بنك أوف أمريكا: الجنيه الإسترليني مهدد بأزمة تظهر عادةً بالأسواق الناشئة

ورقة نقدية من فئة عشرين جنيهاً إسترلينياً وعملات جنيه إسترليني واحد في لندن، المملكة المتحدة.
ورقة نقدية من فئة عشرين جنيهاً إسترلينياً وعملات جنيه إسترليني واحد في لندن، المملكة المتحدة. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يقول الإستراتيجيون في "بنك أوف أمريكا" إنه يتعين على المستثمرين التحوط من أزمة "وجودية" تهدد الجنيه الإسترليني الذي يواجه تحديات تُلاحَظ عادة في عملات الأسواق الناشئة.

قال المحلل الإستراتيجي، كمال شارما، في مذكرة، إن مواصلة بنك إنجلترا رفع الفائدة لن يكون كافياً لإنقاذ الجنيه. وبدلاً من ذلك، هناك خطر يتمثل في أن يجتمع عجز الحساب الجاري في الدولة، وتدهور علاقتها مع الاتحاد الأوروبي بسبب إيرلندا الشمالية، والشكوك حول مصداقية البنك المركزي لخلق "عاصفة مثالية".

أزمة سيولة تلوح في أفق سوق الائتمان البريطانية وسط مخاوف الركود

كتب شارما في مذكرة: "بينما لا نرغب في المبالغة في محنة الجنيه الإسترليني باعتبارها نوعاً ما سيناريو "يوم الحساب"، نحن قلقون من أن الاستقطاب المتزايد في المشهد السياسي البريطاني يضعف الجنيه بطرق تشبه تلك التي نشهدها في الأسواق الناشئة.. نحن نستشعر أن شيئاً يتغير في بريطانيا، وأصبح بنك إنجلترا أكثر صعوبة في التوقع، وأقل شفافية، وهناك فشل في مناقشة والاعتراف بمسألة أن بريكست كان بمثابة رياح معاكسة قوية لجانب العرض، وهناك شعور بأن بنك إنجلترا يفقد السيطرة على تأدية مهمته".

ليست هذه هي المرة الأولى في السنوات الماضية التي يرسم فيها إستراتيجيو وول ستريت أوجه تشابه بين العملة البريطانية والأسواق الناشئة، وأُجريت المقارنة أثناء رحلة خروج بريطانيا المضطربة من الاتحاد الأوروبي، وحينها تسببت عناوين الأخبار السياسية في تقلب الجنيه الإسترليني، ما فصل أداءه عن أقرانه الرئيسيين. شبّه المحللون الإستراتيجيون في "بنك أوف أمريكا" سلوك الجنيه الإسترليني بعملة سوق ناشئة سابقاً.

هجمات سياسية

واجه بنك إنجلترا هجمات سياسية الشهر الجاري بسبب استجابته للتضخم الذي بلغ أسرع معدل له منذ أربعة عقود، ورغم الزيادات الأربع لأسعار الفائدة منذ ديسمبر، وترجيح أسواق المال للمزيد في كل قرار من قرارات البنك المركزي الخمسة المقبلة، فإن الجنيه الإسترليني هو ثالث أسوأ العملات الرئيسية أداءً العام الجاري.

قال فاسيليوس غيوناكيس، الإستراتيجي في "سيتي غروب"، والذي يوصي بالرهان ضد الجنيه ولصالح اليورو: "في مرحلة يزيد بها عدم اليقين حول النمو المحلي، وتظهر علامات على التفكك الإقليمي ومخاطر مرتبطة بإيرلندا الشمالية، ستجد بريطانيا صعوبة متزايدة في جذب تدفقات المحافظ لتمويل عجز آخذ في الاتساع في الحساب الجاري".

موجة رهانات ضد الجنيه الإسترليني بدأت تتشكل

أكد شارما من "بنك أوف أمريكا" على أنه لا يقول إن الجنيه الإسترليني هو عملة سوق ناشئة، بل يرى أن المستثمرين ينظرون بشكل متزايد إلى العملة على أنها تأخذ خصائص الدول النامية، ويوصي العملاء بالتحوط من مخاطر "أزمة يقودها الحساب الجاري" من خلال محافظ مرنة للأسواق المتقلبة.

وقال شارما: "عجز الحساب الجاري البريطاني ليس ظاهرة جديدة، لكن ما تغير هو ظروف السيولة والتداول على الجنيه الإسترليني الذي يواجه واحدة من أصعب الظروف الاقتصادية الكلية والسياسية في جيل تقريباً.. وما يدهشنا، رغم أن الجنيه الإسترليني واحدٌ من العملات الأكثر تداولاً في العالم، هو طريقة استسلامه بانتظام لحالات نضوب السيولة منذ 2016".