حوادث انتحار الطيارين قتلت أكثر من 500 شخص في 25 عاماً

رجال الإنقاذ يقومون بأعمال البحث والإنقاذ في موقع تحطم طائرة بوينغ 737 التابعة لخطوط طيران الصين الشرقية
رجال الإنقاذ يقومون بأعمال البحث والإنقاذ في موقع تحطم طائرة بوينغ 737 التابعة لخطوط طيران الصين الشرقية المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تعني المؤشرات الدالة على أن شخصاً ما في قمرة قيادة طائرة تابعة لشركة "خطوط شرق الصين الجوية" قد حطمها عمداً في شهر مارس، أن هذه المأساة قد تنضم إلى مجموعة نادرة من الكوارث الجوية التي تسبب فيها عمداً طيار أو راكب.

أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلاً عن أشخاص على دراية بالتقييم الأولي للحادث الذي يجريه مسؤولون أمريكيون أن بيانات الصندوق الأسود من طائرة "بوينغ 737-800" التابعة لـ"خطوط شرق الصين الجوية" تُظهر أن شخصاً كان موجوداً على مدخلات أدوات التحكم هو من أرسل الطائرة في غوصها المميت.

التحدي المقبل .. صيانة الطيارين

كانت الطائرة تحلق على ارتفاع 29 ألف قدم (8840 متراً) قبل أن تدخل فجأة في غوص شبه عمودي وصل إلى سرعة قريبة من سرعة الصوت لتصطدم بمنحدر تل بعيد. تم إرسال اثنين من مسجلات الصندوق الأسود إلى الولايات المتحدة لاستخراج البيانات.

حوادث مفجعة

في حال تسبب طيار عن قصد في تحطم طائرة "خطوط شرق الصين الجوية" فستكون هذه ثالث كارثة كبرى في أقل من عقد تُعزى إلى انتحار طيار، وفقاً لـ"شبكة سلامة الطيران". يشمل ذلك رحلة "جيرمان وينغز" (Germanwings) في عام 2015 التي طار بها مساعد الطيار وارتطم بجبل فرنسي، مما أسفر عن مقتله و149 راكباً وطاقم الطائرة.

تم تشخيص إصابة مساعد الطيار، أندرياس لوبيتز، بالاكتئاب الذهاني وتمت توصيته بالعلاج في مستشفى للأمراض النفسية قبل أسابيع من الرحلة المشؤومة. في أعقاب الكارثة، زاد المنظمون الأمريكيون من تدريب الأطباء الذين يفحصون طياري الخطوط الجوية حتى يتمكنوا من اكتشاف مشكلات الصحة العقلية بشكل أفضل.

هونغ كونغ تجبر الطيارين على ارتداء أجهزة التتبّع

في واحد من أكثر الحوادث دموية، سقطت طائرة تابعة لشركة "مصر للطيران" متجهة من الولايات المتحدة إلى القاهرة في المحيط الأطلسي، مما أسفر عن مقتل 217 راكباً وطاقم الطائرة. قال "المجلس الوطني لسلامة النقل" آنذاك في تقريره النهائي إنه في هذه الحادثة، كان مساعد الطيار وحيداً في قمرة القيادة عندما قام بفصل الطيار الآلي، وحرك الخانق إلى وضع الخمول، ووجه مقدمة الطائرة للأسفل. من جهتها، شككت وزارة الطيران المدني المصرية في هذه النتائج.

متطلبات جديدة

منذ عام 1950، كانت هناك 24 حادثة انتحار من هذا القبيل لطيار أو لراكب - بما في ذلك هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة – رغم أن العديد من هذه الحوادث شملت طائرات صغيرة قتلت الطيار فقط.

أدت بعض الحوادث إلى صدور متطلبات سلامة جديدة، مثل اشتراط تواجد أكثر من طيار في قمرة القيادة أو جعل الأبواب أكثر مقاومة للاقتحام من مقصورة الطائرة.

طيارون عادوا إلى التحليق.. لكن بمهارات أقل

حتى الركاب

ووفقاً لـ"شبكة سلامة الطيران"، تم إلقاء اللوم على راكب اشترى تأميناً على الحياة بقيمة 170 ألف دولار قبل ركوب الطائرة - في حادث تحطم رحلة شركة "الخطوط الجوية الصينية الشمالية" عام 2002 أودى بحياة 112 شخصاً - ثم أخذ زجاجات مياه مليئة بالبنزين إلى الطائرة وأشعلها على متنها.

وبحسب تقرير لصحيفة "ذا بيبر" (The Paper)، شددت شركة "خطوط شرق الصين الجوية" بروتوكولات سلامة قمرة القيادة بعد حادث مارس. قالت صحيفة "ذا بيبر" إن شركة الطيران طبقت شرطاً بأن تكون أطقم الرحلات مؤلفة من قبطانين كبيرين ومساعد طيار أول، أو من اثنين من مدربي الطيران مع مساعد طيار كبير.

ذكرت "هيئة تنظيم الطيران" في الصين أن المسؤولين الأمريكيين الذين شاركوا في التحقيق بشأن تحطم طائرة "خطوط شرق الصين الجوية" قالوا لهم إنهم لم يفصحوا عن أي معلومات حول التحقيق إلى أي منظمة إعلامية، حسبما ذكرت صحيفة "غلوبال تايمز" (Global Times) يوم الأربعاء.