ماذا تعني زيادة "أوبك+" الإنتاج لأسواق النفط العالمية؟

عامل يحمل مجموعة مختارة من عينات الزيوت أمام خزان نفط في مصفاة  تابعة لشركة "لوك أويل" في نيجني نوفغورود، روسيا.
عامل يحمل مجموعة مختارة من عينات الزيوت أمام خزان نفط في مصفاة تابعة لشركة "لوك أويل" في نيجني نوفغورود، روسيا. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أدى اجتماع تحالف "أوبك+" بشأن الإنتاج والذي كان مرتقباً بشدة أمس الخميس إلى إرباك السوق، مع إغلاق أسعار النفط مرتفعة بعد القرار.

وافق التحالف على زيادة الإنتاج بمقدار 648 ألف برميل يومياً لشهري يوليو وأغسطس، ما يزيد بنحو 50% عن تلك الأرقام المسجلة في الأشهر الأخيرة. لكن هناك شكوك حول قدرة التحالف على تحقيق الزيادات بشكل كامل، نظراً لأنها موزعة عبر الدول الأعضاء، وكثير منها كافح لزيادة الإنتاج.

اقرأ المزيد: "أوبك+" يفاجئ سوق النفط بزيادة الإنتاج 50% في يوليو وأغسطس

حقق النفط مكاسب شهرية هي السادسة على التوالي، في أطول فترة من نوعها خلال 10 سنوات. ويبدو حالياً أن ارتفاع الأسعار بصدد الاستمرار مع اتساع عجز العرض.

إليكم ما قاله المحللون البارزون عن قرار "أوبك+" وما قد يعنيه ذلك بالنسبة لأسعار النفط.

"جيه بي مورغان"

إن الاتفاق الأخير لزيادة حصص الإنتاج في شهري يوليو وأغسطس ليست كافية لإحداث فرق في أرصدة النفط العالمية، وفقاً لنتاشا كانيفا امحللة في "جيه بي مورغان" في رسالة عبر البريد الإلكتروني. وبحسب الرسالة، لن يعوض الإنتاج المرتفع الطلبَ المتزايد عند الذروة الموسمية وإعادة فتح الاقتصاد بالصين، في ظل انحراف المخاطر نحو الانخفاض بشأن تقديرات العرض التي وضعها البنك.

يحافظ البنك على توقعاته لسعر خام برنت عند 114 دولاراً للبرميل للربع الثاني ، ويتوقع أن يبلغ متوسط ​​الأسعار 104 دولارات للبرميل هذا العام.

"غولدمان ساكس"

كتب المحللان داميان كورفالين وكالوم بروس في مذكرة أن قرار تحالف "أوبك+" أمس يمثل زيادة قدرها 200 ألف برميل يومياً في مستويات الإنتاج الصيفي مع استمرار روسيا في الاحتفاظ بحصتها وتخلّف العديد من الدول عن تحقيق المستهدف.

لا يشير الاتفاق إلى مستويات إنتاج أعلى في وقت لاحق من العام 2022، مع تقديم موعد زيادة الإنتاج ببساطة من سبتمبر (وتوزيعها على شهري يوليو وأغسطس).

ما زال "غولدمان ساكس" يرى وجود مخاطر سلبية على توقعاته الخاصة بإمدادات "أوبك+" للنصف الثاني من 2022، بالنظر إلى الحظر الأوروبي على واردات النفط الروسية وعدم إحراز تقدم في المفاوضات مع إيران.

كرر البنك توقعه بأن يبلغ سعر خام برنت 125 دولاراً للبرميل في النصف الثاني.

"آي إن جي"

قال وارن باترسون، رئيس إستراتيجية السلع في "آي إن جي غروب" (ING Groep NV) ومقره سنغافورة، في مقابلة، إن زيادات العرض تبدو كبيرة نظرياً، لكن لا يُرجّح أن يتمكن التحالف فعلياً من تحقيق أهداف الإنتاج (المعلنة).

يُرجّح أن ينخفض ​​الإنتاج الروسي في الأشهر المقبلة مع تأثير العقوبات، في حين أن طاقة الإنتاج الفائضة محدودة بين تحالف "أوبك+". أبقى "آي إن جي غروب" على توقعاته لسعر خام برنت عند متوسط ​​122 دولاراً للبرميل في النصف الثاني من 2022.

"سيتي غروب"

كتب المحللان في "سيتي غروب" إريك لي وفرانشيسكو مارتوتشيا في مذكرة، إن قرار" أوبك+" قد يعني، من الناحية العملية، 132 ألف برميل يومياً شهرياً من الإنتاج الإضافي الفعلي من السعودية، والإمارات، والكويت، والعراق.

وبحسب المذكرة، ارتفعت الأسعار في الأسبوع الماضي مع تقييم الأسواق لتحرك الاتحاد الأوروبي لمنع واردات النفط الروسية، ورفع علميات الإغلاق بالصين وبدء موسم القيادة الصيفي في الولايات المتحدة.

"إف جي إي"

قال رئيس "إف جي إي" (FGE) فريدون فشاركي في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ إن من غير المعقول أن نتوقع أن تطلق منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) العنان لملايين البراميل للعناية بحاجة المشترين الذين أقروا عقوبات من طرف واحد على النفط الروسي، خاصة في أوروبا. وأوضح أنه إذا كانت "أوبك" قد أضافت 1.5 مليون برميل يومياً، فلن يكون هناك أي طاقة إضافية عندما يزداد الطلب في غضون شهر إلى شهرين من الآن.

وما لم تعد الإمدادات الإيرانية -التي يمكن أن تُخفّض الأسعار فوراً بما يصل إلى 15 دولاراً للبرميل بفضل اتفاق نووي- فإن حظر النفط الروسي سيبقي الأسعار فوق 100 دولار للبرميل.