"ميتا" توقف تطوير ساعتها المزودة بكاميرتين والمنافسة لساعات "أبل"

"ميتا" أوقفت تطوير ساعتها الذكية التي تسمى رمزياً بـ"ميلان" داخل الشركة
"ميتا" أوقفت تطوير ساعتها الذكية التي تسمى رمزياً بـ"ميلان" داخل الشركة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أوقفت شركة "ميتا بلاتفورمز"، وهي الشركة الأم لشركة "فيسبوك"، تطوير ساعتها الذكية المزودة بكاميرا ثنائية، وباتت تعمل عوضاً عن ذلك على أجهزة أخرى للمعصم، بحسب مصدر مطلع على الموضوع.

وكان تصميم الجهاز، الذي استمر تطويره على مدى عامين على الأقل، يتضمن ميزات شائعة عديدة متوافرة في الساعات الذكية الأخرى، بما فيها تعقب النشاط وتشغيل الموسيقا والمراسلة. وكان النموذج المبدئي للجهاز الذي جرى إيقافه حالياً ينطوي على كاميرا مزدوجة، وهو ما يُعد بمثابة عامل يميزه عن منتجات شركات رائدة في السوق على غرار ساعة شركة "أبل". إحدى الكاميرتين توجد أسفل الشاشة والأخرى وُضعت على جانبها لتواجه معصم الشخص الذي يرتديها، بحسب صور ومقاطع فيديو للنموذج المبدئي اطلعت عليها "بلومبرغ".

اقرأ أيضاً: أول متجر يفتتحه زوكربيرغ.. رهان ذكي على "ميتافيرس" لكنه مكلف أيضاً

عوائق تقنية

جرى تصميم الكاميرا الثانية بحيث من الممكن للمستخدمين فصل واجهة الساعة عن السوار الحامل لها، لالتقاط الصور سريعاً من خلالها. لكن المصدر قال إن وجود الكاميرا نجم عنه مشكلات مع خاصية أخرى تتعلق بترجمة الإشارات العصبية الصادرة من الرسغ إلى أوامر رقمية. ويُعد امتلاك هذه القدرة التكنولوجية، المعروفة بمسمى التخطيط الكهربائي للعضلات، بمثابة أولوية قصوى بالنسبة لشركة "ميتا". حيث روّجت الشركة لفوائد التخطيط الكهربائي للعضلات كوسيلة لاستعمال يدي الشخص بمثابة "وحدة تحكم" للأجهزة الأخرى، بما فيها تلك الموجهة نحو تقنية "ميتافيرس". ونوّه منشور على مدونة لشركة "ميتا" جرى نشره في وقت سابق من العام الحالي قائلاً: "يرتبط الأمر بحل شفرة تلك الإشارات الصادرة من المعصم، وهي التصرفات التي قررت القيام بها فعلاً، حتى يتم ترجمتها إلى أوامر رقمية يستقبلها جهازك".

تحليل الإشارات العضلية

ناقش المسؤولون التنفيذيون في شركة "ميتا" الإمكانات المتوافرة في الساعات الذكية كجزء من رؤيتها لما يُسمى بتقنية "ميتافيرس"، وهي نسخة من الإنترنت يتفاعل الأشخاص فيها مع مستخدمين آخرين من خلال صور رمزية رقمية. ومن الممكن استعمال المستشعرات بداخل أجهزة المعصم لمساعدة الأفراد للتحكم في صورتهم الرمزية، أو التفاعل مع ما يشاهدونه عبر نظارات الواقع المعزز مثلاً.

ورغم توقف الجهاز المزود بالكاميرتين، ما تزال شركة "ميتا" مستمرة في العمل على أجهزة أخرى عديدة يجري ارتداؤها في اليد. وقال المصدر إن الموظفين الذين يعملون على تطوير الساعة، المسماة داخلياً "ميلان"، سيجري إخبارهم الأسبوع الحالي بأن الجهاز لم يعد في مسار الإنتاج. وأضاف أنه كان من المنتظر إطلاق الساعة خلال ربيع عام 2023 لتباع بسعر جذاب يبلغ نحو 349 دولاراً.

وامتنع متحدث باسم شركة "ميتا" عن التعليق على الموضوع.

خفض النفقات

وعلى الأرجح أن يكون خفض التكلفة لعب دوراً كذلك في صدور قرار الشركة بوقف تطوير الساعة. حيث قال المسؤولون التنفيذيون في شركة "ميتا" خلال مؤتمر أرباح عبر الهاتف في شهر أبريل الماضي إن النفقات السنوية للشركة ستتراجع بمقدار 3 مليارات دولار خلال العام الحالي بالنظر إلى تباطؤ الأنشطة التجارية الكبير. والذي أثّر أيضاً على عمليات التوظيف في شركة "ميتا"، حيث تم وقف أو إبطاء شغل بعض الوظائف الإدارية خلال الأشهر الأخيرة. وقال الرئيس التنفيذي للشركة مارك زوكربيرغ للمستثمرين حينها إن تقليص التكاليف بصفة عامة يعني إعطاء الأولوية لبعض المشاريع والجهود المبذولة على حساب غيرها.

اقرأ أيضاً: لمنافسة "أبل".. "غوغل" تطلق ساعة ذكية لأول مرة

خصائص الساعة

مع ذلك، من المرجّح أن تظهر بعض الخاصيات التي جرى تطويرها من أجل الساعة مزدوجة الكاميرا

في منتجات مستقبلية. ويشمل النموذج المبدئي للجهاز الذي اطلعت عليه "بلومبرغ" على الخصائص الآتية:

  • واجهة الساعة قابلة للرفع، ومزودة بإطار ذهبي. ويحتوي السوار على زر في كل جانب، أحدهما على صورة قرص، والآخر هو زر تحكم دائري صغير.
  • تشمل الساعة كاميرتين: كاميرا بدقة 5 ميغابكسل في مقدمة واجهة الساعة، وأخرى بدقة 12 ميغابكسل في الجانب الخلفي للساعة تستعمل عند فصل الواجهة.
  • تحتوي على إمكانية اتصال بشبكة "واي فاي"، وتقنية تحديد الموقع "جي بي إس"، بالإضافة لإمكانية الاتصال الخلوي عبر شريحة اتصال ذكية.
  • تتضمن تطبيقات "سبوتيفاي" و"واتساب" و"إنستغرام ستوريز"، وتطبيق تعقب النشاط اليومي والتمارين، ومعرض الصور، ومراقبة معدل ضربات القلب، والتقويم، وتطبيق للتحكم بإعدادات الجهاز، ومراقبة التنفس.
  • عمر البطارية يبلغ 18 ساعة.

تحتوي الساعة أيضاً على مركز للتنبيه، وشاشة قفل. ولا يتضمن الجهاز متجراً مدمجاً للتطبيقات حيث يتاح للمستخدمين عوضاً عن ذلك إدارة التطبيقات والميزات عبر حساباتهم على تطبيق "فيسبوك". وكانت توجد لدى الساعة إمكانية لمشاركة تفاصيل أنشطة اللياقة البدنية أو الإنجازات الخاصة مباشرة على منصتي "فيسبوك" و"إنستغرام" من الجهاز.

وتم الكشف عن صورة النموذج المبدئي للمرة الأولى في تطبيق شركة "ميتا" الخاص بالتحكم في نظارات "راي بان ستوريز" الذكية، ونشرتها "بلومبرغ" خلال العام الماضي. وجرى الكشف سابقاً عن بعض التفاصيل الأولية للجهاز من خلال موقع "ذا فيرج".

تم تطوير ساعة "ميلان" الذكية بواسطة وحدة "رياليتي لابس" بشركة "ميتا"، التي تمثل قطاع الشركة الذي يعمل على أهدافها بعيدة الأجل وعلى بناء تقنية "ميتافيرس". وقال زوكربيرغ إنه بالرغم من أن وحدة "رياليتي لابس" تُعد استثماراً أساسياً بالنسبة للشركة، إلا أن هذه النفقات المترتبة عليها ستقلّص الأرباح، وتسفر عن خسائر مالية "ضخمة" في الوحدة على المدى القريب.