النفط الروسي يجوب العالم بحثاً عن مشترين بعد تزايد الإحجام الأوروبي

أسواق النفط الأوروبية لم تعد الأفضل أمام النفط الروسي
أسواق النفط الأوروبية لم تعد الأفضل أمام النفط الروسي المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يعاني منتجو النفط الخام الروسي من صعوبة متزايدة للبيع في أسواقهم الأوروبية التقليدية منذ هجوم الرئيس فلاديمير بوتين على أوكرانيا.

في حين فشل الاتحاد الأوروبي حتى الآن في فرض حظر على واردات النفط من روسيا، فإن ذلك لم يمنع مصافي التكرير في الكتلة من تجنب شحنات النفط الخام المنقولة بحراً من محطات تصدير بحر البلطيق الرئيسية. وأصبح هذا التحوّل أكثر وضوحاً منذ تاريخ 15 مايو، والذي شهد تنفيذ عقوبات الاتحاد الأوروبي الأكثر صرامة على القطاع المصرفي.

يعتبر حجم تجنّب أوروبا للنفط الروسي أمراً حيوياً للسوق العالمية، إذ اضطرت مصافي التكرير في القارة للاستعاضة عنه بتكديس النفط الخام المميّز في السوق، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار.

أُجبرت الشحنات المنقولة من الميناءين الروسيين على بحر البلطيق، "بيرمورسك" (Primorsk) و"أوست - لوغا" (Ust-Luga)، على القيام برحلات أكثر طولاً إلى مصافي التكرير الآسيوية، ومجموعة المشترين في البحر الأبيض المتوسط. توقفت تقريباً عمليات التسليم إلى الوجهات التقليدية في هولندا وفرنسا.

اقرأ أيضاً: من ينقل النفط الروسي بعد تخلي كبار التجار عن موسكو؟

حدث التحوّل جديّاً منذ منتصف شهر مارس، بعدما بدأ المشترون وأصحاب الشحنات الأوربيين الإحجام عن البراميل الروسية. كما صعّبت عقوبات الاتحاد الأوروبي الأكثر صرامة بتاريخ 15 مايو من شحن النفط إلى الدول الأوروبية.

قال مايك مولر، رئيس قسم آسيا في مجموعة "فيتول" (Vitol)، أكبر متداول نفط مستقل في العالم، عبر بودكاست من إنتاج "غلف إنتيليجنس" (Gulf Intelligence)في دبي: "منعت عقوبات الاتحاد الأوروبي الكثير من الأشياء بدءاً من 15 مايو. لا يُمكن للنظام المصرفي العالمي الدفع ببساطة لأعمال الكيانات الروسية".

حصد شمال غرب أوروبا قبل الغزو ما يزيد عن 70% من كافة شحنات خام الأورال المشحونة عبر بحر البلطيق، لتتراجع إلى أقل من 40% بعد الغزو. ورغم صعوبة الحكم بشكل نهائي من خلال أيام قليلة من الشحنات، إلا أن التدفقات لدول شمال أوروبا انخفضت بشكل أكبر منذ 15 مايو حتى الوقت الحالي، لتصل إلى 20% فقط من الإجمالي. تبلغ شحنات بحر البلطيق نحو 100 ألف طن للشحنة الواحدة.

اقرأ أيضاً: نوفاك: النفط الروسي الذي رفضته أوروبا سنصدره إلى آسيا ومناطق أخرى

تزامنا مع ذلك، تُعدُّ وفرة الشحنات إلى البحر الأبيض المتوسط ​​مُضلّلة، حيث انتهت غالبية الشحنات من "بريمورسك" إلى المنطقة، إما في تركيا أو في مصفاة مملوكة لشركة النفط الروسية "لوك أويل" (Lukoil) بجزيرة صقلية الإيطالية. وسُلمت ثلاث شحنات فقط تم تحميلها في "بريمورسك" في أماكن أخرى من البحر الأبيض المتوسط منذ الغزو.

قد يكون للعقوبات الذاتية والتدابير الأخرى ضد روسيا في أعقاب غزو أوكرانيا تأثير متواضع على إجمالي أحجام صادرات النفط الخام الإجمالية، لكنها تُجبر الصادرات من الموانئ الغربية في البلاد بشكل متزايد على القيام برحلات أكثر طولاً وتكلفة إلى مناطق أخرى.