عملات الأسواق الناشئة مهددة بفقد الزخم مع احتمالات تدهور الاقتصاد العالمي

صورة جورج واشنطن على ورقة الدولار الأمريكي
صورة جورج واشنطن على ورقة الدولار الأمريكي المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تتأهب عملات الأسواق الناشئة لأن يتعثر انتعاشها هذا الشهر، وسط مؤشرات فنية وتوقعات اقتصادية محدودة للغاية تدلّ على ذلك. فقد أدى ارتفاع مؤشر "إم إس سي آي" لعملات الأسواق الناشئة بـ2% تقريباً مندفعاً نحو منطقة ذروة الشراء نتيجة مقاييس الزخم الرئيسية، بعد أسابيع فقط من ارتفاعه عن أدنى مستوى له في 18 شهراً. لم تغلق سلة العملات أيضاً فوق مستوى المقاومة الرئيسي على رسوم "فيبوناتشي" البيانية التي تتم متابعتها عن كثب.

التوقعات التي تشير إلى تدهور النمو العالمي تفاقم الرياح المعاكسة، في ظل مخاطر أن يؤدي تباطؤ نمو اقتصاد الصين والحرب في أوكرانيا والارتفاعات الشديدة لأسعار الفائدة، إلى حدوث ركود في جميع أنحاء العالم. وقد حذّر البنك الدولي من هذا السيناريو، والذي سيشهد تدفق الأموال إلى أصول الملاذات الآمنة المقوّمة بالدولار على حساب الاقتصادات النامية.

قالت جين فولي، رئيسة إستراتيجية العملات الأجنبية في "رابون بنك" (Rabobank) في لندن، والتي تبدي نظرة حذرة إزاء أصول الأسواق الناشئة: "هناك الكثير من المخاطر بشأن النمو العالمي، والتي يمكن أن تدعم الدولار وتُقوِّض عملات الأسواق الناشئة على المدى المتوسط".

قال غالفين شيا، المحلل الإستراتيجي لأسواق العملات الأجنبية في شركة "نات ويست ماركتس" (Natwest Markets) في سنغافورة: "برأيي، فإن التحركات الأخيرة تمثل ارتفاعاً في المخاطر على المدى القصير"، مضيفاً بأنه لكي يتحول الدولار إلى مستوى أضعف بطريقة أكثر استدامة مما شهدناه مؤخراً، فإن النمو الاقتصادي في بقية أنحاء العالم لابد أن يتفوق من حيث الأداء، وهذا يبدو غير مرجّح في الوقت الحالي.

نظرة طويلة الأمد

لا يزال المضاربون على العملات ينظرون إلى الدولار نظرة طويلة الأمد حيث زادوا رهاناتهم على مكاسبه هذا الشهر، على الرغم من أنهم أقل تفاؤلاً بكثير مما كان عليه في بداية العام، وفقاً لبيانات لجنة تداول العقود الآجلة للسلع. وانخفض مؤشر "بلومبرغ" للسعر الفوري للدولار بنحو 3% من أعلى مستوى وصل إليه في 12 مايو، بعد ارتفاعه بـ9% تقريباً إلى تلك النقطة من أدنى مستوى في منتصف يناير.

مما لا شك فيه، يبدو أنه ليست كافة الأسواق الناشئة تستعد لحالة توقف، ويتمتع بعضها، لاسيما في آسيا، بالمزيد من فرص مواصلة الارتفاع، وذلك وفقاً لخبراء إستراتيجيين بالمنطقة.

قال إيدي تشيونغ، محلل العملات بالأسواق الناشئة في "كريدي أغريكول سي آي بي" (Credit Agricole CIB) ومقره هونغ كونغ: "مقومات الدعم الأساسي لآسيا أقوى مقارنة بالمناطق الأخرى." ويتوقع تشيونغ ارتفاعاً بنهاية العام الحالي لعملات الأسواق الناشئة في آسيا، وذلك في حال أظهر الاقتصاد الصيني واليوان إشارات على الاستقرار.

عملات الدول المستوردة للسلع

من جانبه، قال كليمنت نيل، مدير محافظ ديون الأسواق الناشئة في "بي إن بي باريبا أسيت مانجمنت" (BNP Paribas Asset Management)، إن عملات الدول المستوردة للسلع الأساسية مثل الهند لابد أنها تستفيد إذا ضعفت أسعار المواد الخام في ظل تباطؤ عالمي متوسط. وأضاف أن البات التايلندي "يوفر قيمة جيدة" وسيستفيد من انتعاش السياحة.

هناك عدد كبير من المؤشرات التي من المقرر أن توفر للمستثمرين إشارات على عملات الأسواق الناشئة، بما في ذلك الناتج المحلي الإجمالي الهندي، ومؤشرات مديري المشتريات للصين والتضخم في كوريا الجنوبية.

البيانات الاقتصادية الآسيوية الرئيسية المرتقبة هذا الأسبوع:

  • الثلاثاء 31 مايو: بيانات الناتج المحلي الإجمالي للهند، ومؤشر مديري المشتريات في الصين، ومبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي في اليابان، والإنتاج الصناعي في كوريا الجنوبية، وميزان المدفوعات للحساب الجاري في تايلندا، وثقة الأعمال في نيوزيلندا
  • الأربعاء 1 يونيو: الناتج المحلي الإجمالي في أستراليا، وبيانات تجارة كوريا الجنوبية؛ ومؤشر مديري مشتريات التصنيع "كايكسن" (Caixin) في الصين، ومؤشرا مديري مشتريات التصنيع في تايوان والهند
  • الخميس 2 يونيو: مؤشر أسعار المستهلكين ومؤشر مديري مشتريات التصنيع في إندونيسيا، واحتياطيات تايلندا الأجنبية، ومؤشر مديري المشتريات في سنغافورة، والميزان التجاري في أستراليا
  • الجمعة 3 يونيو: مؤشر أسعار المستهلكين في كوريا الجنوبية، ومؤشرا مديري المشتريات المركب والخدمي في الهند، بيانات أبريل لمبيعات التجزئة في سنغافورة.