"تسلا" تراهن على القيادة الآمنة وخفض تكاليف التأمين

موظف يغلق الغطاء الأمامي لسيارة "تسلا 3" كهربائية في صالة عرض الشركة في نيوبورت بيتش، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية.
موظف يغلق الغطاء الأمامي لسيارة "تسلا 3" كهربائية في صالة عرض الشركة في نيوبورت بيتش، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

منذ أكثر من 6 أسابيع وحتى الآن، ينصب تركيز القطاعين التقني والمالي على سعي إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا"، للاستحواذ على "تويتر".

كان لهذا الموضوع تأثيرات ضبابية كبيرة ساهمت في تهاوي أسهم "تسلا" وسط الانخفاض السوقي الأوسع نطاقاً، في ظل إغلاق شنغهاي لاحتواء تفشي فيروس كورونا.

شكلت الصفقة محور تركيز المحادثة الودية التي أجراها إيلون ماسك، الاثنين الماضي، مع أصدقائه خلف الكواليس في منتدى برنامج "أول – إن بودكاست" (All-In Podcast)، ممن طلبوا من الرئيس التنفيذي لـ"تسلا" الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول التغريدة التي نشرها الشهر الماضي، ووصف فيها "تسلا" بأنها تشكيلة من عدة شركات ناشئة، وتقدم أشياء لا توفرها شركات السيارات الأخرى، حسب قوله. وكان أحد المنتجات التي سلط عليها ماسك الضوء في هذا الصدد هو خدمة التأمين التي تقدمها الشركة أو "تسلا إنشورانس" (Tesla Insurance).

وفيات حوادث الطرق بأمريكا ترتفع لـ42 ألفاً سنوياً

قطاع غير كفؤ

حالياً تتاح خدمة التأمين –وهي مشروع شغوف من بنات أفكار زاكري كيرخورن، المدير المالي لشركة "تسلا"- في 8 ولايات فقط، بما فيها كاليفورنيا، وإلينوي، وتكساس. وخلال إعلان نتائج الأعمال الأخير، قال كيرخون إن "تسلا" أصبحت ثاني أكبر شركة تقدم خدمات التأمين على سياراتها في تكساس، التي تشتهر باسم "ولاية النجمة الوحيدة". وفي نهاية المطاف، ستتاح الخدمة في 80% من الولايات المتحدة، ثم تخطط الشركة للتوسع دولياً.

لطالما حاولت "تسلا" جذب العملاء إلى نظام منتجات يتكامل مع بعضه البعض، ويشتمل على؛ سيارات كهربائية، وأسطح تولد الطاقة الشمسية، وبطاريات منزلية تعرف باسم "باور وول" (Powerwall). فالشركة ترغب في تقديم تشكيلة مترابطة من السلع والخدمات، على غرار ما توفره "أبل" لعملائها، وتعتبر خدمة التأمين جزءاً من هذه الاستراتيجية.

تزايد وفيات حوادث الطرق رغم تراجع قيادة الأمريكيين لسياراتهم

أضاف ماسك للحاضرين في منتدى "أول- إين" بميامي، الذي انضم له عبر التواصل الافتراضي لمدة 90 دقيقة تقريباً: "قطاع التأمين على السيارات غير كفؤ بطريقة لا تصدق. فهناك الكثير من الكيانات الوسيطة، التي تمتد من وكلاء التأمين وصولاً إلى شركات إعادة التأمين بالنهاية، فالعميل يمر على نصف دزينة شركات تقريباً وكل واحدة منها تأخذ نسبة منه".

غرد ماسك على "تويتر": "تجمع "تسلا" تحت مظلتها دزينة شركات ناشئة أو أكثر، وستدرك ذلك إذا نظرت لكل الأشياء التي اخترعناها من الصفر وليست موجودة لدي شركات السيارات الأخرى".

معدل السلامة

تفرض "تسلا" أقساط التأمين بناءً على بيانات القيادة في الوقت الحقيقي، والتي تستخدم لحساب معدل السلامة الشهري. وعرفنا معلومات حول هذه المعدلات عندما وسعت الشركة البرنامج التجريبي للقيادة الذاتية الكاملة ليشمل مزيداً من السائقين، لكنه ينطوي كذلك على خاصية التأمين.

وتؤثر 5 عوامل على معدل السلامة، وهي: تحذيرات الاصطدام الأمامي لكل 1000 ميل، والكبح الشديد، والانعطاف السريع، والقيادة على مسافات غير آمنة من السيارات، والفصل الإجباري للقيادة الذاتية. وتختلف تلك العوامل عن محددات التأمين التقليدية، مثل درجة الجدارة الائتمانية والسن.

كتبت "تسلا" على موقعها الإلكتروني: "نفترض معدل سلامة قدره 90 عندما نبدأ في التسجيل، ثم تختلف أقساط التأمين الشهرية المفروضة على قائد السيارة وفقاً لتغير معدل السلامة. فكلما زاد معدل القائد قل القسط. ودائماً ما تنبه (تسلا) قائد السيارة لميعاد القسط الشهري قبل موعد سداده".

رسائل متباينة

أما أنا عن نفسي فلا أقود السيارات كثيراً، لأنني أعيش في المدينة وأفضل ركوب دراجتي، واستخدام المواصلات العامة عند الذهاب للعمل. وتمتلك عائلتي سيارة قديمة فقط من طراز "سوبارو". ولدينا تأمين ممتاز مع شركة "يو إس أيه أيه" (USAA)، وذلك بفضل عمل أبي في القوات الجوية الأمريكية. لكن أقساط التأمين الخاصة بنا ثابتة إلى حد كبير، إذ تجدد نصف سنوياً ولا تتغير بهذا القدر. كما لا تتوافر بيانات القيادة في الوقت الحقيقي لدى سيارتنا القديمة.

من الصعب التشكيك في منتج يدعم القيادة الآمنة بدرجة كبيرة وبتكلفة أقل على المستهلك. لكن مع هذا، تجدر الإشارة هنا إلى أن "تسلا" غالباً ما تروج لمنتجاتها باستخدام رسائل متباينة من منظور السلامة، وعادة ما تشدد على ضرورة الانتباه لأوقات التسارع من صفر إلى 60 ميل/ ساعة.

السيارات ذاتية القيادة.. حلم يصطدم بمخاوف الحوادث

ظهر الكثير من حوادث الاصطدام التي شارك فيها قائدو سيارات "تسلا" ممن كانوا يقودون سيارات على سرعات عالية، وبعض تلك الحوادث أدت إلى وفيات. خلال الشهر الجاري، انحرف قائد سيارة ودخل في مركز مؤتمرات أوهايو وهو يقود على سرعة 70 ميلاً/ الساعة. ولحسن الحظ، لم يلق أي شخص مصرعه أو يعاني من إصابات جسيمة.