روسيا تتبنى آلية جديدة لسداد سندات اليورو الدولية

شعار البنك المركزي الروسي الذي يجسد نسراً برأسين كما يبدو على عملة الروبل، وهو في الأصل شعار الإمبراطورية الروسية. بعدما منعت وزارة الخزانة الأمريكية روسيا من أن تسدد ديونها الدولارية من الحسابات التي تملكها في البنوك الأمريكية، بدأت موسكو عملية السداد بالروبل الروسي، وهو ما يعتبر بحسب وكالات التصنيف الائتماني تخلفاً عن السداد
شعار البنك المركزي الروسي الذي يجسد نسراً برأسين كما يبدو على عملة الروبل، وهو في الأصل شعار الإمبراطورية الروسية. بعدما منعت وزارة الخزانة الأمريكية روسيا من أن تسدد ديونها الدولارية من الحسابات التي تملكها في البنوك الأمريكية، بدأت موسكو عملية السداد بالروبل الروسي، وهو ما يعتبر بحسب وكالات التصنيف الائتماني تخلفاً عن السداد المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قال وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف، في مقابلة مع صحيفة "فيدوموستي"، إنَّ روسيا تبني طريقة لسداد ديون سندات اليورو الدولية، والتي من شأنها أن تتجنّب البنية التحتية المالية الغربية، التي أصبحت الآن محظورة في غالبيتها بسبب الحرب في أوكرانيا.

وقال سيلوانوف للصحيفة الروسية إنَّه يمكن للمستثمرين الأجانب فتح حسابات في البنوك الروسية بالروبل والعملة الأجنبية لتلقي المدفوعات. وباختصار؛ إنَّها صورة عكسية للطريقة التي تدفع بها الدول الأوروبية الآن مقابل الغاز الروسي، وهو ما يعني تجنّب العقبات التي تفرضها العقوبات.

إذ أوضح: "هذه هي الطريقة التي تُسدد بها مدفوعات الغاز: نحصل على العملات الأجنبية، ثم تُحوّل إلى الروبل" نيابة عن مشتري الغاز". "ستعمل آلية تسوية السندات الدولية بالطريقة نفسها، ولكن في الاتجاه المعاكس".

كذلك صرّح سيلوانوف لتلفزيون "روسيا 24" يوم الجمعة أنَّ روسيا ستعد النظام الذي يسمح لها بالتسوية مع مستثمري السندات الدولية دون ترخيص من المكتب الأمريكي لمراقبة الأصول الأجنبية قبل موعد مدفوعات الكوبونات التالية على السندات الدولارية المستحقة في 23-24 يونيو.

وقال إنَّ روسيا ستدفع السندات الدولية بالروبل، والتي يمكن تحويلها إلى عملة أخرى. كما أشار إلى أنَّه بالنسبة للسندات الدولية المقوّمة باليورو؛ فإنَّها ستُدفع باليورو، لأنَّ الاتحاد الأوروبي لم يعتمد قيوداً على المدفوعات باليورو.

التخلف عن السداد

الجدير بالذكر أنَّ روسيا تقترب من التخلف عن السداد بفعل العقوبات والقيود المفروضة كعقوبة على غزوها لأوكرانيا. وقد مُنعت البنوك والأفراد الأمريكيون من قبول مدفوعات السندات من الحكومة الروسية منذ يوم الأربعاء الماضي.

تعليقاً على الموضوع، قال كارل وونغ، رئيس الدخل الثابت في شركة "أفينيو أسيت مانجمنت" (Avenue Asset Management) في هونغ كونغ: "يبدو أنَّ هذه الآلية تعمل على الورق، إلا أنَّ هذه كلها قضايا فنية؛ والقضية النهائية هي متى توقف روسيا هذه الحرب، وإذا لم تفعل ذلك، فإلى متى يمكنها أن تتجنّب الانهيار في النظام المالي".

فضلاً عن ذلك، أشارت البيانات التي جمعتها "بلومبرغ" إلى أنَّ السندات الدولارية الروسية التي ينتهي أجلها في 2047 بلغت يوم الجمعة الماضي 17.3 سنت للدولار، بانخفاض عن 84.8 سنت قبل غزو أوكرانيا في 24 فبراير.

وقد عادت الأمة إلى العد التنازلي للتخلف عن السداد حيث لم تصل مدفوعات القسائم باليورو والدولار التي تبلغ قيمتها حوالي 100 مليون دولار إلى حسابات المستثمرين اعتباراً من مساء الجمعة، مما أدى فعلياً إلى بدء فترة سماح مدتها 30 يوماً.