آمال انتعاش الأسهم الصينية تتجدد مع عودة التفاؤل للمستثمرين

 المحللون يوقفون خفض التقديرات المستقبلية للشركات المدرجة على مؤشر "إم إس سي آي" في الصين
المحللون يوقفون خفض التقديرات المستقبلية للشركات المدرجة على مؤشر "إم إس سي آي" في الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

عزز استقرار توقعات المحللين للأرباح التفاؤل بأن المرحلة الأسوأ في الأسهم الصينية المنكوبة ربما تكون انتهت.

أوقف المحللون خفض التقديرات المستقبلية للشركات المدرجة على مؤشر "إم إس سي آي" في الصين، بعد تقليص توقعاتها بنحو 10% منذ أوائل مارس الماضي، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".

تتوقع مجموعة غولدمان ساكس، وشركة "تشاينا إنترناشيونال كابيتال" (China International Capital) ارتفاع الأرباح للشركات المُدرجة على المؤشر المرجعي خلال النصف الثاني من العام الجاري.

طالع المزيد: انتعاش الأسهم الصينية لم يعوّض خسائرها بعد

حققت الشركات الإلكترونية العملاقة سلسلة من نتائج الأرباح الأفضل من مخاوف الأسواق، بما في ذلك مجموعة "علي بابا هولدينغ"، و"بايدو" (Baidu)، ممن تصدرتا نسب الأرباح مزدوجة الرقم في أسهمهما، مما يشير إلى أن بعض المستثمرين أصبحوا أكثر تفاؤلاً بشأن النظرة المستقبلية للأرباح.

تحول إيجابي

يعزز استقرار النظرة المستقبلية للأرباح التحول الإيجابي في مشاعر المستثمرين، مما سمح للأسهم الصينية بكسر سلسلة الخسائر المتتالية التي مُنيت بها على مدى 6 أشهر خلال مايو الماضي، لتتفوق بذلك على نظيراتها العالمية في هذا الصدد. جذب تخفيف القيود المرتبطة بفيروس كورونا، ومجموعة من التدابير السياسية الرامية إلى تحفيز النمو، المستثمرين مجدداً إلى السوق الصينية، كما يميل المحللون الاستراتيجيون بشكل متزايد نحو التوقعات الصعودية للأسهم.

طالع أيضاً: محلل أسواق مخضرم: أسهم التكنولوجيا الصينية لم تخرج من أزمتها بعد

قالت جيان شي كورتسي، مديرة محفظة استثمارية في شركة "غام إنفستمنت مانجمنت" في زيورخ، إن أصحاب التوقعات الصعودية نحو الصين "يتلقون دعماً من التقييمات الأكثر انخفاضاً منذ عدة سنوات، والسياسات الحكومية المساندة بشكل متزايد، وإعلان بعض الشركات عن أرباح أفضل من المتوقع" إضافة إلى تخفيف الإغلاقات المرتبطة بكورونا.

تقف التوقعات الصعودية بشأن الأسهم الصينية الآن على أرض صلبة، أكثر مما كانت عليه في بداية العام الجاري، حينما سادت حالة من التفاؤل غير المبرر، في حين كان العديد من العاملين بوول ستريت يتوقعون –على النقيض من ذلك- بقاء الأسهم في القاع، مع استمرار تراجع الأسهم.

انتعاش تدريجي

انزلق مؤشر "إم إس سي آي" في الصين بنسبة 18% في 2022 مع إضرار إغلاقات كوفيد بالاقتصاد الهش بالفعل. وتراجع المؤشر بأكثر من 45% مقارنة بالقمة التي وصل لها في فبراير 2021.

خلال الأسابيع القليلة الماضية، أصبحت شركتا "أموندي" (Amundi)، و "أليانس بيرنشتاين" (AllianceBernstein)، ومجموعتا "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت" و"سيتي غروب" أكثر تفاؤلاً نحو الأسهم الصينية مع خروج شانغهاي من حالة الإغلاق.

في غضون ذلك، تعهد المسؤولون الصينيون باتخاذ خطوات تهدف إلى تعزيز النمو عقب دعوة رئيس مجلس الدولة، لي كه تشيانغ، مؤخراً لتجنب الانكماش الاقتصادي في الفصل الجاري.

اقرأ أيضاً: الصين توجه الصناديق الحكومية لوقف انهيار الأسهم

أندريا ميترا، رئيس السوق الكلية واستراتيجية الاستثمار في آسيا بشركة "بني ميلون إنفستمنت مانجمنت إس بي (BNY Mellon Investment Management SP)، في سنغافورة، يعتقد هو وزملاؤه بالمؤسسة أن "احتمالات حدوث انتعاش تدريجي في سعر الأسهم بالصين أكثر قوة في الوقت الحالي".

شكوك

من المؤكد أن شراء الأسهم الصينية ما يزال يشكل قراراً جريئاً بالنسبة للبعض، إذ تقلصت أرباح الشركات الصناعية الصينية في أبريل لأول مرة منذ عامين، بعدما أدت تفشيات كورونا والإغلاقات إلى اضطراب إنتاج المصانع، ولوجيستيات النقل، والمبيعات.

سيدقق المشككون في قوة أي تعافٍ اقتصادي، مع مراقبة ما إذا كانت أرقام العدوى يمكن أن تظل منخفضة في ظل استئناف الحياة الطبيعية. وسيحتاجون كذلك إلى براهين مؤكدة على أي انتعاش، من خلال متابعة بيانات السوق الكلية، بما في ذلك: القروض، والتصنيع، والتجارة.

طالع أيضاً: "الدببة" تحكم قبضتها على سوق الأسهم الصينية

بالنسبة للمحللين الاستراتيجيين في بنك "غولدمان"، فإن إجماع الآراء حول تقديرات أرباح العام بأكمله ما يزال مرتفعاً للغاية، ووفقاً لهم تبدو قطاعات مثل المنتجات الصيدلانية، والأجهزة التكنولوجية، والاتصالات معرضة للخطر بشكل خاص. لكنهم يتوقعون حدوث نقطة تحول بالنسبة للتنبؤات بعد انتهاء الربع الجاري.

مشتريات متزايدة

كتب فريق من محللي البنك، بمن فيهم كينغر لاو، الخميس: "النمو المتتالي في الأرباح يجب أن يبدأ في التحسن خلال الربع الثالث من العام الجاري، جنباً إلى جنب مع الانتعاش المرجع في الزخم الاقتصادي". وأضافوا أن النموذج الذي يعتمد على تعافي الاقتصاد سيشير إلى نمو ربحية الأسهم بنسبة 4% على أساس سنوي خلال الربع الثالث، ليرتفع بذلك على الأرجح من الانخفاض الذي مُني به في الربع الثاني بنسبة 4%.

اقرأ المزيد: الصين تحث المستثمرين الكبار على شراء الأسهم بعد هبوط السوق

لكن الطلب على التعرض للأسهم الصينية يعاود الظهور. وخلال الخميس الماضي، اشترت تدفقات الاستثمارات العالمية أسهماً في بورصتي شانغهاي وشنتشن عبر روابط التداول لليوم الخامس على التوالي، مما دفع التدفقات منذ بداية العام وحتى تاريخه إلى الدخول في المنطقة الإيجابية لأول مرة منذ أوائل مارس. وانفتحت شهية المضاربين على شراء الأسهم المتراجعة بصورة أكبر.

قال لي يان، كبير المحللين السوقيين بشركة "إس بي آي سيكيورتيز" (SBI Securities)، في طوكيو: "المستثمرون الأكثر شجاعة فقط هم من قرروا الشراء في مارس الماضي. لكن الآن أعتقد أن مزيداً من المستثمرين يشعرون براحة أكبر نحو الشراء. فعلى ما يبدو، تعززت الثقة بصورة أكبر في السوق".