سباق الأسلحة النووية يشتعل مجدداً بعد عقود من الهدوء

خطر استخدام الأسلحة النووية أصبح أكبر من أي وقت مضى
خطر استخدام الأسلحة النووية أصبح أكبر من أي وقت مضى المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تسعى الدول التي تمتلك أسلحة نووية إلى تعزيز ترساناتها خلال العقد المقبل، رغم انخفاض عدد الأسلحة النووية العام الماضي، وفقاً لتقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI).

قال ويلفريد وان، مدير برنامج أسلحة الدمار الشامل التابع للمعهد، في بيان يوم الإثنين: "تعمل كافة الدول التي تملك أسلحة نووية على زيادة أو تطوير ترساناتها، كما زاد أغلبها من حدة خطابه بشأن الأسلحة النووية والدور الذي تلعبه في استراتيجياتها العسكرية".

طالع المزيد: الإنفاق العسكري العالمي يتخطى تريليوني دولار للمرة الأولى وسط تعزيز أوروبا دفاعاتها

مخزون الأسلحة النووية

يمكن لذلك التطور أن يعكس الاتجاه الذي استمر لعقود، انخفض خلالها مخزون الأسلحة النووية، حيث تراجع المخزون العالمي من الرؤوس النووية إلى 12705 رؤوس مطلع العام 2022، مقارنة بأكثر من 34000 رأس بداية القرن الحالي، وفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، بينما ثبت عدد الأسلحة النووية الصالحة للاستخدام، واستمر تقلص المخزونات العام الماضي، حيث فككت روسيا والولايات المتحدة الرؤوس الحربية غير المستخدمة منذ فترة طويلة.

طالع المزيد: تلويح بوتين بالسلاح النووي يجعل الخيال ممكناً

زاد الاهتمام من جديد بمخاطر نشوب صراع نووي عقب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير الماضي، حيث حذر مسؤولو المخابرات الغربية من احتمال استخدام الكرملين أسلحة نووية تكتيكية محدودة، في حالة استمرار الحرب في أوكرانيا.

قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف في أبريل الماضي، إن بلاده ملتزمة بتجنب الحرب النووية، بينما أكد ويليام بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية الشهر الماضي، أنه لا يوجد دليل على تخطيط روسيا لنشر أسلحة نووية تكتيكية أو احتمال استخدامها.

طالع المزيد: "معهد ستوكهولم": أوروبا تتصدر واردات الأسلحة في العالم خلال 5 سنوات

الاستقرار الاستراتيجي

أشار المعهد إلى توقف محادثات الاستقرار الاستراتيجي الثنائية بين روسيا والولايات المتحدة، بسبب الحرب في أوكرانيا، كما لا تسعى أي دولة نووية أخرى إلى إجراء مفاوضات للحد من التسلح.

استقر نسبياً عدد الرؤوس النووية القابلة للاستخدام في المخازن العسكرية لدى روسيا والولايات المتحدة – اللتين تملكان معاً أكثر من 90% من كافة الأسلحة النووية – خلال العام الماضي. بينما تعمل الصين، التي تملك ثالث أكبر ترسانة أسلحة نووية على "توسع كبير" في ترسانتها من الأسلحة النووية، بما في ذلك بناء أكثر من 300 مخزن لصواريخ جديدة، وفقاً للمعهد.

أعلنت الدول النووية الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة - يشمل أيضاً فرنسا وبريطانيا – في بيان مشترك في يناير الماضي، أنه "لا يمكن كسب حرب نووية ويجب عدم خوضها أبداً"، كما أكدوا أيضاً استمرار الالتزام بعدم نشر ونزع السلاح النووي واتفاقيات الحد من التسلح.

قال دان سميث، مدير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام: "على الرغم من تحقيق بعض المكاسب المهمة على صعيد الحد من الأسلحة النووية ونزع السلاح النووي العام الماضي، لكن خطر استخدام الأسلحة النووية يبدو الآن أعلى من أي وقت مضى، منذ ذروة الحرب الباردة".