بايدن يعتزم تشجيع صناعة ألواح الطاقة الشمسية لإنهاء بطء تنفيذ المشروعات

أنظمة الأرفف لتثبيت الألواح الشمسية في موقع المزرعة الشمسية قيد الإنشاء فوق منجم شريطي قديم في بورتاج، بنسلفانيا، الولايات المتحدة.
أنظمة الأرفف لتثبيت الألواح الشمسية في موقع المزرعة الشمسية قيد الإنشاء فوق منجم شريطي قديم في بورتاج، بنسلفانيا، الولايات المتحدة. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

سيتخذ الرئيس الأمريكي جو بايدن إجراءً تنفيذياً يهدف إلى دفع وتشجيع قطاع الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة، سعياً إلى إحياء مشروعات الطاقة النظيفة التي تعطلت نتيجة نزاع تجاري، وزيادة التصنيع المحلي، حتى يقل اعتماد البلاد في جهودها لحماية المناخ على موردين من دول أجنبية.

يعتزم جو بايدن استدعاء "قانون الإنتاج الدفاعي" (Defense Production Act) بهدف تقديم دعم لإنتاج الألواح الشمسية بالولايات المتحدة، وفق مصادر مطلعة على الموضوع طلبت عدم ذكر أسمائها في مناقشة تفاصيل سرية قبل إعلانها المتوقع اليوم الإثنين.

في نفس الوقت، صرح اثنان من المصادر بأن الرئيس يستعد لإعلان وقف رسوم جمركية جديدة على الطاقة الشمسية لمدة عامين، ما سيسمح لمطوري المشروعات محلياً بالاستمرار في استخدام معدات مستوردة من الخارج أثناء زيادة حركة التصنيع في الولايات المتحدة.

بايدن يمدد فرض رسوم جمركية على الألواح الشمسية لـ4 سنوات

تهدف هذه الإجراءات إلى دفع وتدعيم الأولويات السياسية التي غالباً ما تتنافس فيما بينها: أي مواجهة تغير المناخ وبناء الصناعة المحلية لمستلزمات إنتاج الطاقة الشمسية التي تعاني في المنافسة مع الواردات الأرخص سعراً. وقد تحقق خطة بايدن هذين الهدفين في عملية واحدة.

لم يرد البيت الأبيض مباشرة على طلبات التعقيب حول تفاصيل هذه الخطط. وقد نشرت وكالة "رويترز" في وقت سابق بعض العناصر التي وردت في مقترحات بايدن.

تحقيق تجاري

الإعلان المتوقع أن يصرح به بايدن يتوج أياماً من العصف الذهني من قبل مسؤولي الإدارة الأمريكية حول طرق إحياء مشاريع الطاقة النظيفة التي تعطلت بسبب تحقيق تجاري تقوم به وزارة التجارة الأمريكية دفع بعض المصدرين إلى وقف أو إبطاء بيع المعدات والمستلزمات داخل الولايات المتحدة.

قال أبيغيل روس هوبر، الرئيس التنفيذي لـ"جمعية صناعات الطاقة الشمسية"، في بيان: "إن الإجراء الذي اتخذه الرئيس متنفس نحتاجه بشدة بعد هذا التحقيق الذي دمر القطاع. فخلال فترة العامين التي ستتوقف خلالها الرسوم الجمركية يستطيع قطاع الطاقة الشمسية أن يعود إلى الانتشار السريع بينما يساعد قانون الإنتاج الدفاعي على تنمية صناعة مستلزمات الطاقة الشمسية الأمريكية".

رئيس "ترينا سولار" الصينية: الألواح الشمسية قد تُولّد نصف طاقة العالم بحلول عام 2050

تعرض بايدن إلى ضغوط مكثفة لدفع إنتاج الألواح الشمسية والتكنولوجيات الأخرى اللازمة لإنتاج الطاقة النظيفة باستخدام "قانون الإنتاج الدفاعي"، وهي نفس السلطة التي استخدمها الرئيس هاري ترومان بهدف تصنيع الصلب اللازم للحرب الكورية والرئيس دونالد ترمب من أجل زيادة إنتاج أقنعة الوجه الواقية في مواجهة انتشار فيروس كورونا.

قال أحد المصادر إن البيت الأبيض يستعد كذلك للاستفادة من القوة الشرائية للحكومة الفيدرالية لمساعدة شركات إنتاج الطاقة النظيفة الأمريكية.

تجري وزارة التجارة الأمريكية تحقيقاً فيما إذا كانت الشركات الصينية تتحايل على الرسوم المفروضة منذ عشرة أعوام عن طريق تجميع الخلايا والألواح الشمسية في كولومبيا، وماليزيا، وتايلندا، وفيتنام – وهي الدول التي تصدر حالياً نحو 80% من إجمالي واردات الولايات المتحدة من الألواح الشمسية سنوياً.

رسوم

أثارت هذه القضية احتمال فرض رسوم بأثر رجعي، مما دفع الشركات المصنعة إلى وقف شحناتها إلى الولايات المتحدة وترتب على ذلك تباطؤ إنشاء المحطات الشمسية. وتضعف هذه الاضطرابات قدرة البلاد في معركتها ضد تغير المناخ وجهود بايدن الرامية إلى تخفيض انبعاثات غاز الاحتباس الحراري في قطاع إنتاج الكهرباء.

تعتزم واحدة على الأقل من شركات توليد الكهرباء بالولايات المتحدة الاستمرار في تشغيل محطة تعمل بالفحم لفترة أطول نتيجة تأخر تنفيذ مشروعات توليد الطاقة الشمسية.

مع ذلك، يتمسك مسؤولو الإدارة بموقفهم بأنهم لا يستطيعون التدخل في التحقيقات التي تجريها وزارة التجارة المرتبطة برسوم تعويضية ورسوم مكافحة الإغراق التي فرضت ضد الصين منذ عشر سنوات بهدف تعويض أموال الدعم والتسعير العدائي.

مصنعو الألواح الشمسية بالولايات المتحدة يتهمون الصين بالتحايل على الرسوم الجمركية

لن يتخذ بايدن إجراءات تؤدي إلى رفض القضية، والتي تعتبر إجراءً شبه قضائي يقصد به أن يكون غير مدفوع بأهداف سياسية، بحسب المصادر.

ينتظر أن تصدر وزارة التجارة تقريراً بالنتائج الأولية في هذه القضية بنهاية شهر أغسطس القادم.

قال محامون مختصون بالمنازعات التجارية إن شركة "أوكسين سولار" (Auxin Solar) إذا قررت سحب بلاغها، فربما تمثل هذه الخطوة إحدى طرق إنهاء القضية، وهي شركة صغيرة تعمل في صناعة الألواح الشمسية ويقع مقرها في كاليفورنيا وقد قدمت الشكوى التي أطلقت كل هذه التحقيقات. وقد يترتب على الإجراء التنفيذي الذي اتخذه بايدن بمقتضى "قانون الإنتاج الدفاعي" دعم مشتريات الألواح الشمسية من شركة "أوكسين" والشركات المحلية الأخرى التي تصنع هذه الألواح.

حققت أسهم شركات صناعة الألواح الشمسية الصينية مكاسب بعد انتشار أخبار خطة بايدن، وصعد سهم شركة "لونغي غرين إنيرجي تكنولوجي" بنسبة بلغت 7.6% في بورصة شنغهاي.