هل الوقت مناسب للاستثمار مجدداً في أسهم شركات التكنولوجيا الصينية؟

 أسهم التكنولوجيا الصينية تتداول بخصم 10% في السوق مقارنة بعلاوة تاريخية قدرها 35%
أسهم التكنولوجيا الصينية تتداول بخصم 10% في السوق مقارنة بعلاوة تاريخية قدرها 35% المصدر: بلومبرغ
Tim Culpan
Tim Culpan

Tim Culpan is a Bloomberg Opinion columnist covering technology. He previously covered technology for Bloomberg News.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يسود الكثير من الاعتقاد المتجدد بأن الظروف أصبحت مواتية أمام شركات التكنولوجيا الصينية، وأن الوقت الحالي هو المناسب للعودة مجدداً إلى واحدة من أكثر فئات الاستثمار تحقيقاً للأرباح خلال العقد الماضي.

هناك أيضاً الكثير من الأسباب التي تجعلك متشككاً، لذا فإن الخيار يعود إلى المستثمرين الذين يؤمنون بتغير المناخ، ولكن ليس بالمعنى التقليدي.

طالع أيضاً: محلل أسواق مخضرم: أسهم التكنولوجيا الصينية لم تخرج من أزمتها بعد

نقطة تحول

يذكر البعض 29 أبريل باعتباره نقطة تحول، وهو اليوم الذي دعا فيه المكتب السياسي للحزب الشيوعي الحاكم بالصين، المنظمين إلى العمل بانتظام ودعم اقتصاد المنصة- وهو مصطلح يشير إلى شركات الإنترنت التي تقدم خدمات متعددة.

لكن المؤشرات التي تميل بشدة إلى أسماء شركات التكنولوجيا الصينية، مثل مؤشر " إم إس سي أي للصين"، تحركت بشكل عرضي إلى حد كبير منذ ذلك الحين.

ارتفع مؤشر"شنغهاي شنزن (سي إس أي 300)، الذي يتتبع الأسهم المدرجة في الصين فقط ويميل أكثر نحو القطاعات المالية والصناعية والسلع الاستهلاكية، وإن كان قليلاً فقط.

اقرأ أيضاً: أسهم التكنولوجيا الصينية تعمق خسائرها بعد بيع "تينسنت" حصة في "سي"

تولّدت الإثارة في وقت سابق من يونيو بعد أن ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن المنظمين الصينيين يستعدون لإنهاء تحقيقهم بشأن "ديدي غلوبال" (Didi Global Inc) للنقل التشاركي، وجعل تطبيقاتها الرئيسية متاحة للتحميل مرة أخرى.

ارتفع السهم بنسبة 68% خلال يوم. "ديدي" التي تشبه " أوبر تكنولوجيز " (Uber Technologies Inc) و"ليفت " (Lyft Inc)، تعتمد على برامج أندرويد و"أي أو إس" بهدف التواصل مع العملاء والسائقين، كما أوقفت 26 تطبيقاً من تطبيقاتها عندما قررت بكين العام الماضي أن مشاركة بيانات الشركة تتطلب نظرة فاحصة.

اقرأ أيضاً: "ليفت" تفقد ثلث قيمتها السوقية بعد نتائج مالية مخيبة

الأمن القومي

كما كان متوقعاً، أدّت مراجعة الأمن القومي هذه إلى المطالبة بشطب أسهم "ديدي" من بورصة نيويورك بعد فترة ليست طويلة من بدء تداولها لأول مرة.

أي مستثمر فوجئ بالأخبار الأخيرة التي تفيد بأن القيود المفروضة على تطبيقه على وشك الرفع، لم يكن منتبها.

قالت الشركة حرفيا نفس الشيء عندما ناشدت المساهمين الشهر الماضي لتمرير اقتراح لشطب السهم من التداول.

"خلصت الشركة إلى أنها بحاجة إلى إكمال مراجعة الأمن السيبراني وتصحيحه من أجل استئناف العمليات العادية، وفي حال عدم شطبها من بورصة نيويورك، فلن تتمكن من إكمال مراجعة الأمن السيبراني وتصحيحه".

في 23 مايو، استجاب المستثمرون لتلك الدعوة ولن يتم تداول الأسهم في بورصة نيويورك. كان إنهاء بكين لحظر متجر التطبيقات هو الخطوة المنطقية المرتقبة.

من المفارقات أن الأسهم كانت تتحرك بالكاد عندما تم الإعلان عن التصويت الفعلي، وهو الحافز الحقيقي للمسؤولين للتراجع.

من الواضح أن المتفائلين الذين احتشدوا حول أنباء التيسير، والمتشائمين الذين تجاهلوا تصويت المساهمين السابق، نالوا شيئاً ما حدث.

خطاب جاك ما الشهير

كما توجد " آنت غروب" (Ant Group)، الشركة المالية التابعة لمجموعة " علي بابا القابضة" (Alibaba Group Holding Ltd) والتي تم إلغاء الاكتتاب العام الأولي لها في اللحظة الأخيرة بعد خطاب جاك ما الشهير في أكتوبر 2020 وانتقد خلاله المنظمين.

سيكون إحياء الطرح العام الأولي لـ" آنت" بمثابة الأمر الأقرب الذي من المحتمل أن نحصل فيه على التسامح لـ ما و"علي بابا"، وسينظر إليه بحق كونه إشارة من بكين على أن حملة القمع ضد الشركات قد انتهت.

ذكرت بلومبرغ الأسبوع الماضي أن لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية تدرس السماح بإحياء عملية الإدراج، على الرغم من أن كلاً من لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية و" آنت" قالتا لاحقا إنهما ليس لديهما مثل هذه الخطط.

حتى الردود المصوغة بعناية، وهي نوع من الإنكار بدون إنكار، يمكن أن يتخذها المتفائلون والمتشائمون كعلامة يسعون إليها. ارتفعت أسهم " علي بابا" بنسبة 4.4% بعدما نشرت بلومبرغ الخبر، لكنها تراجعت مرة أخرى بعد بيانات لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية و" آنت".

قدّمت "علي بابا" إشاراتها الخاصة إلى السوق الشهر الماضي عندما رفضت عرض توقعاتها المعتادة على مدار العام بأكمله، وهي خطوة تتحدث عن الافتقار إلى الوضوح الناجم عن عمليات الإغلاق لمواجهة تفشي كوفيد وأزمات سلسلة التوريد والمشاكل الاقتصادية العالمية.

لكن الضبابية بشأن البيئة التنظيمية هي بالتأكيد من بين العوامل التي لا تستطيع الإدارة وضع نموذج دقيق لها.

إجراءات التحفيز

على سبيل المثال، قال المسؤولون التنفيذيون إن الشركة ستستفيد على الأرجح من إجراءات التحفيز التي أعلنت عنها الحكومة، في حين كررت أيضاً التزامها بمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة، مما قد يؤثر على هوامش الربح.

تعاني بعض الشركات الأخرى أيضاً. قفز سهم مزودة المحتوى عبر الإنترنت " بيليبيلي" (Bilibili Inc) بعد أن ذكرت وكالة الأخبار المالية المحلية "كايشين" ( Caixin)، أنها ستلغي وظائف في أقسام الألعاب والبث المباشر، لكنها تراجعت بعد بضعة أيام بعد عدم تحقيق الأرباح المقدرة.

انخفضت أسهم "دوييو إنترناشونال هولدينغز" (DouYu International Holdings Ltd)، الشركة الأخرى المزودة للبث المباشر، بنسبة 30% تقريباً منذ انعقاد اجتماع المكتب السياسي، بعد أن أشار إلى أن قواعد التنظيم الأكثر صرامة ستواصل التأثير على الإيرادات.

يبدو أن وفرة الإشارات الإيجابية كافية لتحفيز الناس على التكهن بأنه قد تم الوصول إلى القاع، وربما تعزز بكين ثقة المستثمرين قبل انعقاد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي خلال 2022. هذا هو التفكير بالتمني أو غير الواقعي.

كما أخبرني مدير استثمار، يتمتع بفكر واضح، "أنت لا تنتقل إلى هاواي بسبب الطقس، بل تنتقل إلى هناك من أجل المناخ".

النقطة المهمة هي أن السحابة أو سطوع الشمس في أي يوم بمثابة عمليات إلهاء قصيرة المدى عن النظرية طويلة المدى.

فقدان النمو السريع

تظل الصين واحدة من أكبر الاقتصادات الاستهلاكية في العالم، حتى مع تحدياتها التنظيمية والاقتصادية، ومع ذلك، فقد ولت أيام النمو السريع بلا شك.

إن الحجة التي تُطرح حول أن الوقت قد حان للعودة إلى أسهم شركات التكنولوجيا الصينية يعززها التحليل الكمي إلى حد كبير.

يتم تداول أسهم القطاع بخصم 10% في السوق الأوسع- مقارنة بعلاوة تاريخية قدرها 35%، وفقاً لمذكرة إستراتيجية حديثة أعدها روبال أغاروال وروبن جو وشيفام غوبتا من بنك استثمار "بيرنشتاين" (Bernstein).

يقدر المحللون أن التراجع قد وصل بالفعل إلى 37%، متجاوزاً نسبة 35% المسجلة أثناء دورة الهبوط خلال عام 2018. كما كتب المحللون في 10 يونيو : "في حين تظل المخاطر قائمة، نعتقد أن هناك أسباباً للاعتقاد بأن نقطة تحول قد حدثت".

لكن هناك جانب آخر. قال مانويل مويل المحلل في "دي زد بنك" (DZ Bank) في رسالة بالبريد الإلكتروني بتاريخ 7 يونيو: "من منظور أساسي، لا أرى أي سبب يدعو إلى التفاؤل حتى الآن"، حسبما أفادت بلومبرغ.

كان الأول من بين أكثر من 70 محللاً أصدروا تقييمات لبيع أسهم "علي بابا" وشركة التجارة الإلكترونية الزميلة "جيه دي دوت كوم" (JD.com Inc) قبل عام وأبقى على وجهة متشائمة أو هبوط للأسواق، مشيراً إلى تباطؤ نمو الإيرادات وضعف الهوامش بين شركات التكنولوجيا الصينية.

هناك عدد لا يحصى من أنماط الطقس للمتفائلين في السوق الصاعدة. قد يجدون بالفعل بعض العلامات في السماء الصافية وسط الرعد والبرق.

لكن ما يحتاجه المستثمرون أن يسألوا أنفسهم هو ما إذا كان المناخ نفسه قد تغير. قد لا يكون الجواب مشمساً جداً بعد كل ذلك.