حاجة شركات صناعة السيارات للرقائق الالكترونيّة تُغذّي نمو شركة تابعة لصندوق الثروة السياديّة في أبوظبي

رقائق إلكترونية
رقائق إلكترونية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تحوّل الطلب المتزايد في جميع أنحاء العالم على أشباه الموصلات، والنقص الحاصل في المعروض منها وما نجم عنه من تعطيلٍ لإنتاج شركات صناعة السيارات مثل "تويوتا موتور" و"فولكس واجن" إلى فرصةِ نمو لشركةٍ عالميّةٍ متخصّصةٍ في تصنيع الرقائق الالكترونيّة.

وفي هذا السياق، قال مايك هوجان، رئيس وحدة أعمال السيارات في شركة "غلوبال فاوندريز"، أن الشركة تُدير مصانعها بقدرة تشغيليّة غير مسبوقة، حيث تُعطي الأولويّة لإنتاج الرقائق الالكترونيّة الخاصة بالسيارات من أجل تلبيّة الطلب المتزايد عليها.

وتتوقّع الشركة المملوكة بالكامل لصندوق الثروة السياديّة في أبو ظبي أن تزيد إيرادات القطاع بأكثر من الضعف هذا العام.

وقال هوجان في مقابلة أُجريتْ معه: "ما نُنتجه حالياً هو إنتاجٌ قياسي، وما نُنفقه لزيادة هذه الكميّة هو ضعف ما أنفقناه في عام 2020".

وفي الواقع، تحتاج صناعة السيارات إلى كل المساعدة التي يمكنها الحصول عليها لحلّ مشكلة التوريد التي تُهدّد مصانع السيارات في جميع أنحاء العالم. حيث تَعطّل الإنتاج خلال عمليات الإغلاق العام الماضي بهدف احتواء انتشار فيروس كوفيد-19، إلا أنّ الطلب انتعش بسرعةٍ تفوق المتوقّع، وقد شكّل ذلك تحدّيًا لشركة "غلوبال فاوندريز" ونظيرتها الأكبر شركة "تايوان لصناعة أشباه الموصلات"، التي تحتاج إلى شهور لإنتاج الرقائق الالكترونيّة، كما يتعيّن عليها أيضًا تلبيّة الشهيّة الشرهة لشركات تصنيع الهواتف الذكيّة، ووحدات التحكّم في الألعاب وأجهزة الكمبيوتر.

نقص الرقائق الالكترونيّة

وقد حذّر صانعو السيارات، بما في ذلك شركات مثل تويوتا، وفولكس فاجن، ودايملر، ونيسان موتور، وهوندا موتور، وفورد موتور، وفيات كرايسلر من أنّ نقص الرقائق الالكترونيّة يُؤثّر على إنتاجهم.

والجدير بالذكر أنه عادةً ما تستهلك شركات الإلكترونيّات الاستهلاكيّة، بما في ذلك شركة "آبل"، كميّاتٍ أكبر من المسابك مقارنةً بشركات صناعة السيارات، حيث أن سوق الهواتف الذكيّة السنوي وحده يتجاوز مليار جهاز، مقارنة بأقل من 100 مليون سيارة.

هذا وتُدير شركة "غلوبال فاوندريز" مصانع في الولايات المتحدة وألمانيا وسنغافورة، وتُمثّل 7% من سوق المسابك العالميّة، وفقًا لبيانات "ترند فورس". في حين تُهيمن شركة TSMC التايوانيّة على حصة 54%، حيث تُعدّ هذه الشركات مسؤولةً عن تصنيع جزءٍ كبير من أشباه الموصلات في العالم، وتُخدّم شركات رقائق السيارات بما في ذلك "إنفينيون تكنولوجيز".

التصنيع المعقّد

في معرض حديثه، قال هوجان إن التوريد لقطاع السيارات على المدى القريب "صعبٌ للغايّة"، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن عمليّة التصنيع المطوّلة لأشباه الموصلات تعني تكبّد العملاء للخسائر بسبب توقّعهم الخاطئ للطلب، وأشار إلى أن شركة "غلوبال فاوندريز" تُضاعف نفقاتها الرأسماليّة هذا العام لأنها تُوسّع عروضها لشركات صناعة السيارات.

ونوّه هوجان إلى أن شُحّ العرض الذي يُؤثّر على صناعة السيارات "يمكن التحكّم فيه نسبيًا" على المدى الطويل لأن الطلب الإجمالي من القطاع ما يزال ضئيلاً مقارنةً بما تطلبه الصناعات الأخرى.

وأضاف: "أعتقد أن هذا سيدفع سوق السيارات لإدراك مدى أهميّة تكنولوجيا أشباه الموصلات، وسينتهي المطاف بصناعة السيارات - مثل صناعة الهواتف الذكيّة وصناعة الكمبيوتر الشخصي - بقضاء المزيد من الوقت مع الشركاء في شركات المسابك لضمان تأمين الكميّة المطلوبة اليوم وغدًا وبعد غد."