نادي النخبة لشراء الألماس يتقلص بعد قيام "دي بيرس" بالتخلص من عملائها القدامى

ألماس
ألماس المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قطعت "دي بيرس" (De Beers)، أكبر مُنتج في العالم للماس، علاقتها مع بعض عملائها طويلي الأمد، مما يمثِّل واحدة من أكبر التغييرات في الطريقة التي يبيع بها عامل التعدين المجوهرات منذ أن تمَّ إنهاء احتكاره قبل 20 عاماً.

وقضى موظفو "دي بيرس" يوم الأربعاء، وهم يتصلون بعملائها الذين تمَّ اختيارهم بعناية، ويبلغ عددهم 80 شخصاً، إذ تمَّ إخبار بعضهم أنَّهم سيفقدون مقاعدهم في صدارة طاولة هذه الصناعة، وفقاً لأشخاص مطَّلعين على الموضوع.

وقال الأفراد الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب خصوصية هذه المُحادثات، إنَّ أكبر مورِّد للماس في العالم أمضى أكثر من عام في التفكير في هذه التغييرات التي تهدف إلى ضخِّ المزيد من المجوهرات في أيدي أناس أقل.

ويُذكر أنَّ هذه الصناعة تنتج حوالي 15000 فئة مُختلفة من الماس، وتريد "دي بيرس" عدداً أقل من الشركات المُتخصصة في كل فئة من هذه الفئات، مما يمنح هذه الشركات قوة تسعير أكبر، ومرونة أكبر في مواجهة فترات الركود. إذ قال الأشخاص المطَّلعون على الأمر، إنَّه لم يتضح بعد عدد المُشترين الذين فقدوا مكانتهم، ولكن ربما يكون حوالي 10. ورفض المتحدِّث باسم "دي بيرس" التعليق على هذه الأنباء.

تأثيرات كورونا

وذكر المصدر أنَّ وحدة شركة "الأنجلو أمريكان" (Anglo American Plc) تُريد تعزيز المسار الذي يمتد من المناجم في دول، مثل بوتسوانا إلى متاجر المجوهرات في هونغ كونغ، ونيويورك. وكانت "دي بيرس" قد اضطرت إلى إجراء تخفيضات حادَّة في الأسعار خلال العام الماضي، فقد أدى فيروس كورونا إلى توقُّف هذه الصناعة في النصف الأول من العام الماضي، على الرغم من أنَّ هذا القطاع انتعش بقوة منذ ذلك الحين.

وغالباً ما يُنظر إلى عملاء شركة التعدين التاريخية، الذين يتراوحون من شركات تعود لعائلات هندية وإسرائيلية إلى وحدات الصاغة، مثل "تيفاني آند كو" على أنَّهم نقطة ضعف في هذه الصناعة، وذلك لأنَّ طبيعتهم المُجزَّأة تعني افتقارهم إلى قوة التسعير تجاه كل من شركات التعدين، وتُجار المُجوهرات بالتجزئة، وغالباً ما يكونون الأكثر تضرراً خلال فترات الركود المالي، مما يؤدي إلى الضغط على أسعار الماس.

عقود منتهية الصلاحية

ومع انتهاء صلاحية عقود "دي بيرس" الحالية مع المشترين التي كانت مُدَّتها ست سنوات، وانتهت في عام 2020، طلبت الشركة من عملائها، المعروفين باسم "العملاء المعتمدون"(sightholders)، إعادة تقديم طلباتهم ضمن إحدى الفئات الثلاث، وهي: التجار، والمصنِّعون، وتجار التجزئة المتكاملون.

وتمَّ تصميم الخطة لتوجيه حصص محددة من الماس إلى المشترين الذين يمكنهم إضافة قيمة أكبر إلى تلك الأحجار الخام.

وفي حين أنَّ بعض المُشترين فقدوا مكانتهم كـ"العملاء المعتمدين" بشكل كلي، فإنَّ التغييرات تتعمق أكثر. إذ تمَّ تخفيض تصنيف بعضهم الآخر من كونهم مشترين دوليين، يمكنهم التصنيع في أماكن مثل الهند، فيتمتَّعون بميزة التكلفة، إلى تصنيفهم كمُشترين محليين، مما يعني أنَّ هؤلاء المُشترين الذين يتبعون لهذا التصنيف بإمكانهم التصنيع فقط في البلدان التي يتمُّ فيها تعدين الماس، مثل جنوب إفريقيا، وبوتسوانا.

وخفَّضت "دي بيرس" أيضاً عدد المُشترين الذين تمَّ تحديدهم كتجار، عوضاً عن الشركات المُصنَّعة، خاصة في الأحجار الصغيرة، وهي الفئة التي كان أداؤها سيئاً في السنوات الأخيرة.

وسيكتشف المُشترون مزيداً من التفاصيل حول وضعهم، بما في ذلك عدد الماسات التي يحق لهم أن يشتروها في الأشهر المُقبلة.

وكثيراً ما كان أكبر مُنتج في العالم يتصارع مع الطريقة التي يبيع بها الماس بعد بضع سنوات صعبة للشركات التي تقطع، وتلمع، وتتاجر بمجوهرات العالم.