أنصار "تسلا" المخلصون ينتشلون السهم من عثرته

سيارات "تسلا" في ساحة انتظار السيارات بعد وصولها إلى ميناء في يوكوهاما، اليابان.
سيارات "تسلا" في ساحة انتظار السيارات بعد وصولها إلى ميناء في يوكوهاما، اليابان. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

من الصعب أن تهتز قبضة "تسلا" على المغرمين بسهمها من المستثمرين الأفراد. فقد ظل هؤلاء المستثمرون ممن يشترون أسهمها صامدين حتى مع تصاعد الأزمات التي تواجهها منذ شهر أبريل الماضي، والتي أطلقت شرارة انخفاض مذهل في أسعار أسهم شركة صناعة السيارات الكهربائية. وبعد صعود السهم بنسبة 14% الأسبوع الماضي، فإن هؤلاء الأتباع المخلصين قد يعززون قوة هذا الارتداد مع بداية عودة المستثمرين مرة أخرى إلى الاستثمار في أسهم النمو.

قال فابيان بيرلي، محلل لدى شركة "فاندا ريسيرش" (Vanda Research): "شهدنا في شهر مايو أقوى إقبال شهري على شراء أسهم (تسلا) من قبل المستثمرين الأفراد منذ أغسطس 2020، عندما أعلنت الشركة أول تقسيم لسهمها".

إيلون ماسك يطمئن الخائفين على "تسلا" بأنه لن يغادرها

أضاف بيرلي: هناك "تحسن واضح في مستوى ثقة الأفراد في أسهم (تسلا) منذ بداية الشهر"، بصرف النظر عن سبب ذلك – سواء توقع تقسيم السهم مرة أخرى، أو أن مجموعة أنصار ماسك يضاعفون استثماراتهم بعد صفقة "تويتر"، أو مجرد مشتريات على السهم عند هبوط الأسعار.

سجل المستثمرون الأفراد في أسهم "تسلا" صافي شراء في شهر مايو بقيمة 708 ملايين دولار حتى يوم الجمعة الماضي، وهي ثاني أكبر قيمة مشتريات بين أسهم التكنولوجيا الكبيرة، بعد شركة "أبل".

كان سهم "تسلا" أعلى الرابحين على مؤشر "بورصة نيويورك فانغ+" (NYSE FANG+) الذي يضم عمالقة التكنولوجيا في الأسبوع الماضي، وثالث أكبر المساهمين في مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" عندما سجل أعلى زيادة أسبوعية منذ نوفمبر 2020.

هبطت أسهم "تسلا" بنسبة 35% منذ قمتها التي سجلتها مؤخراً في 4 أبريل الماضي، بسبب الأزمات التي تواجه أنشطة التصنيع التابعة للشركة في الصين ومخاوف المستثمرين المتعلقة بتباطؤ النمو الاقتصادي عالمياً.

"تسلا" تستأنف خلال أيام الإنتاج في مصنع شنغهاي

لم تساعد الشركة أيضاً تلك الجلبة التي نتجت عن عرض الرئيس التنفيذي إيلون ماسك شراء شركة "تويتر". غير أن سعر السهم ليس رخيصاً مقارنة بأقران "تسلا" إذ أن رأس المال السوقي للشركة البالغ 781 مليار دولار يتجاوز في قيمته رأس مال أي شركة سيارات عالمية أخرى.

ولأنصار ماسك من المستثمرين الأفراد علاقة وثيقة وهامة بتلك القوة.

قال ماتيو مالي، كبير استراتيجيي السوق لدى شركة "ميلر تاباك بلس" (+Miller Tabak): "هناك طريقة جيدة للنظر إلى هذا الوضع تتمثل في مقارنة المجموعة التي تنحاز إلى إيلون ماسك مع أنصار "بتكوين" والعملات المشفرة الأخرى حتى وقت قريب. فقد صنع ماسك منتجات تغير قواعد اللعبة في مجالات عديدة، ولذلك يتمتع بمستوى أعلى من الثقة...ولهذا السبب استطاع سهم الشركة أن يرتفع بنسبة جيدة حالياً بعد أن استقرت السوق بوجه عام، في حين مازالت (بتكوين) في معاناة وضعف".

لم ترد شركة "تسلا" على طلب للتعقيب.

ومع تزايد قدرة المستثمرين الأفراد على التأثير في أسواق الأسهم خلال السنوات الأخيرة، أدركت الشركات قيمة جذب هؤلاء المستثمرين عبر مناورات مثل تقسيم السهم، الذي يؤدي إلى تخفيض سعره ويجعله أكثر جاذبية لهذه الشريحة.

صفقة إيلون ماسك - "تويتر" تسلّط الضوء على مخاطر "تسلا" بالاعتماد على رجل واحد

عملاقا التكنولوجيا "ألفابت" و"أمازون" قامتا مؤخراً بتقسيم سهميهما في محاولة لجذب الأفراد.

في الواقع، كان الارتفاع الكبير الذي حققته "تسلا" في عام 2020 مدفوعاً جزئياً بسبب تقسيم السهم، وأعلنت الشركة عبر تغريدة في 28 مارس أنها تخطط لتقسيم آخر لسهمها.