في الوقت الذي أصبح فيه نقص الغذاء وارتفاع الأسعار مصدر قلق كبير للحكومات في جميع أنحاء العالم، تبذل الصين قصارى جهدها للتأكد من استمرار موسم حصاد القمح الصيفي دون أي عقبات.
شدد رئيس الوزراء، لي كه تشيانغ، على أن جني المحاصيل يجب أن يستمر دون عوائق، وأعطى تعليمات خاصة لاجتماع عمل الحصاد الصيفي الوطني أواخر الأسبوع الماضي، وفقاً لتقرير نشرته وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، وأشار إلى أنه لا ينبغي للسلطات المحلية أن تضع عقبات لأي سبب من الأسباب، كما أن كل من يتقاعس عن أداء واجباته سيحاسب.
وتأتي التعليمات بعد أن اضطر المزارعون في بعض أجزاء الصين إلى مواجهة قيود صارمة تتعلق بالفيروس منعتهم من حرث حقولهم وزرع البذور. ودائماً يُعدّ الأمن الغذائي قضية مهمة بالنسبة لبكين، لكنه بالغ الأهمية العام الجاري بشكل خاص نتيجة ارتفاع الأسعار العالمية للعديد من السلع الزراعية بسبب الطقس القاسي وغزو روسيا لأوكرانيا، بجانب تقييد مجموعة من الدول للصادرات الغذائية لتأمين الإمدادات المحلية.
بدأ المزارعون الصينيون في جني المحاصيل مثل القمح وزراعة الذرة وفول الصويا اعتباراً من أواخر مايو، مع بدء الحصاد في الأجزاء الجنوبية الأكثر دفئاً من البلاد والانتقال تدريجياً إلى الشمال، والحصاد هو مفتاح تحقيق أهداف الإنتاج الغذائي السنوية في بكين ويمكن أن يؤدي النقص إلى ارتفاعات حادة في الأسعار.
قال غاري نغ، كبير الاقتصاديين في "ناتيكسيز" (Natixis SA): "مع تزايد النزعات الحمائية على مستوى العالم على صادرات الغذاء، أصبح الإنتاج المحلي في الصين أكثر أهمية من أي وقت مضى للحفاظ على استقرار العرض وكبح جماح التضخم"، مضيفاً أن بكين ستحتاج إلى محاولة تحقيق توازن بين الأمن الغذائي والإغلاقات.
يبذل رئيس الوزراء "لي" جهوداً لضمان ألا تُضحّي بكين بالكثير من النمو الاقتصادي لأنها تتمسك بسياستها الصارمة "صفر كوفيد"، وفي القطاع الزراعي، كانت هناك أيضاً مجموعة من الجهود الأخرى لضمان مضي عملية حصاد الصيف بسلاسة: