تعثُّر خطة الهند لإعادة تدوير السيارات القديمة

رؤية ضبابية بسبب التلوّث الصادر عن المركبات في أحد شوارع نيودلهي، الهند، يوم 20 يناير 2014. 57% من مالكي السيارات في البلاد يقولون إن قرار استبعاد مركباتهم من الخدمة يجب أن يعتمد على الأميال التي قطعتها لا على عمرها
رؤية ضبابية بسبب التلوّث الصادر عن المركبات في أحد شوارع نيودلهي، الهند، يوم 20 يناير 2014. 57% من مالكي السيارات في البلاد يقولون إن قرار استبعاد مركباتهم من الخدمة يجب أن يعتمد على الأميال التي قطعتها لا على عمرها المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قد تواجه خطة الهند للتخلص من ملايين السيارات القديمة الملوِّثة في الطرقات، تحديات عديدة، بعدما أظهر استطلاع جديد أن معظم مالكي السيارات لا يرغبون في مقايضتها وفقاً لعمرها. تسعى الهند بهذه الخطوة إلى التخلص من أحد أكثر أنواع الهواء سُميّة في العالم.

قال نحو 57% من 10543 مالك سيارة شملهم استطلاع "لوكال سيركاز" (LocalCircles)، إن استبعاد أو عدم استبعاد أي سيارة من الخدمة، يجب أن يعتمد على أميال عدّاد المسافات لا على عمر السيارة.

اقرأ أيضاً: الهند تحفز تحول المستهلكين والصناعيين للطاقة المتجددة

في العام الماضي، أخضعت الحكومة المركبات الفردية التي يزيد عمرها على 20 عاماً، والتجارية التي يزيد عمرها على 15 عاماً، إلى اختبارات جدارة من أجل استمرار تواجدها على الطرق. كذلك، قال أكثر من نصف المستهلكين المشمولين في الاستطلاع، إنهم يخططون لتقليل عدد المركبات التي يمتلكونها، لأنهم يعتقدون أن سياسة "المال مقابل السيارات القديمة" في الهند، سترفع من تكلفة الاحتفاظ بالسيارات القديمة. وقد رفعت السلطات تكلفة اختبارات الجدارة هذه للسيارات منذ شهر أبريل، إذ أصبح مالكو المركبات التي يزيد عمرها على 15 عاماً ينفقون ثمانية أضعاف ما كانوا ينفقونه في السابق لتسجيلها.

اقرأ المزيد: الهند ثالث أكبر مصدر تلوث في العالم تدرس تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050

يُعدّ عدم اكتراث الجمهور بالتخلص من المركبات الملوِّثة، انتكاسة محتملة لطموحات الهند المتعلقة بالتحول إلى صافي انبعاثات صفرية للكربون بحلول عام 2070. كما تعتبر إعادة تدوير السيارات القديمة أمراً هاماً للغاية بالنسبة إلى الهند لخفض الانبعاثات، نظراً لتأخر استخدام السيارات الكهربائية بسبب قلة شبكات الشحن وارتفاع سعر النقل بالبطاريات. يتوقع مركز العلوم والبيئة في البلاد أن يكون لدى الهند في عام 2025 ما يصل إلى 20 مليون مركبة قديمة مقتربة من نهاية عمرها، ما سيتسبب بأضرار بيئية هائلة.

تدوير المعادن

تتوقع إدارة رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، أن يجذب البرنامج استثمارات جديدة بقيمة تزيد على 100 مليار روبية (1.3 مليار دولار)، والحد من اعتماد البلاد على الدول الأخرى في المعادن. قال مودي إن التخلص من المركبات المنتهي عمرها في الهند، ليس مثمراً حالياً، لأن المعادن الثمينة لا يُعاد تدويرها، وبالتالي، تقترب استعادة الطاقة من الصفر.

مع ذلك، يبدو أن مصنعي السيارات ينحازون إلى الجمهور.

قال آر. سي. بهارغافا، الرئيس التنفيذي لـ"ماروتي سوزوكي إنديا" (Maruti Suzuki India)، في مقابلة: "لا يعتبر عمر السيارة معياراً جيداً لجعل السيارة خردة. يجب أن يعتمد المنطق على قدرتها على التجول على الطرق بسلامة، ودون تعريض مستخدمي الطرق الآخرين للخطر. يتخلص المستخدم من المركبة عندما يجد أن إصلاحها من أجل الحصول على شهادة جدارة ليس مجدياً اقتصادياً".

حسب بهارغافا، يجب إخضاع المركبات الشخصية لاختبارات الجدارة كل ثلاث سنوات على الأقل. لكن في الهند، لا تخضع السيارة بعد بعد وضعها في السير لمزيد من الفحوصات للتحقق من استيفائها معايير السلامة التي جرى تحديدها وقت البيع. وأشار بهارغافا كذلك إلى وقوع عدد كبير من الحوادث بسبب عيوب في المركبات التي لا تحصل على شهادات جدارة بشكل دوري.

مراكز خردة

تحتاج الهند أيضاً إلى المزيد من المراكز الكبيرة لاستيعاب السيارات الخردة، بدلاً من الوحدات الصغيرة وغير الرسمية المعتمدة اليوم لإعادة التدوير. أقامت كل من "ماروتي سوزوكي" و"تويوتا تسوشو" (Toyota Tsusho) بشكل مشترك، منشأة بتكلفة 440 مليون روبية لتخريد وإعادة تدوير أكثر من 24 ألف سيارة منتهية الصلاحية سنوياً، فيما تبني شركة "ماهيندرا إم إس تي سي ريسايكلينغ" (Mahindra MSTC Recycling)، التي تمتلك منشأة لإعادة التدوير في بونا، أربع وحدات تخريد إضافية بسعة 40 ألف مركبة سنوياً في ولاية ماهاراشترا الغربية.