اقتصادي حائز على "نوبل" يرى "احتمالية كبيرة" لركود اقتصادي في أميركا

الاقتصادي الحائز على جائزة "نوبل" روبرت شيلر
الاقتصادي الحائز على جائزة "نوبل" روبرت شيلر المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يرى الاقتصادي الحائز على جائزة "نوبل" روبرت شيلر احتمالاً كبيراً لحدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة، ناتج جزئياً عن نبوءة ذاتية التحقق بسبب تصاعد قلق المستثمرين والشركات والمستهلكين حيال الانكماش الاقتصادي.

قال شيلر، الأستاذ بجامعة "ييل" ومؤلف كتاب "الاقتصاد السردي.. كيف تنتشر القصص سريعاً وتحرّك الأحداث الاقتصادية الكبرى؟"، في عام 2019: "يمكن أن يحوّل الخوف الأمر إلى واقع".

تصاعد مؤخراً القلق بشأن انكماش محتمل في ظل تسارع التضخم، وتكثيف بنك الاحتياطي الفيدرالي جهوده للسيطرة عليه. وأشار عدد من رؤساء الشركات إلى الخطر، كما هبطت أسعار الأسهم، في حين يقول عدد متزايد من الأُسَر الأميركية أن الاقتصاد يسير في اتجاه خاطئ. قد يدفع كل هذا المستهلكين والشركات إلى توخي مزيد من الحذر الذي سينتج عنه البدايات الأولى للانكماش.

اقرأ أيضاً: العريان: الاقتصاد الأميركي لن ينجو من الركود التضخمي رغم تشديد "الفيدرالي"

انخفضت معنويات المستهلكين في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوياتها منذ عقد خلال الشهر الماضي، وسيجري الإعلان، يوم الجمعة، عن القراءة الأولية لشهر يونيو.

يتوقع شيلر احتمال حدوث ركود اقتصادي في وقت ما خلال العامين المقبلين بنسبة "ترتفع كثيراً عن مقدار الـ50% المعتاد". وقال في مقابلة عبر الهاتف إنّ جزءاً هاماً من تطور السرد يشمل رفع أسعار الفائدة من قِبل "الاحتياطي الفيدرالي" ووضع استراتيجية للقيام بمزيد.

يتوقع كثيرون قيام جيروم باول، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، وزملاؤه برفع أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية في اجتماعهم الأسبوع المقبل. وسيصدرون كذلك تحديثاً لتوقعاتهم الاقتصادية وأسعار الفائدة.

إثارة الغضب

قد تؤدي التوقعات بشأن المسار التصاعدي للمعدلات في البداية إلى اندفاع نحو شراء المنازل، وفقاً لشيلر، إذ سيحاول المشترون تثبيت معدلات الرهن العقاري قبل صعودها بشكل أكبر. لكن تباطؤ السوق العقارية قد يثير ذكريات حدوثه سابقاً، حسب قوله.

اقرأ أيضاً: الركود إن حصل.. لن يكون مرعباً كما يبدو

قال الحائز على جائزة "نوبل": "لم يجرِ الحديث عن الفقاعة العقارية كثيراً بعد، ولكنها بدأت تعود".

ذكر شيلر أيضاً أن الأميركيين أكثر عرضة للاستسلام لنبوءة ذاتية التحقق تتعلق بحدوث التباطؤ في الوقت الحالي، لأن البلاد تعاني بشكل جماعي من "اضطراب ما بعد الصدمة" من الوباء. تسبب "كوفيد-19" في وفاة أكثر من مليون أميركي.

يعتقد شيلر أن حالة الاستقطاب الصارخة للغاية في المجتمع، إذ ترى المعسكرات السياسية المتعارضة الطرف الآخر أنه الشرير، تزيد كذلك خطورة قيادة الخوف للواقع.

اشتكى الاستراتيجيون السياسيون في الحزب الديمقراطي، الذي يتزعمه الرئيس جو بايدن، من الإفراط في المبالغة في حالة القتامة الاقتصادية، بالنظر إلى قوة سوق العمل، ويعتقد بعض الاقتصاديين أنها الأكثر قوة على الإطلاق، لكن شيلر قال إنّ لارتفاع التضخم تأثيراً في نفسية الأميركيين أكثر من تأثيره في حالة سوق العمل.

وتابع: "يؤثر التضخم في الجميع. يرى الجميع التضخم في كل مرة يذهبون فيها إلى المتاجر، وهذا يغضبهم".