الهند تجري محادثات لزيادة واردات النفط الروسي من "روسنفت"

صهاريج تخزين "هندوستان بتروليوم كورب" في مصفاة الشركة في ميناء يديره "صندوق ميناء فيساخاباتنام" في فيساخاباتنام، أندرا براديش، الهند.
صهاريج تخزين "هندوستان بتروليوم كورب" في مصفاة الشركة في ميناء يديره "صندوق ميناء فيساخاباتنام" في فيساخاباتنام، أندرا براديش، الهند. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تتطلع الهند إلى مضاعفة وارداتها من النفط الروسي إذ تحرص مصافي التكرير المملوكة للدولة على الحصول على المزيد من الإمدادات منخفضة السعر للغاية من شركة "روسنفت" في ظل رفض اللاعبين الدوليين التعامل مع موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا.

قالت مصادر مطلعة إن المصافي الحكومية تعمل بشكل مجتمع على استكمال وتأمين عقود توريد جديدة لمدة ستة أشهر من الخام الروسي إلى الهند، وأضافوا أنه يجري البحث عن شحنات من "روسنفت" على أساس التسليم، أي أن البائع سيكون مسؤولاً عن التعامل مع مسائل الشحن والتأمين.

بوتين يحتاج لمساعدة الصين والهند لمواجهة حظر أوروبا للنفط الروسي

اتفاقيات منفصلة

ستكون اتفاقيات التوريد تلك، إذا أُبرمت، منفصلة بخلاف الشحنات التي تشتريها الهند بالفعل من روسيا عبر صفقات أخرى. وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هوياتهم لسرية المناقشات، إن التفاصيل المتعلقة بالكميات والأسعار لا تزال قيد التفاوض مع البنوك الهندية التي ستمول جميع الشحنات بالكامل، وأضافوا أن المصافي الهندية ستشتري أكثر وبشكل مباشر من الشركات الروسية مثل "روسنفت" بعد أن أوقف كبار التجار الدوليين مثل "غلينكور" تعاملاتهم مع موسكو.

وتشمل مصافي التكرير الحكومية "مؤسسة النفط الهندية" و"هندوستان بتروليوم" و"بارات بتروليوم"، أما المعالجات الخاصة فهي "ريلاينس إندستريز" و"نايارا إنرجي" (Nayara Energy) المملوكة جزئياً لشركة "روسنفت". تتم أنشطة التوريد في الشركات الحكومية والخاصة بشكل مستقل. لم يتمكن المتحدثون الرسميون في أكبر ثلاث شركات مملوكة للدولة من التعليق فوراً عند الاتصال بهم.

تكثف المصافي الحكومية والخاصة في الهند مشترياتها من الخام الروسي بعد أن تسببت العقوبات والقيود التجارية التي فرضتها الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي في فرار معظم المشترين وانهيار عروض الأسعار.

نفط روسيا يتجه إلى الصين والهند بكميات غير مسبوقة

تتجه كمية غير مسبوقة من الخام الروسي إلى الهند والصين منذ الشهر الماضي، إذ سارع المشترون الأوروبيون للبحث عن بدائل ووصلوا حتى الإمارات، وأدى الذعر الذي أعقب ذلك وتغيير مسار تدفقات النفط العالمية إلى ارتفاع الأسعار 20% منذ أواخر فبراير عندما غزت روسيا أوكرانيا.

نفط

أرباح كبيرة

تتمتع مصافي التكرير في ثاني أكبر مستهلك للنفط في آسيا بأرباح كبيرة من تحويل النفط الخام الرخيص إلى وقود يباع محلياً وكذلك في سوق التصدير للعملاء في أوروبا والولايات المتحدة، ويشكل الخام الروسي جزءاً فقط من السلة الإجمالية للهند من النفط الخام، بجانب المشتريات الأخرى طويلة الأجل وكذلك المشتريات الفورية من الشرق الأوسط وأفريقيا.

تكرير النفط في الهند يرتفع في أبريل بفعل زيادة في واردات الخام من روسيا

قالت المصادر إن الزيادة المحتملة في مشتريات الخام الروسي ستؤثر على الأرجح على الواردات الفورية للدولة الواقعة في جنوب آسيا، واشترت الهند أكثر من 40 مليون برميل من النفط الروسي بين أواخر فبراير وأوائل مايو، وهو ما يزيد بنحو 20% عن تدفقات عام 2021 بالكامل، وفق حسابات "بلومبرغ" القائمة على بيانات التجارة. وبلغت تسليمات النفط الروسي إلى الهند في شهر مايو 740 ألف برميل يومياً، بارتفاع من 284 ألف برميل في أبريل و34 ألف برميل نفس الشهر العام السابق، وفق بيانات "كبلر" (Kpler).

ضغوط إدارة بايدن

ورغم أن مشتريات الهند من الخام الروسي ليست غير قانونية ولا تنتهك أي عقوبات، فقد تعرضت البلاد لضغوط من حكومة بايدن والاتحاد الأوروبي لوقف التعامل مع موسكو من أجل منع الكرملين من الحصول على عائدات النفط والأموال، ومن جانبها أكدت الدولة الآسيوية أن حجم وارداتها الروسية ضئيل مقارنة بمشتريات أوروبا، ويشكل جزء صغير للغاية من إجمالي الاستهلاك في البلاد.

قدم الخام الروسي المخفض بعض الراحة للهند- التي تستورد أكثر من 85% من النفط- في الوقت الذي صعد به التضخم إلى جانب ارتفاع أسعار كل شيء من الغذاء إلى الوقود. ويعزز الوصول إلى النفط الخام الرخيص بالفعل واردات الهند من النفط، والتي نمت 16% تقريباً في أبريل على أساس سنوي، وتوسعت حصة النفط من منطقة أوراسيا، التي تضم روسيا، إلى 10.6% في أبريل مقابل 3.3% قبل عام، وفق بيانات وزارة النفط.