إلغاء قيود السفر ينعش وظائف الطيران ومطار سنغافورة يحتاج 6600 وظيفة

إلغاء القيود على الحدود والحجر الصحي الإلزامي تحدٍ جديد أمام الطيران العالمي
إلغاء القيود على الحدود والحجر الصحي الإلزامي تحدٍ جديد أمام الطيران العالمي المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

مع إلغاء القيود على الحدود والحجر الصحي الإلزامي، ظهر تحدٍ جديد أمام الطيران العالمي، ألا وهو إعادة تعيين الموظفين بسرعة كافية للتعامل مع انتعاش السفر الجوي الذي يُجهد الصناعة بالفعل.

إعادة فتح حدود سنغافورة في عصر "أوميكرون"

تستضيف سنغافورة، التي عاودت فتح حدودها مرة أخرى، معرضاً للوظائف لمدة يومين حتى 28 مايو، حيث يستهدف الجميع من الخريجين إلى المهنيين في منتصف حياتهم المهنية وعمال الطيران السابقين الذين استقالوا خلال أزمة كورونا. وهناك أكثر من 6,600 وظيفة متاحة في مطار الدولة الذي غالباً ما يحصد الأصوات على أنه الأفضل في العالم.

تعافي السفر الجوي في آسيا من كورونا قد يستغرق 3 أعوام

تتمثل المهمة في جذب الناس للعمل في صناعة دمرها الفيروس. حيث أثّر فقدان الوظائف وخفض الأجور على العاملين في مجال الطيران بشدة، وشغل الكثير منهم وظائف أخرى أقل تقلباً. مما نتج عن ذلك نقص في القوى العاملة للتعامل بشكل صحيح مع الانتعاش. واجه مطار سيدني صعوبات في مواجهة قوائم الانتظار واضطرابات الرحلات الجوية، في حين أضر نقص الموظفين في مطار هيثرو بلندن بأرباح شركة الخطوط الجوية البريطانية "آي إيه جي" (IAG).

تعمل الخطوط الجوية السنغافورية، الناقل الوطني للبلاد، على تعزيز قوتها العاملة مع عودة السفر إلى أحد أكبر مراكز الطيران في آسيا. حيث ذكرت صحيفة ستريتس تايمز نقلاً عن الرئيس التنفيذي جوه تشون فونغ أن شركة الطيران تخطط لتوظيف حوالي 2,000 من أطقم الطائرات بحلول مارس 2023.

كورونا يؤجل "فقاعة السفر" بين أستراليا وسنغافورة لنهاية 2021

التغيير الوظيفي

قال جيسون سوم، المحلل في "دبي بي إس بنك": "قد يُفكّر الناس مرتين قبل العودة إلى مثل هذه الصناعة المتقلبة، خاصة مع مخاوف النمو الاقتصادي التي تلوح في الأفق".

أرسلت شركة "كاثي باسيفيك إيرويز" في هونغ كونغ، التي شهدت تقلص قوتها العاملة بنسبة 37% من أعلى مستوى لها في عام 2019 إلى نهاية عام 2021، رسائل بريد إلكتروني إلى مئات من أطقم الطائرات السابقين لسبر مدى اهتمامهم بالعودة إلى الشركة، وفقاً لما ذكره شخص مطلع على المسألة. وهي مهمة شاقة لشركة نقل تعرضت لضربات أكبر من معظم أقرانها بسبب قيود السفر في هونغ كونغ.

في تقرير الاستدامة لعام 2021 الصادر مؤخراً، قالت شركة "كاثي باسيفيك" إن عدد الموظفين الدائمين الذين تركوا طواعية قفز إلى 17%. وكانت أعمار خمسي المغادرين تحت سن الثلاثين، في إشارة إلى أن الشباب ربما استنتجوا أن الطيران ليس مهنة قابلة للاستمرار.

أما في الولايات المتحدة، التي أعيد فتحها بشكل أسرع من آسيا، فقد ألغت شركة "ساوثويست إيرلاينز" وشركة "أمريكان إيرلاينز غروب" آلاف الرحلات العام الماضي جزئياً بسبب مشاكل الطاقم. كذلك أوقفت شركة الطيران الهولندية "كيه إل إم" بيع الرحلات الجوية من مركزها الرئيسي في أمستردام شيفول بسبب النقص الحاد في موظفي أمن المطار.

تفشي "كورونا" في الهند يعرقل انتعاش قطاع السفر العالمي

ضغوط السفر

يشعر ركاب الخطوط الجوية، الذين حرموا من خيارات السفر لفترة طويلة، بالإحباط عندما أصبح تأثير نقص الموظفين واضحاً. وفقاً لـ "سيتا باغيج آي تي إنسايتس"، أساءت شركات الطيران التعامل مع عدد أكبر من الحقائب بنسبة 24% في عام 2021 مقارنة بعام 2020، مع استئناف الرحلات الدولية ورحلات المسافات الطويلة. وفي الهند، قال 79% من العملاء إن الخدمة وسلوك موظفي الخطوط الجوية قد تدهورا بشكل حاد منذ كوفيد، حسبما أظهر استطلاع أجرته "بلومبرغ نيوز".

فضلاً عن ذلك، قالت شركة تشغيل المطار إن التوظيف في مطار شانغي في سنغافورة سيركز على مواقع خدمة الركاب في الخطوط الأمامية، والشحن، وتجارة التجزئة، والتنظيف. مع الإشارة إلى أنه قبل كوفيد، ساهم النقل الجوي والإنفاق من قبل السياح الأجانب الذين وصلوا إلى سنغافورة عن طريق الجو بنسبة 11.8% في الاقتصاد المحلي ودعم 375,000 وظيفة، وفقاً لاتحاد النقل الجوي الدولي.

كما تبحث مجموعة كبيرة من الشركات عن المواهب في معرض الوظائف، بما في ذلك شركة "برات أند ويتني إنجين سيرفيسز "، والمشغل المعفى من الرسوم الجمركية "لوت ترافل ريتيل سنغافورة"، وشركة "ساتس".

هناك وظائف مفتوحة لموظفي الخدمة في صفوف تسجيل الوصول، ومفتشي الطعام، وخدمات الطوارئ، وفقاً لمطار شانغي.

الباحثون عن عمل

بعد ظهر يوم الجمعة، تجوّل ما لا يقل عن 500 باحث عن عمل - بما في ذلك اليافعون الذين يرتدون الزي المدرسي - في قاعة المؤتمرات في وسط الحي التجاري في سنغافورة، وتحدثوا مع أصحاب العمل المحتملين. حيث كان لديهم خيار التعبير عن الاهتمام بالتقدم لشركة معينة، ثم الذهاب فوراً لإجراء المقابلات في أكشاك صغيرة. وفي قاعة مؤقتة مجاورة، ألقى موظفو الطيران ذوو الخبرة كلمات حول وظائفهم.

في هذا الصدد، كانت تشانديل تشونغ، البالغة من العمر 25 عاماً والمتدربة مع شركة "دناتا" (Dnata)، ذراع خدمات الطيران في "مجموعة الإمارات" (Emirates Group)، تبحث عن فرص في شركة "يونايتد بارسل سيرفيسز" (United Parcel Services)، وشركة "سكوت" (Scoot) التابعة لشركة "الخطوط الجوية السنغافورية" (Singapore Airlines)، وشركة "سفران" (Safran) الفرنسية، وتشونغ متفائلة في سنتها الأخيرة من دراسة إدارة النقل الجوي.

حيث قالت "أنا متدربة في "دناتا"، لذلك نرى التقدم بشكل مباشر والصناعة تزدهر مرة أخرى؛ ونحن أكثر تفاؤلاً، حيث رأينا الإمكانات".

يُشار إلى أن "دناتا" تتطلع إلى توظيف 300 موظف على الأقل في النصف الثاني من العام، وفقاً لميشيل وون، مديرة الموارد البشرية في الشركة.

انتعاش سنغافورة

جرى استئناف العمل في المبنى رقم 5 في مطار شانغي بسنغافورة بعد توقفه قبل عامين، في حين توجد هناك أيضاً خطط لإعادة افتتاح المبنى رقم 2 في نهاية هذا الأسبوع. وقد عادت حركة الركاب في المطار إلى ما يقرب من 50% من مستويات ما قبل كوفيد بعد أن كانت أقل من 20% في منتصف مارس.

حيث قال مطار شانغي في بيان له " المزيد من الرحلات الجوية والركاب يعني أن هناك حاجة للمزيد من موظفي المطار لدعم هذا النمو؛ حيث يُقدّم شركاء المطار رواتب وحوافز تنافسية في السوق وآفاق وظيفية أفضل".

من بينها، عرضت "ساتس" مكافأة انضمام قدرها 5,000 دولار سنغافوري (3,650 دولاراً أمريكياً) لوظائف مناولة الأمتعة وتقديم الطعام التي تدفع بحد أقصى 3,000 دولار سنغافوري شهرياً.