أسهم الصين تتنفس الصعداء وسط أنباء عن قرب نهاية قيود بكين التنظيمية

أحد المشاة يمر بجوار شعار "ديدي غلوبال" في المقر الرئيسي للشركة في بكين، الصين
أحد المشاة يمر بجوار شعار "ديدي غلوبال" في المقر الرئيسي للشركة في بكين، الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

عندما يرتبط الأمر بنقاط تحول أداء أسهم الصين، من النادر أن يكون هناك هذا القدر من الترقب.

ربما ينال المتداولون أخيراً، الذين تذمروا على مدى العام من أنَّ أسهم البلاد عالقة في حالة غير قابلة للاستثمار، ما يرغبون فيه. قفزت شهادات الإيداع الأميركية الخاصة بشركة "ديدي غلوبال" بنسبة 53% في بداية تعاملات بورصة نيويورك يوم الإثنين عقب ما ذكره تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" بأنَّ الجهات التنظيمية ربما تقترب بالفعل من إنهاء التحقيق في أنشطتها التجارية الذي دام لمدة عام في أقرب وقت من الأسبوع الجاري. ليغلق مؤشر "هانغ سنغ" لشركات التكنولوجيا على صعود بنسبة 4.6% في بورصة هونغ كونغ، عند أعلى مستوى له في غضون شهرين.

آمال انتعاش الأسهم الصينية تتجدد مع عودة التفاؤل للمستثمرين

عززت الأخبار من نغمة أشد تفاؤلاً حيال الأصول الصينية، في ظل تعطّش العديد من المستثمرين من حدوث ارتداد ضخم. يبدو أنَّ صنّاع السياسة في بكين على وشك الوفاء بالوعود التي أطلقوها خلال شهر مارس لتدعيم الاقتصاد، ومنع دخول سوق الإسكان في دوامة هبوطية، ووقف حملة الإجراءات الصارمة الطاحنة التي تستهدف شركات التكنولوجيا. صعد سعر صرف اليوان بالخارج بنسبة بلغت 0.2% في الساعة 6:25 مساء بتوقيت هونغ كونغ، وكان متجهاً صوب أعلى مستوى إغلاق منذ 5 أسابيع.

هل بلغنا القاع؟

قال تشي لو، كبير محللي الاستثمار المختص بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في "بي إن بي بارابيا أسيت مانجمنت" في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ" قبيل نشر تقرير "وول ستريت جورنال": "أعتقد أنَّنا نحوم حول القاع حالياً.. عندما تشاهد أكبر عائق أمام الأسهم الصينية- وهو التشديد في الإجراءات التنظيمية على قطاع التكنولوجيا- فإنَّ الأسوأ انتهى".

يتبنّى المسؤولون إجراءات أشد وضوحاً لتعزيز النمو الاقتصادي. خلال الأسبوع الماضي بمفرده، حررت حكومة شنغهاي معظم سكانها من الإغلاقات المتعلّقة بسياسة "صفر كوفيد"، في حين قال كل من البنك المركزي ووزارة المالية في الصين إنَّهما سيستمران في تطبيق سياسات لتعويض الأضرار التي أصابت الاقتصاد. كما تدخّل كيان مملوك للبلاد لإنقاذ شركة تطوير عقاري خاصة، مما أسفر عن صعود قياسي في سنداتها، وأعطى مؤشراً على أنَّ الدعم الحكومي من الممكن أن يسهم في إخراج القطاع من أشد حالة ركود يشهدها منذ أعوام.

على ما يبدو فإنَّ هذه الإجراءات لها التأثير المنشود. صعد مؤشر "سي إس آي 300" لأسهم البر الصيني 10% من أدنى مستوى سجله منذ سنتين في أواخر شهر أبريل الماضي، ليتجاوز جميع المؤشرات الوطنية تقريباً التي تتعقّبها "بلومبرغ". تحوّلت التدفقات الخارجة إلى تدفقات داخلة خلال الأسبوع الماضي لأول مرة منذ شهر مارس الماضي، في حين أنَّ تراجع الأسهم غير المغطاة في عقود البيع تكشف أنَّ المضاربين يقومون بتصفية مراكزهم المالية في غالبية رهاناتهم الهبوطية.

هناك تحديات متعددة أمام نهوض سوق الأسهم؛ إذ تعني استراتيجية "صفر كوفيد" الصينية أنَّ نهج الاحتواء الصارم من الممكن أن يواصل تعطيل أعمال التصنيع والشحن والاستهلاك. تبددت الآمال في أنَّ بكين كانت قريبة من إنهاء حملة الإجراءات التنظيمية الصارمة على قطاع التكنولوجيا مرات عديدة من قبل. كما أنَّه في حال زادت الصين من التحفيز المالي؛ فليس من الواضح ما إذا كانت ستفلح، حيث تعاني البنوك في توفير القروض، كما أنَّ المستهلكين ليسوا على استعداد للإنفاق.

لكنْ في حين يفشل التفاؤل إزاء الصين على أساس القيمة وحدها؛ فقد بات من الصعب الزعم بأنَّ وجهات النظر الأشد تفاؤلاً لم يتم إبرازها أخيراً. كما أنَّ خبراء "مورغان ستانلي" الاستراتيجيين - الفريق الوحيد في "وول ستريت" الذي أوصى بتجنّب الأصول الصينية خلال السنة الماضية- قالوا إنَّ الثقة تتحسن في الداخل.

من جهة دو كي جون، الشريك في شركة "بكين غيلي أسيت مانجمنت سنتر" (Beijing Gelei Asset Management Centre)؛ فإنَّ السماح لشركة "ديدي" بتنمية قاعدة مستخدميها مرة أخرى يشكّل بداية التعافي المستدام للأسهم الصينية.

قال دو: "ستكون هذه هي نقطة التحول على الأرجح، هذا الإجراء يتحدّث بصوت أعلى من التصريحات".