"هواوي" الصينية تطور طرقاً ذكية تتعامل مع السيارات ذاتية القيادة

حافلة قيد الاختبار من قبل شركة "هواوي" كجزء من مشروع تجريبي لشبكات طرق المركبات المستقلة تسير على طريق في ووكسي، بالصين في 22 ديسمبر 2020.
حافلة قيد الاختبار من قبل شركة "هواوي" كجزء من مشروع تجريبي لشبكات طرق المركبات المستقلة تسير على طريق في ووكسي، بالصين في 22 ديسمبر 2020. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ما من شك في أن فهم المفهوم المجرد للمركبات المتصلة يصبح أسهل عند التواجد في موقع اختبار المركبات في شرق الصين.

فعلى طريق يمتد لأربعة كيلومترات في مدينة ووشي بمقاطعة جيانغسو، تتنقل حافلة ذاتية القيادة ذهاباً وإياباً، وتتوقف، وتتجاوز العقبات، وتتسارع وتتباطأ بناءً على المعلومات التي تتلقاها باستمرار من محيطها. ومن خلال تثبيتها في الطرقات، تُصبح إشارات المرور، ولافتات الشوارع، والبنية التحتية الأخرى بمثابة أجهزة استشعار وكاميرات ورادارات تُوجّه السيارة.

ويُعد هذا الموقع، الذي تستخدمه شركة هواوي تكنولوجيز العملاقة في مجال معدات الاتصالات، وشركاؤها، جزءاً من أول مشروع وطني في الصين للمركبات الذكية والمتصلة. وتُريد الدولة أن تجعل حركة المرور أكثر سلاسة وأماناً، مع ضمان استفادة الشركات المحليّة، مثل هواوي، من الفرصة الهائلة المتاحة لتزويد البنية التحتية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، قال جيانغ وانج تشينج، رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشركة هواوي في مقابلة أُجريت معه: "لا تفوتنا ملاحظة أن المركبات ذاتية القيادة هي اتجاهٌ لا يقاوم، ولكن لا يمكن لأية سيارة معزولة بمفردها أن تحقق الغرض المطلوب، حيث يكمن الحل الوحيد في الحصول على مزيد من المعلومات من الطرق".

وترتبط المركبة التي تحمل الاسم الرمزي "اكس باص" (X-Bus) بشبكة التحكم في النقل التي ترى وتُقرر كل ما يحدث على طريق الاختبار، كما يكون الاتصال ذو اتجاهين، حيث ترسل الحافلة باستمرار المعلومات إلى الشبكة، ويمكنها تقديم طلبات مثل إشارات المرور المناسبة لمساعدتها على البقاء في الموعد المحدد. وعلى الرغم من أن الحافلة ذاتية القيادة إلى حدٍ كبير، يجلس سائق سلامة خلف عجلة القيادة ليكون مستعداً لتولّ زمام الأمور في حال الضرورة.

تستهدف شركة هواوي التي يقع مقرها في شنتشن، والتي تواجه أعمال شبكتها الرئيسية ضغوطاً عالمية بعد أن وصفتها الولايات المتحدة بأنها تهديدٌ للأمن القومي، العمل في مجالات نمو جديدة مثل النقل. وبدلاً من صنع سيارة ذكية خاصة بها –حيث قال مؤسّس الشركة الملياردير رن تشنغفي وغيره من كبار المسؤولين التنفيذيين إن هذا ليس الهدف– تطمح هواوي إلى توفير معدات الاتصال والبرمجيات اللازمة لثورة المركبات الذكيّة.

تقدم ملموس

وفي حين أن استخدام هذه الأنظمة على نطاق واسع ما يزال بعيد المنال، فإن شركات التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم تُحرز تقدماً ملموساً، فقد حصلتْ شركة "زوكس" التابعة لشركة "أمازون" على الموافقة في سبتمبر لاختبار السيارات ذاتية القيادة على الطرق العامة دون سائق. كما أن الأخبار عن شركة "آبل" التي تُفكر في تصنيع سيارة ذاتية القيادة بحلول عام 2024 قد جعلتْ أسهمها ترتفع إلى مستويات قياسيّة الشهر الماضي؛ في حين تتجول سيارات شركة "ألفابت" ذاتية القيادة على الطرق الأمريكية منذ سنوات.

وفي الصين، تسير مركبات ذاتيّة القيادة من شركة "بايدو" العملاقة على طرق ضواحي بكين. وتختبر الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، مثل "هورايزون روبوتيكس"، و"شنغهاي ويستويل لاب" لتكنولوجيا المعلومات، تقنيّات القيادة الآليّة بمساعدة معالجات وخوارزميات الذكاء الاصطناعي.

خطة طموحة للمركبات الذكية

والجدير بالذكر أن الصين التي تُعد أكبر سوق للسيارات في العالم، تريد للمركبات الذكية ذات الخصائص الآلية أن تحصد أكثر من 50% من مبيعات السيارات الجديدة بحلول عام 2025، وذلك وفقاً لخطة التكنولوجيا الوطنيّة الموضوعة في نوفمبر، حيث تُؤكد الخطة أيضاً على الحاجة إلى بنية تحتية تسمح للمركبات بالاتصال بالإنترنت وببعضها بعضا.

وما من شك في أن زيادة السلامة هي محور التركيز الرئيسي، ولا سيما بالنظر إلى حقيقة أن شخصاً واحداً يُقتل في حادث مروري في الصين كل ثماني دقائق حالياً. وتسعى "هواوي" من خلال تقنيّتها إلى توفير معلومات أكثر دقةً وفي الوقت الفعلي للمركبات، والسائقين، والمشاة، ومستخدمي الطرق الآخرين حول حركة المرور، وظروف الطقس، والأخطار المحتملة.

وفي معرض حديثه عن الموضوع، قال جيانغ من شركة "هواوي": "من المفترض أن تخدم الطرق المركبات التي تسير عليها، وهي تحتاج إلى توفير المزيد من المعلومات من أجل تقديم دعم أفضل".