تومي هيلفيغر يهدي بلدته كلّية لإدارة أعمال الأزياء

رؤيته وراء البرنامج أنه كي تصبح علامتك التجارية ناجحة يجب أن تفهم كافة جوانب تجارتك

تومي هيلفيغر في حفل جوائز في لندن
تومي هيلفيغر في حفل جوائز في لندن المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قبل خمسة عقود، افتتح مراهق من البلدة اسمه تومي هيلفيغر متجراً حمل اسم "بيبولز بلايس" (People’s Place) في وسط ألميرا في نيويورك. حقق الشاب الطموح نجاحاً عبر واجهة ذلك المتجر المتواضع، الذي أسسه بمبلغ 150 دولاراً جمعها من العمل في محطة وقود، عبر بيع سراويل الجينز واسعة الحجل اشتراها من نيويورك الواقعة على بعد أربع ساعات بالسيارة على الطريق السريع رقم 17. وظّف هيلفيغر طلاباً من جامعة ألميرا التي تقع على بعد بضع خطوات من متجره، وسرعان ما تمكّن من التوسّع إلى البلدات المجاورة التي تضمّ جامعات. نمت أعماله سريعاً، وكان يستمتع جداً بوقته، ولكن حين بلغ عمره 25 عاماً أفلس "بيبولز بلايس".

وريثة إمبراطورية لصناعة الأزياء الحديثة تتجه نحو الملابس المستدامة

قال هيلفيغر الذي بلغ عمره 71 عاماً: "لو كنت أعرف أكثر عن الأعمال في عالم الموضة، لكنت حققت نجاحاً أكبر في حينها، ولتجنبت الإفلاس على الأرجح... لكن نتيجة الإفلاس، أيقنت أنه كي تصبح علامتك التجارية ناجحة، يجب أن تفهم كافة جوانب تجارتك".

كان ذلك قبل نحو عقد من إطلاق هيلفيغر العلامة التجارية التي تحمل اسمه بشعارها الأحمر والأبيض والأزرق، ويحوّلها إلى موّرد عالمي للملابس المصممة بأسلوب شبابي كلاسيكي، التي باعها في عام 2006 مقابل 1.6 مليار دولار. يصف بداياته في ألميرا على أنها "إحدى أفضل مراحل حياتي".

كلّية تومي

فيما يفكر هيلفيغر بالإرث الذي سيتركه، يرغب بمساعدة الشباب على تجنب العثرات التي واجهها في قطاع الأعمال. عرض هيلفيغر الذي لم يتلق دراسة جامعية، مع بعض أخوته الذين ما يزال عدد منهم يقيمون في مسقط رأسهم، على جامعة ألميرا تقديم برنامج يركز على التجارة والتسويق في قطاع الموضة. تبرع بمبلغ 100 ألف دولار لإطلاق المشروع، على أن يبدأ التسجيل في أول صف كامل في "كلية تومي هيلفيغر للأعمال في مجال الموضة" هذا الخريف.

وقال هيلفيغر الذي ما يزال المصمم الرئيسي للعلامة التجارية التي انضوت تحت مظلة شركة "بي في إتش" (PVH) التي تملك "كالفين كلاين" وغيرها من العلامات التجارية في مجال الأزياء. قال: "قبل عشر سنوات، كنّا نفكر فقط بأي مجلة ننشر إعلاناتنا... اليوم، نفكر في كيفية جلب العملاء وكيفية الانطلاق إلى العالمية، وكيف نجعل الإنترنت جزءاً قوياً جداً من تجارتنا".

"رالف لورين" تسعى لتقليل هدر المياه بتغيير طريقة صباغة الملابس

أنشئت جامعة "ألميرا" كجامعة للنساء في 1855، وبدأت تستقبل الرجال في 1969، وهي تضمّ مركزاً للكاتب مارك توين الذي ألف روايته "توم سوير" خلال أشهر الصيف التي قضاها في ألميرا، مسقط رأس زوجته التي درست في جامعة البلدة. لكن حالها حال كثير من جامعات الغرب الأوسط والشمال الشرقي، تعاني ألميرا تبعات التحوّل السكاني الذي أدى لانخفاض عدد خريجي المدارس الثانوية. كما أن أعداداً متزايدة من الشباب باتوا يتخلون عن التعليم العالي، وهي موجة عززها وباء كورونا. فقد انخفض عدد الطلاب في جامعة ألميرا إلى 650 طالباً هذا الخريف مقارنة مع 1600 طالب قبل عقدين.

ثلاث سنوات

عززت الجامعة، للاستمرار بجذب الطلاب، برامجها الهادفة لإعداد الطلاب لوظائف في مجالات تحظى بشعبية مثل الرعاية الصحية والاستدامة البيئية وعلوم إحصاءات التأمين. أسهمت هذه المبادرات بزيادة أعداد الملتحقين ببرامج الأعمال بأكثر من الضعف خلال السنتين الماضيتين.

يتميز برنامج هيلفيغر بتمكينه الطلاب من التخرج خلال ثلاث سنوات فقط، ويتيح لهم حضور بعض المحاضرات في معهد التقنية للأزياء في حيّ الملابس في نيويورك. تتضمن المقررات التعليمية الجديدة التي توفرها "ألميرا" دراسات حول الموضة والنسيج وتوقع الصيحات المستقبلية وشراء المواد الأساسية والمفاوضات الفعّالة ومستقبل تجارة الموضة. قالت أليسون وولف، الأستاذة ومديرة برنامج هيلفيغر: "هذا مجال رائج جداً سواء لناحية ما يريده القطاع أو ما يريد الطلاب أن يتخصصوا فيه".

تقييم "Shein" قد يتخطى "إتش آند إم" و"زارا" معاً

يتعين على الطلاب أن يخضعوا لدورات تربية ميدانية وسيقومون بزيارة مصممين في نيويورك بفضل شبكة علاقات هيلفيغر الذي موّل أيضاً معرضاً جديداً في حرم الجامعة، حيث سيتمكن الطلاب من مشاهدة تطور علامته التجارية وتاريخ شركته. كما يتضمن المعرض مجموعة صور، مثل صورة التقطت لهيلفيغر وهو يقف أمام متجر "بيبولز بلايس"، إلى جانب تماثيل عرض تظهر نماذج من مجموعاته على مرّ عقود.

يسلّط تاريخ الموضة وكلّ البريق في المعرض الضوء على الجانب الممتع من القطاع، إلا أن هيلفيغر يريد أن يفهم الطلاب أساسيات الأعمال وأن يتفادوا الفشل ويتعلموا من الأدوات التي لم تتوفر له حين بدأ العمل. قال: "يرغب الناس فعلاً بمعرفة ما هي الخطوة المقبلة في الحياة... يريدون أن يعرفوا أين يتجهون وكيف يقومون بذلك".