهاء بعد من إنجاز عقود التأجير.

من ينقل النفط الروسي بعد تخلي كبار التجار عن موسكو؟

كما تظهر بعض الأسماء الجديدة أيضاً في قائمة عقود التأجير، بما في ذلك شركة تسمى "بيلاتريكس" (Bellatrix). وقد استأجرت الشركة خمس ناقلات من طراز "أفراماكس" لتحميل خام الأورال من ميناء بريمورسك في بحر البلطيق هذا الشهر، وفقاً لتقارير وكلاء الموانئ، أربع منها على متن سفن "سوفكومفلوت".

يتألف معظم أسطول "سوفكومفلوت" من سفن أصغر، بما في ذلك "أفراماكس" و"سويز ماكسيس" التي تتناسب تماماً مع موانئ الدولة إلا أنها أقل من مثالية للشحنات لمسافات طويلة من محطات التصدير الغربية في البلاد إلى آسيا.

ومع ذلك، فإن أولوية موسكو هي الحفاظ على تدفقات النفط، وهي مصدر رئيسي لإيرادات نظام فلاديمير بوتين. كما أن هذا الترتيب يُشغّل الأسطول ويضغط لاستخدامه في الرحلات الطويلة.