صادرات تايلندا تجني مكاسب قياسية مع تزايد الحمائية الغذائية

يتم وضع حبوب الأرز في شاحنة مقطورة من آلة حصاد أثناء حصاد حقل أرز في مقاطعة سارابوري، تايلندا.
يتم وضع حبوب الأرز في شاحنة مقطورة من آلة حصاد أثناء حصاد حقل أرز في مقاطعة سارابوري، تايلندا. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يبدو أن تايلندا، أحد المصدرين الرئيسيين للسكر والدجاج والأرز، ستستفيد من القيود التي تفرضها الدول الآسيوية المجاورة على تصدير السلع الزراعية، لحماية المستهلكين من ارتفاع الأسعار.

شهدت الأيام القلية الماضية حظر ماليزيا لصادرات الدواجن، كما اتخذت الهند خطوات مماثلة لزيادة السكر المتاح في السوق المحلي.

يرحب المنتجون التايلانديو،ن بتصاعد الحمائية الغذائية وارتفاع الأسعار، في ظل ما يتمتعون به من موسم حصاد وافر هذا العام، بعد موجات متتالية من الجفاف.

كما ساعد التراجع الحاد في سعر صرف البات التايلاندي، ليسجل أدنى مستوى خلال 5 سنوات في وقت سابق من الشهر الجاري، في جعل صادرات البلاد أرخص نسبياً.

حرب أوكرانيا تعزز الحمائية الغذائية في آسيا

ارتفعت أسعار المواد الغذائية عالمياً لتسجل أعلى مستوياتها منذ عدة سنوات، في ظل تزامن تعافي الاقتصاد من الوباء، مع غزو روسيا لأوكرانيا، ما أدى إلى اضطراب إمدادات السلع الزراعية.

تبدو صادرات تايلندا من المواد الغذائية هذا العام أنها ستتجاوز توقعات معهد الغذاء الوطني الصادرة في يناير بوصولها مستوى قياسي عند 1.2 تريليون بات (35 مليار دولار).

مطبخ العالم

قال سيريفوثي سيامفاكي، مدير شركة "كاسيت تاي شوجر" (Kaset Thai Sugar)، ونائب رئيس مجلس الإدارة السابق لمؤسسة "تاي شوجر ميلرز" (Thai Sugar Millers)، التي تمثل اتحاد المنتجين: "نستفيد من استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية في ظل تواصل الحرب وأزمة الإمدادات الغذائية.. من المستبعد أن تعاني تايلندا من نقص الغذاء مثل باقي البلدان لأنها مطبخ العالم".

تتوقع رابطة المنتجين قفزة في صادرات السكر التايلاندية بنسبة 40% على الأقل، في موسم 2021-22. بينما ارتفعت أسعار السلع عالمياً بنحو 25% خلال العام الماضي، وقد يدفع التحرك الهندي لتقييد الصادرات نحو مزيد من الصعود.

قال سيريفوثي إن المنتجين المحليين يؤجلون توقيع عقود المحصول الآجلة في ظل توقعات ارتفاع الأسعار.

تتوقع الحكومة أن تسجل صادرات الأرز، أكبر شحنات تايلندا الزراعية، أعلى مستوى لها في 4 سنوات لتبلغ 8 ملايين طن متري على الأقل هذا العام.

ارتفعت أسعار الحبوب بنحو 30%، في شيكاغو خلال العام الماضي.

ماكينة حصاد أرز تستخدم في الحصاد بحقل في مقاطعة سارابوري، في تايلندا، يوم الأربعاء 1 ديسمبر 2021. وافق مجلس الوزراء التايلاندي على برامج لدعم دخل مزارعي الأرز والذرة والكاسافا بقيمة 828 مليون دولار، وسط ارتفاع أسعار الأسمدة بسبب أزمة الطاقة العالمية.
ماكينة حصاد أرز تستخدم في الحصاد بحقل في مقاطعة سارابوري، في تايلندا، يوم الأربعاء 1 ديسمبر 2021. وافق مجلس الوزراء التايلاندي على برامج لدعم دخل مزارعي الأرز والذرة والكاسافا بقيمة 828 مليون دولار، وسط ارتفاع أسعار الأسمدة بسبب أزمة الطاقة العالمية. المصدر: بلومبرغ

قال تشوكيات أوفاسونغسي، الرئيس الفخري لـ"الاتحاد التايلاندي لمصدري الأرز"، إن تايلندا شهدت طلباً متسارعاً على الأرز، من عدة دول من بينها العراق، لكن قد يدفع ارتفاع الأسعار المشترين إلى الانتظار والترقب. وأشار أوفاسونغسي إلى أن التجارة تحتاج إلى مراقبة عن كثب، رغم عدم فرض أي دولة قيوداً على صادرات الأرز حتى الآن.

أفريقيا تتجه لبدائل أرخص بعد ارتفاع أسعار القمح

تُعدُّ الدواجن أكبر السلع تحقيقاً لعوائد التصدير في تايلندا بعد الأرز، لذلك من المفترض أن تستفيد من حظر ماليزيا للتصدير. ويتوقع "اتحاد مصدري الدجاج الجاهز" زيادة الصادرات لتصل إلى 950 ألف طن هذا العام، من 930 ألف طن عام 2021.

دجاج داخل مزرعة دواجن في سونغاي بانجانغ، بسيلانغور، في ماليزيا، يوم الأربعاء 25 مايو 2022. قال رئيس الوزراء الماليزي إسماعيل صبري يعقوب يوم الإثنين، إن دولته ستوقف تصدير 3.6 مليون دجاجة شهرياً اعتباراً من 1 يونيو، والتحقيق في الاتهامات المتعلقة برفع كارتل محتكر الصناعة للأسعار. ومن المرجح أن تتضرر سنغافورة، التي تستورد ثلث إمداداتها من ماليزيا، بسبب تلك الخطوة، وكذلك تايلندا وبروناي واليابان وهونغ كونغ
دجاج داخل مزرعة دواجن في سونغاي بانجانغ، بسيلانغور، في ماليزيا، يوم الأربعاء 25 مايو 2022. قال رئيس الوزراء الماليزي إسماعيل صبري يعقوب يوم الإثنين، إن دولته ستوقف تصدير 3.6 مليون دجاجة شهرياً اعتباراً من 1 يونيو، والتحقيق في الاتهامات المتعلقة برفع كارتل محتكر الصناعة للأسعار. ومن المرجح أن تتضرر سنغافورة، التي تستورد ثلث إمداداتها من ماليزيا، بسبب تلك الخطوة، وكذلك تايلندا وبروناي واليابان وهونغ كونغ المصدر: بلومبرغ

قال محلل معهد "أر إتش بي للأبحاث"، سون وي سيانغ، في مذكرة بحثية اليوم الأربعاء، إن شركة "تشاروين بوكفاند فودز" (CharoenPokphand Foods)، التايلاندية لإنتاج اللحوم، المملوكة لعائلة الملياردير شيرافانونت، تتمتع بوضع قوي يسمح لها بتلبية الزيادة في الاستهلاك نتيجة تعافي ما بعد الجائحة.

من جهته، أوضح كوكريت أريباغور، مدير اتحاد منتجي الدواجن: "هناك طلب قوي للغاية في أوروبا واليابان على الدواجن التايلاندية بالتزامن مع تخفيف القيود الاقتصادية". بينما يمثل الطلب الصيني مصدر قلق، بسبب الإغلاق لمنع تفشي الفيروس، وعمليات التفتيش الصارمة على الواردات.