عكس موقف بايدن إزاء السعودية قد لا يحل أزمة أسعار النفط

الرئيس الأميركي جو بايدن
الرئيس الأميركي جو بايدن المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قد تُسهم زيارة الرئيس جو بايدن إلى المملكة العربية السعودية الغنية بالنفط في رأب صدع العلاقات الأميركية المتوترة مع المملكة، ولكن لا يرجح أن تحل أزمة الطاقة التي يعاني منها الاقتصاد العالمي.

يُخطط بايدن للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وذلك بعد أن أجبره الخراب في الأسواق والتضخم المتفاقم بفعل غزو روسيا لأوكرانيا، على المصالحة مع دولة كان قد أدانها ذات يوم ووصفها بأنها "منبوذة". وفي مبادرة لإظهار حسن النية، اتفقت الرياض وتحالف المنتجين الذي تقوده (أوبك+) في وقت سابق من هذا الشهر على ضخ مزيد من النفط الخام؛ في حين تأمل الدول المستهلكة أن تكون هذه الخطوة متبوعة بالمزيد.

النفط يقوِّض إستراتيجية بايدن لنبذ السعودية

ولكن حتى إذا كانت الزيارة تضمن وعداً بكميات نفط إضافية، فقد تفشل في تهدئة الارتفاع الذي دفع البنزين الأمريكي إلى مستويات غير مسبوقة عند 5 دولارات للغالون وعزز دوامة التضخم. وحتى الموارد البترولية الهائلة للمملكة وشركائها ستكافح لتهدئة السوق التي تواجه أكبر اضطراب لها منذ عقود مع سريان العقوبات على روسيا.

تعليقاً على الموضوع، قال دانييل يرغين، مؤرخ النفط الشهير ونائب رئيس مجلس إدارة "ستاندرد آند بورز غلوبال" (S&P Global)، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ: "المسألة هي أنه لا يوجد الكثير من النفط في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لتغيير حال السوق بشكل كبير؛ وبالتالي فإن وضع العرض ضعيف للغاية".

أسعار بنزين قياسية في بداية موسم القيادة الأميركي

الدولار القوي "مشكلة العالم" في سوق النفط

تتشارك المملكة العربية السعودية وجارتها، دولة الإمارات العربية المتحدة -وهما الدولتان الوحيدتان المنتجتان للنفط اللتان تتمتعان بقدرة احتياطية كبيرة– ما يقلّ قليلاً عن 3 ملايين برميل يومياً من الإنتاج الخامل، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية في باريس؛ وهذا يمثل حوالي 3% من الطلب.

سيتطلب الأمر أن يوظف البلدان كل ذلك -أي ضخ مستدام بمستويات نادراً ما شوهدت من قبل- لتعويض النفط الروسي المفقود الذي تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يحدث في الأشهر المقبلة مع سريان العقوبات الدولية.

وحتى إذا كثف البلدان إنتاجهما، فإن استنفاد الإمدادات الاحتياطية لن يؤدي إلا إلى زرع المخاوف من عدم وجود احتياطي لتغطية حالات الطوارئ في الإمدادات مستقبلاً؛ مثل الأزمة الجديدة التي تصاعدت في ليبيا هذا الأسبوع.

وقال يرغين: "هما آخر غطاء أمني موجود لسوق النفط في الوقت الحالي".

عوائق التكرير

على أي حال، فإن الإمدادات الإضافية من النفط الخام قد لا تفعل شيئاً لمعالجة مشكلة يمكن القول إنها أكثر إلحاحاً، ألا وهي نقص قدرة تكرير النفط لإنتاج البنزين، والديزل، ووقود الطائرات.

حيث خلقت سنوات من إغلاق المصانع اختناقات أصبحت تدرّ الآن أرباحاً وفيرة لمصافي التكرير، بينما تضغط بالمثل على سائقي السيارات ومستهلكي الوقود الآخرين.

وقد ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي أيضاً بسبب القلق من فقدان الإمدادات الروسية بعد غزو أوكرانيا، مما أدى إلى زيادة تكاليف الطاقة.

"يُعدّ تضخم أسعار الطاقة مشكلة أكبر من النفط الخام. كما أن إصلاحها يتجاوز السعودية ونظيراتها من الدول الخليجية"، بحسب بيل فارين برايس، المدير في "إنفيروس إنتليجنس ريسيرتش" (Enverus Intelligence Research).

وبالتالي فإن عدم وجود حل من الشرق الأوسط يعني أن تكاليف الوقود نفسها قد تظل مرتفعة إلى أن تجبر المشقات المالية المستهلكين على تقليل القيادة والسفر والشراء، وذلك وفقاً لمجموعة "يو إس بي" (UBS Group).

من جانبه، يرى جيوفاني ستونوفو، المحلل في بنك في زيورخ، إن "قلة الاستثمار في الإمدادات الجديدة على مستوى العالم، وانخفاض المخزونات، والقدرة الاحتياطية المتناقصة" هي مشكلات لا توجد حلول سهلة لها. حيث "قد تكون هناك حاجة إلى الاستمرار في دعم أسعار النفط لإحداث خفض في الطلب وإعادة التوازن بين العرض والطلب".