نمو الوظائف الأمريكية يفوق التوقعات في مايو

عاملة تنظف طاولة في مطعم في كليمسون بولاية ساوث كارولينا، الولايات المتحدة.
عاملة تنظف طاولة في مطعم في كليمسون بولاية ساوث كارولينا، الولايات المتحدة. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

زاد التوظيف في الولايات المتحدة بمعدل قوي خلال مايو في حين ظلت مكاسب الأجور ثابتة، مما يشير إلى استمرار الاقتصاد في المضي قدماً، إذ يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بوتيرة حادة لترويض التضخم القياسي المرتفع.

أظهر تقرير وزارة العمل الأمريكية، اليوم الجمعة، أن الوظائف غير الزراعية زادت بمقدار 390 ألفاً خلال شهر مايو بعد زيادة مُنقحة قدرها 436 ألف فرصة عمل في أبريل. استقر معدل البطالة عند 3.6%، كما ارتفع معدل المشاركة في القوى العاملة.

كان أوسط ​​التقديرات في استطلاع أجرته بلومبرغ شمل آراء خبراء اقتصاديين، قد توقع أن يضيف الاقتصاد الأمريكي 318 ألف وظيفة وأن ينخفض ​​معدل البطالة إلى 3.5%.

سوق الوظائف الأمريكية تزداد قوة والبطالة تستقر عند 3.6% في أبريل

يشير التقرير إلى أن أصحاب الأعمال قد نجحوا في شغل الوظائف الشاغرة خلال مايو. من المحتمل أيضاً أن يوفر التقرير بعض الطمأنينة الأوسع نطاقاً بأن الاقتصاد يمكن أن يحقق هبوطاً سلساً كلما هدأت وتيرة معدل مكاسب الأجور من وتيرتها السريعة خلال معظم عام 2021.

ارتفع متوسط الأجر في الساعة أقل من المتوقع بنسبة 0.3% مقارنة بشهر أبريل، وهو نفس الأجر في مارس. صعد متوسط الأجر في الساعة بنسبة 5.2% في مايو على أساس سنوي، مقابل 5.5% في أبريل.

توجهات متضاربة

قال سال جواتيري، كبير الاقتصاديين لدى "بي إم أو كابيتال ماركتس" (BMO Capital Markets) في مذكرة: "سيوفر تقرير الوظائف مشاعر متضاربة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، والذي سيرحب بمعدل البطالة الثابت، ومعدل المشاركة الأقوى، والتراجع المحتمل في الأجور، مع القلق من أن الاقتصاد لا يزال يتحرك بسرعة قوية بحيث لا يؤدي بشكل مقنع إلى دفع التضخم إلى النطاق المستهدف".

قفز عائد الدولار وسندات الخزانة بعد نشر تقرير الوظائف الأمريكية. يأخذ المتداولون في الاعتبار رفعاً إضافياً لأسعار الفائدة بنحو 200 نقطة أساس خلال الاجتماعات الخمسة المرتقبة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.

تقرير الوظائف الأمريكية يعزز الرهانات على زيادة أكبر للفائدة في مارس

تبنّى بنك الاحتياطي الفيدرالي سياسة نقدية أكثر جرأة في محاولة للحد من التضخم الذي سجل أعلى مستوياته خلال عقود، وأشار إلى أنه سيرفع أسعار الفائدة بنصف نقطة في كل من اجتماعي يونيو ويوليو.

في حين أن هذه الجهود من المرجح أن تخفف من ضغوط الأسعار، فإنها تمثل خطراً أيضاً بأن تؤدي في النهاية إلى ضعف الطلب على العمالة.

الانتخابات النصفية

قد توفر الأرقام بعض الراحة للرئيس جو بايدن والديمقراطيين إذ يواجهون تحدياً صعباً في الدفاع عن أغلبيتهم الضئيلة في الكونغرس خلال انتخابات التجديد النصفي المرتقبة في نوفمبر.

مع ذلك، فقد فاق التصاعد السريع للأسعار بكثير الوظائف الوفيرة في استطلاعات الرأي للأمريكيين التي أظهرت عدم الرضا عن الاقتصاد وعدم الموافقة على أداء بايدن.

من المقرر أن يتحدث بايدن في وقت لاحق من صباح الجمعة (بالتوقيت المحلي) حول تقرير الوظائف.

في الوقت نفسه، من المتوقع أن يتباطأ النمو الإجمالي للوظائف في الأشهر المقبلة حيث تصل سوق العمل إلى مستويات التوظيف التي كانت سائدة قبل الوباء ولا يزال معدل البطالة منخفضاً عند مستويات تاريخية. الأمر الذي يعني أن مكاسب الوظائف الشهرية البالغة نصف مليون أو أكثر، كما حدث خلال العامين الماضيين، من المرجح أن تنتهي في الولايات المتحدة.

الأداء القطاعي

كان نمو الوظائف في مايو مدفوعاً بالتوظيف المتواصل في مجالات الترفيه والضيافة وخدمات الأعمال والتعليم والرعاية الصحية. مع ذلك، عانت تجارة التجزئة من هبوط في الوظائف بمقدار 60700، في إطار انخفاض واسع نسبياً عبر مختلف المجالات. حتى مع التراجع، يظل التوظيف في قطاع تجارة التجزئة أعلى من مستويات ما قبل الوباء.

أضاف قطاع الترفيه والضيافة 84000 وظيفة في مايو، معظمها في خدمات الإقامة وتقديم الطعام. وارتفع التوظيف في الأعمال التجارية والخدمات المهنية بـ75000 وزادت الوظائف بمقدار 74000 في التعليم والرعاية الصحية.

سجل التوظيف في مجال البناء زيادة قدرها 36000، وهي الأكبر في ثلاثة أشهر. مع ذلك، فإن الوظائف في الصناعة معرضة لخطر التباطؤ في نهاية المطاف بسبب ارتفاع معدلات الرهن العقاري التي أدت إلى تباطؤ الطلب على الإسكان.

ارتفع معدل المشاركة في القوى العاملة -نسبة السكان الذين يعملون أو يبحثون عن عمل- إلى 62.3%، وارتفع معدل العمال الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و54 عاماً إلى المعدل القياسي لعصر الجائحة البالغ 82.6%.

كانت المشاركة العامة بطيئة في التعافي إلى مستويات ما قبل الوباء بعد أن ترك العديد من الأمريكيين قوتهم العاملة للأبد أثناء الوباء، ويرجع ذلك جزئياً إلى تحديات رعاية الأطفال والتقاعد المبكر.